Wednesday, February 01, 2006

غضب إسلامي ضد إساءة صحيفة دانماركية للرسول الكري

ds

مظاهرات عارمة بالعواصم العربية والإسلامية تنديدا بالإساءة للرسول الكريم (الفرنسية)

تواصلت ردود الأفعال الغاضبة في العالمين العربي والإسلامي المنددة بالدانمارك عقب نشر إحدى صحفها رسوما كاريكاتيرية تسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, في وقت رفضت فيه كوبنهاغن الاعتذار للمسلمين عن تلك الإساءة.
وعقب موقف السعودية المتمثل في سحب سفيرها من كوبنهاغن، أقدمت ليبيا على إغلاق سفارتها في العاصمة الدانماركية احتجاجا على السخرية بالرسول الكريم.
وقال رئيس الوزراء الليبي شكري غانم إن بلاده تعتبر أن تلك الرسوم المسيئة "إهانة شديدة واستفزازا للمشاعر المقدسة للمسلمين تجاه رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام".
وفي الأردن استدعى وزير الخارجية عبد الإله الخطيب سفير الدانمارك غير المقيم والمعتمد لدى بلاده وأعرب له عن "رفض الأردن الإساءة المتعمدة للإسلام ورسوله من جانب صحيفة دانماركية".
المنتجات الدانماركية شهدت مقاطعة إسلامية واسعة (الفرنسية)
من جانبها دعت وزارة الخارجية السورية الدانمارك إلى "معاقبة المسيئين" للأديان، وعدم تكرار مثل تلك الإساءات. وقال مصدر بالوزارة إن دمشق صدمت بالرسم الكاريكاتيري الذي طال الرمز الأعلى للأمتين العربية والإسلامية.
وفي البحرين شجبت الحكومة في اجتماعها الاعتيادي مثل "تلك الممارسات التي تتنافى مع كافة القيم والمثل والمبادئ", مؤكدة على أهمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقافها, وعلى أهمية تقديم الاعتذار الفوري عنها.
قمع مظاهرة
وخرج مئات الموريتانيين عقب صلاة العصر من الجامع الكبير بنواكشوط في مظاهرة ضد حكومتي الدانمارك والنرويج لرفضها الاعتذار عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم.
ومنعت شرطة مكافحة الشغب الموريتانية المتظاهرين من إكمال مسيرتهم، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع واشترطت بقاءهم في باحة المسجد والحصول على ترخيص مسبق.
أما وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتي محمد بن نخيرة الظاهري فاعتبر الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام تمثل "تطرفا ثقافيا" وليست حرية تعبير كما وصفتها كوبنهاغن.
وحذر المسؤول الإماراتي من أن نشر الصحف الدانماركية ثم النرويجية لرسوم مسيئة للإسلام "يؤشر إلى صدام حضاري".

" المحرر الثقافي بالصحيفة الدنماركية تهرب من الإجابة على سؤوال وجهته له الجزيرة عما إذا كان يمكن أن تنشر الصحيفة نقدا للهولوكست اليهودية

"

أما منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية فأعلنتا أنهما ستلجأن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار ملزم يحظر الإساءة للأديان.
وفي الأراضي الفلسطينية أحرق ناشطون فلسطينيون وسط مدينة نابلس بالضفة الغربية العلم الدانماركي وجابوا الشوارع منددين بالإساءة التي تعرض لها الرسول الكريم, مطالبين باعتذار رسمي لتلك الإساءات.
كما استنكر ديوان الوقف السني في العراق بشدة سخرية الإعلام الدانماركي من المقدسات الإسلامية ومن شخص الرسول محمد عليه الصلاة والسلام, مطالبا الحكومة العراقية باتخاذ موقف إزاء ذلك.
من ناحيته دعا المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قادة الدول الإسلامية إلى تقديم "النصح" للدانمارك بشأن هذه الإساءة, ناصحا القادة بأن "يلتئموا جميعا ليناصحوا أولئك ليكفوا عن شرورهم".
ويأتي هذا التصعيد بعد مواقف شهدتها بلدان أخرى في كل من إيران والكويت واليمن منددة بتلك الإساءات ومطالبة بتقديم اعتذار عن تلك الإهانة التي جرحت مشاعر أكثر من مليار مسلم.

كرزاي عبر عن رضاه بتفسيرات كوبنهاغن للإساءة للرسول الكريم (الفرنسية-أرشيف)
موقف مغاير
ووسط تلك المشاعر والمواقف الغاضبة والمنددة بالإساءة للرسول الكريم خرج الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن الإجماع وعبر خلال زيارته للدانمارك عن "رضاه كرجل مسلم" عن التفسيرات التي قدمتها كوبنهاغن حول نشر تلك الرسوم الكاريكاتورية.
وقال كرزاي إن رئيس الوزراء الدانماركي أندرز فوغ راسموسن شرح له موقف كوبنهاغن الذي قال كرزاي عنه "إنه مرض لي كرجل مسلم, والواقع أن الصحافة حرة في الدانمارك كما في أفغانستان اليوم ولا نستطيع مراقبة ما تقوم به".
من جانبه وصف فيلنيغ روس محرر الصفحة الثقافية بصحيفة جيلاند بوست التي نشرت الرسوم المسيئة في تصريحات للجزيرة تلك الرسوم "اختبارا لحرية التعبير" في بلاده.
وتهرب روس من سؤال وجهته له الجزيرة عما إذا كان يمكن أن تنشر الصحيفة مثلا نقدا عما يُزعم أنه محرقة الهولوكست اليهودية، معتبرا عوضا عن ذلك بأن المسلمين في الدانمارك يعبرون عن معتقداتهم بحرية دون تمييز.

وإزاء المطالب العربية والإسلامية بالاعتذار قال رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوغ راسموسن إنه "لا يقدر ولا يرغب في التدخل في شؤون وسائل الإعلام" وإرغام الصحيفة على تقديم اعتذارات إلى المسلمين لأنها أساءت إلى دينهم. وأكد على "احترام مبدأ حرية التعبير" و"قواعد الديمقراطية الدانماركية".

يأتي هذا فيما أظهر استطلاع للرأي نشر الأحد أن غالبية الدانماركيين لا يشعرون بأن على حكومتهم ووسائل إعلامهم أن تعتذر للمسلمين. وقال 79% ممن شملهم الاستطلاع إن رئيس الوزراء يجب ألا يعتذر نيابة عن الدانمارك بينما قال 18% إن عليه الاعتذار.

ومن ناحية أخرى قال 62% إنه لا يتعين على الصحيفة تقديم اعتذار بينما قال 31% إن عليها أن تعت