أندري أزولاي: التجربة المغربية تثري عمل تحالف الحضارات
أندري أزولاي: تجربتي كعربي ويهودي ومغربي فريدة داخل مجموعة تحالف الحضارات (الجزيرة نت) |
أكد أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي وأحد أعضاء مجموعة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن التجربة الحضارية المغربية بعمقها التاريخي وحضورها المعاصر تثري أعمال المجموعة التي ستتواصل إلى نهاية العام الجاري.
وأشار أزولاي -العضو العربي الرابع- إلى أنه يضطلع بمسؤولية وواجب إطلاع أعضاء المجموعة -عددهم 20 ويمثلون بلدانا وثقافات وخلفيات متنوعة- على الدرس الحضاري المغربي ومشاركتهم إياه.
وقال أزولاي في لقاء مع الجزيرة نت على هامش أعمال الجولة الثانية للمجموعة التي انعقدت بالعاصمة القطرية إنه من خلال هويته المتعددة كعربي ويهودي ومغربي يمثل تجربة وحيدة داخل المجموعة تحيل إلى الثراء الثقافي الذي يزخر به المغرب والذي من شأنه أن يسهم في تعميق التفكير داخل المجموعة حول سبل تعزيز الحوار بين الحضارات.
ويذكر أنه إضافة إلى مهامه في الديوان الملكي، فإن أزولاي يرأس جمعية "هوية وحوار" التي أسسها عام 1974 بهدف تعزيز الحوار بين اليهود والمسلمين وبين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يضطلع بمهام رئيس منتدب لمؤسسة "الثقافات الثلاث والديانات الثلاث" إلى جانب إشرافه على عدد من الفعاليات الثقافية في مدينة الصويرة(جنوب وسط) وهي مسقط رأسه الذي يمثل نموذجا حيا لتعايش الثقافات بالمغرب.
كوفي أنان حضر افتتاح الجولة الثانية لمجموعة تحالف الحضارات بالدوحة (الجزيرة نت) |
تفكير عميق
وعن أعمال مجموعة تحالف الحضارات قال أزولاي إنه خلال جولة الدوحة توصل المشاركون إلى توافق مفاده أن العلاقات بين الإسلام والعالم الغربي تكتسي أولا بعدا سياسيا إلى جانب مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأنه لا يمكن لأعمال المجموعة أن تكون فعالة وذات مصداقية إلا إذا أخذت بعين الاعتبار البعد السياسي للقضية المطروحة.
وفي هذا الإطار أشار أزولاي إلى أن أحد تجليات سوء العلاقات بين العالم العربي الإسلامي والغرب هو جهل الطرف الغربي بالآخر العربي الإسلامي في مقابل معرفة العرب المسلمين المتقدمة بثقافة الغرب وتاريخه ومجتمعه.
وعن تأثير الملفات الراهنة مثل الأزمة التي أثارها نشر بعض الصحف الأوروبية لرسوم كاريكاتيرية تسيء للرسول صلى الله عليم وسلم على أعمال المجموعة قال أزولاي إن المجموعة لا تعنى بقضايا الساعة ولكن تأخذها بعين الاعتبار في إطار تفكيرها العميق حول مقترحات وخطط لتعزيز حوار الحضارات.
وفي الإطار نفسه قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هوبير فيدرين إن مهمة المجموعة هي التفكير حول العلاقات بين الحضارات وتقديم توصيات إلى الأمم المتحدة في هذا الصدد في اتجاه وضع آليات لتعزيز تحالف الحضارات.
20 شخصية بخلفيات دينية وفكرية وسياسية متنوعة تشارك بالمجموعة (الجزيرة نت) |
شخصيات عالمية
وتضم المجموعة شخصيات عالمية مثل الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي والأمين العام للقمة الأيبيرية الأميركية إنريكي إيغلاسياس والمدير العام السابق لليونيسكو فيديريكو كايور والحاخام الأميركي أرثور شنيير ورئيس الوزراء السنغالي السابق مصطفي نياس والقس الجنوب أفريقي دسموند توتو.
وتهدف اجتماعات المنتدى إلى صياغة تقرير يقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في أواخر عام 2006 يتضمن نتائج النقاشات والتوصيات الخاصة بالسياسات العملية وخطة العمل المناسبة من أجل تنسيق الجهود لمستوى المؤسسات والمجتمعات المدنية لمكافحة التمييز والأفكار الخاطئة وتضارب الآراء التي تهدد الاستقرار العالمي.
وقد عقدت المجموعة جولة أعمالها الأولى في إسبانيا في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وكان من المفترض أن تختار المجموعة خلال جولة الدوحة التي اختتمت أعمالها أمس البلد الذي سيحتضن جولتها الثالثة لكن تعذر عليها ذلك وبررته بكون المقترحات باستضافة تلك الجولة جاءت متأخرة.
وستكون تركيا -وهي البلد الراعي للمبادرة إلى جانب إسبانيا- في أواخر ديسمبر/كانون الأول القادم المحطة الرابعة والأخيرة لأعمال المجموعة قبل تسليم تقريرها النهائي إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
_______________
<< Home