Thursday, January 12, 2006

صحيفة نرويجية تسيء للرسول والإسلام بدعوى حرية التعبير





لم تكد العاصفة التي أحدثتها رسوم كاريكاتيرية دانماركية -تسيء لرسول الإسلام محمد عليه السلام- تهدأ, حتى انبرت مجلة نرويجية هذه المرة لإعادة نفس الإساءة بدعوى ما أسمته حرية التعبير.
إذ اختارت المجلة المسيحية "ماغازينت" إعادة نشر12 رسما كاريكاتيريا للنبي محمد عليه السلام في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في توقيت واضح لتعمد الإساءة وإلحاق الأذى بمشاعر المسلمين الذين يحتفلون بهذه المناسبة العظيمة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ اتهم رئيس تحرير المجلة فيبيورن سلبيك أتباع الدين الإسلامي باللجوء للعنف من أجل حل أي أزمة أو مشكلة فكرية. واعتبر أن حرية التعبير في الدول الأوروبية أصبحت منوطة بمن سماهم "المحمديين" الذين لا يحسنون غير أسلوب التهديد والعنف لتمرير أفكارهم, حسب زعمه.
"إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول من قبل مجلة مسيحية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، توقيت واضح لتعمد الإساءة وإلحاق الأذى بمشاعر المسلمين الذين يحتفلون بهذه المناسبة العظيمة"سلبيك لم يستثن الدين الإسلامي نفسه وذلك باتهامه بأنه وراء ما سماها تآكل حرية التعبير في الغرب تدريجياً. وبرر إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية الاستفزازية إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حرية التعبير.
اعتداء المجلة المسيحية هذا وجد دعما من أمين عام رابطة الصحفيين النرويجيين بيرادغار كوكفولد, الذي رأى أن إعادة نشر الرسومات يعد مؤشرا صحيا على مبدأ حرية التعبير في البلاد ويرفع من سقف الحريات العامة.
إلا أن أصواتا أخرى في النرويج كالمستشار الخاص لـ"كنسية المساعدات العاجلة" آرنا سافروس, الذي اعتبر أن إعادة عرض الرسومات يمثل تحريضاً وإثارة لمشاعر المسلمين.
كما اعتبر فين غراف الرسام الكاريكاتيري في صحيفة "داق بلاده" النرويجية أن منطق الإساءة للأديان وعرض الرسومات باعتبارها حرية تعبير "أمر مرفوض" وأكد أن حدود الحريات تتوقف عند الإساءة للأديان فضلا عن وقوفها عند حريات الآخرين.
الهدف الشهرةورأت شريحة من مسلمي النرويج أن تصرف الصحيفة ينطوي على محاولة للحصول على السمعة والشهرة وأنهم (المسلمون) بالتالي فضلوا إهمال ما جاء فيها وعدم الاكتراث له, سيما وأن عدداً كبيراً من النرويجيين يعتبر إعادة عرض الرسومات تجاوزا لحرية التعبير وتحريضا على المسلمين في الغرب.
"الإساءة المباشرة للإسلام ورسوله تعد حرية تعبير فيما اعتبرت دعوة وزيرة الاقتصاد النرويجي لمقاطعة السلع الإسرائيلية, معاداة للسامية "رئيس العلاقات الخارجية بالرابطة الإسلامية في النرويج باسم غزلان أكد أن هدف الصحيفة هو الشهرة لأنها غير معروفة وتوزع أعداداً ضئيلة جداً في العاصمة أوسلو وتفتقر إلى القراء والمشتركين.
وأبلغ غزلان الجزيرة نت أن تلك الصحيفة لا يهمها أن تدخل التاريخ من أسوأ أبوابه من أجل تحقيق شهوة الشهرة الإعلامية، ومن أجل تحقيق هذه الغاية لن تجد طريقة أسرع من الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي الحنيف، خاصة بعدما تصدرت الصحيفة الدانماركية الأخبار الرئيسة للوكالات الدولية وأحدثت ردود أفعال زادت من شهرتها, بعد إساءتها تلك.
وبدوره تساءل رئيس المجلس الإسلامي النرويجي محمد حمدان عن المبررات التي تقف خلف تكرار هذه الإساءة خصوصا وأنها صدرت عن مجلة محسوبة على الدين المسيحي. وعبر عن أسفه بالقول إن الإساءة المباشرة للإسلام ورسوله تعد لدى هؤلاء حرية تعبير, فيما تتهم وزيرة الاقتصاد كريستين هالفرشن بمعاداة السامية لمجرد تأييدها مقاطعة السلع الإسرائيلية دون اعتبار ذلك لونا من ألوان حرية التعبير.
حمدان الذي يترأس مجلسا يضم 36 منظمة إسلامية, طالب الصحيفة التي تمثل المسيحيين في النرويج بالاعتذار للمسلمين لأن من شأن عرض تلك الرسومات زيادة الهوة بين المسلمين والمجتمع النرويجي، كما أنها تحرض عامة المسلمين على الكراهية.ـــــــــــمراسل الجزيرة نت