ناشر صور "الرسول" يأخذ أجازة بعد فشله في نشر صور

كوبنهاجن- وكالات، الجزائر - رمضان بلعمري
وصف امام في محور النزاع بشأن نشر رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد الدنمرك الجمعة بأنها دولة ودودة فيما سعى الدنمركيون والمسلمون الى اصلاح العلاقات. وتواكب ذلك مع اضطرار رئيس تحرير صحيفة يولاندس بوستن التي بدأت بنشر تلك الصور قبل أشهر إلى أخذ أجازة بعد فشله في نشر صور تسخر من المحرقة اليهودية.
وتحدث الامام أبو لبن الذي قاد الحملة ضد الرسوم الى مئات من المصلين في مسجد كوبنهاجن وأشاد بالدنمرك واصفا اياها بأنها بلد متسامح. وقال أبو لبن للمصلين "بصفتي مسلما فانني مدين بشدة لهذا البلد"، وساعد أبو لبن على تنظيم جولة لوفد للشرق الاوسط حيث قدم ملفا عن الاهانات الدنمركية المزعومة للمسلمين، وأضاف "أكرر هذا بلد طيب ومتسامح"، وعبر عن تأييده لحرية التعبير لكنه قال ان استخدامها يجب أن يكون باحترام.
واعتذرت صحيفة يولاندس بوستن التي نشرت الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد لاول مرة عن الاساءة للمسلمين لكن ليس عن نشر الرسوم وقررت اعطاء رئيس تحرير القسم الثقافي الذي كلف احد رسامي الصحيفة بعمل الرسوم اجازة.
وتقرر اعطاء فليمنج روز اجازة بعد أن اشار الى أنه سيسعده بنشر رسوم كاريكاتيرية ايرانية تسخر من محارق النازي.
وفي الايام الاخيرة قال بعض الدنمركيين ان نشر الرسوم كان خطأ وأنهم يريدون الاعتذار للمسلمين وتحديدا من يعيشون في الدنمرك وعددهم 180 ألفا. وقرر خمسة من الشبان الدنمركيين يوم الاحد الماضي أن ينشأوا موقعا على الانترنت ليظهروا أن الكثيرين في البلاد يدركون غضب الجالية الاسلامية واحباطها بسبب الرسوم.
وقال نيكولاي لانج أحد مصممي الموقع "للقضاء على الاجحاف من المهم اظهار ان الدنمركيين أبعد ما يكونون عن العداء لاسلام"، وأضاف "نحن كثيرون ممن نعتقد أنه بامكاننا أن نعيش معا ونحترم ثقافة وهوية بعضنا البعض".
وتابع لانج أن عدد الدنمركيين الذين دخلوا على الموقع لارسال بطاقات اعتذار الكترونية ارتفع من 500 يوم الاربعاء الى اكثر من 8500.
وجاء في بطاقة اعتذار كتبتها يين بالسجارد من شمال كوبنهاجن "أرجوكم أخبروا أصدقائكم المسلمين..نحن نتفهم غضبكم. أظهرت صحيفة يولاندس بوستن جهلا بالثقافات الاخرى".
وكتبت فريا مادلين بانج كريستنين من كوبنهاجن "سلام لكم جميعا..شعب الدنمرك يريد السلام. لذا ان كانت الحكومة لا تستطيع القول انها اسفة فسنقولها نحن..اسفون".
وقالت الحكومة الدنمركية انها لا تستطيع الاعتذار بالنيابة عن صحيفة حرة ومستقلة.
رئيس تحرير يولاندس بوستن في إجازة مفتوحة
وقد اضطر رئيس تحرير الصحيفة الدنماركية التي نشرت الصور الكاريكاتورية التي تسخر من النبي محمد (ص) واثارت غضب الملايين في العالم الاسلامي إلى أخذ اجازة مفتوحة من وظيفته.
وذكرت صحيفة بوليتيكن الدنماركية ان فلمنغ روز اخذ اجازة مفتوحة من صحيفة يولاندس بوستن بعد ان منعه المدير المسؤول من نشر رسوم كاريكاتورية تسخر من اليهودية والمسيحية.
ونشرت يولاندس بوستن في أيلول/سبتمبر الماضي سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية التي تظهر النبي محمد على انه "إرهابي", وأعادت عدة صحف أوروبية نشر هذه الرسوم في الأسابيع الأخيرة الأمر الذي أثار تظاهرات وأعمال عنف في العواصم البلدان العربية والإسلامية.
وقالت صحيفة كوبنهاغن بوست ان طاقم العاملين بالصحيفة والادارة حثوا روز على اخذ اجازة. وقال كارستين يوستي رئيس تحرير صحيفة يولاندس بوستن الجديد لصحيفة برلينجسكي تيدندي "هيئة التحرير طلبت من فليمنج روز القيام باجازة لان لا أحد يستطيع تصور حجم الضغط الذي يتعرض له".
وفي اول الاسبوع قال روز لسي ان ان والتلفزيون الدنماركي انه خطط لنشر رسوم الكاريكاتور الإيرانية المقترحة حول المحرقة المسيحية واليهودية ليظهر ان صحيفته لا تملك مسارا معاديا للإسلام بشكل خاص. إلا أن الصحيفة رفضت في وقت لاحق مثل هذه الخطوة واعتذر روز لاقتراحه لها.

إقالات بالتلفزيون الجزائري وحبس مديري صحيفتين
وفي سياق متصل تعرض عدد من الصحفيين والمسئولين الإعلاميين بالجزائر لعقوبات متتالية تتعلق بقضية نشر وبث الرسوم المسيئة للرسول، فقد أفادت معلومات حصلت عليها "العربية.نت" أن مصالح الأمن الجزائرية ألقت القبض على مديري صحيفتين دينيتين، وأودعتهما السجن الاحتياطي في قضية إعادة نشر الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، وهما بركان بودربالة مدير صحيفة "الرسالة"، وهي ملحق ديني يصدر عن الصحيفة الأم "السفير"، وكاحل بوسعد مدير صحيفة "إقرأ"، وهي ملحق ديني يصدر عن الصحيفة الأم "بانوراما".
ومن جانبه نفى بودربالة المعلومات التي تشير إلى توقيف الصحيفتين عن الصدور، وقال للعربية.نت إنه لم يتلق بشكل رسمي قرارا بالتوقيف.
ومن جانبه، قام المدير العام للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي بإقالة مديري كل من قناة "كنال ألجيري" الناطقة بالفرنسية لطفي شريط ، وقناة "الجزائرية الثالثة" التي تبث بالعربية حورية خثير إلى جانب إقالة رئيسي التحرير بكل من القناتين، وذلك في إطار بث الرسوم المسيئة على الشاشة.
وفي تلك الأثناء، أثار حوار صحفي نشرته صحيفة (الشروق اليومي) جاء فيه أن "المسلمين لا ينتجون فماذا يأكلون إذا قاطعوا منتوجاتنا؟" حالة استنفار أجبرت السفير الدنماركي بالجزائر "بو إيريك فيبر" على تقديم اعتذاراه الناتج عن "سوء الفهم" لما قاله للصحيفة، وفي حين احتج السفير الدانماركي على عنوان الحوار، أكد الصحفي محمد مسلم الذي أجرى الحوار لـ"العربية.نت" أن السفير تلفظ فعلا بالعبارة التي تم اختيارها عنوانا للحوار، حتى وإن كان قالها على سبيل المزاح تعليقا منه على رسم كاريكاتوري تضمن الفكرة نفسها صدر في صحيفة "ليبرتي" الناطقة بالفرنسية.