خبير: منظمة التجارة العالمية تسمح بالمقاطعة الشعبي
المقاطعة الشعبية العربية والإسلامية سببت قلقا كبيرا لأوروبا من خسائرها المتوقعة (الفرنسية) |
أكد خبير قانوني بمنظمة التجارة العالمية أن المنظمة تفرق بين المقاطعة الشعبية أو التي تقوم بها هيئات وشركات خاصة، وهي مسموح بها، لأنها نابعة من رغبة خاصة للأشخاص أو المؤسسات، وبالتالي لا تملك المنظمة الحق في فرض أو إرغام هؤلاء على شراء سلعة محددة من بلد بعينيه.
جاء ذلك بعد أن حذر الاتحاد الأوروبي الدول العربية والإسلامية من مقاطعة البضائع الدانماركية كنوع من الاحتجاج على مواصلة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهدد الاتحاد بتحويل ملف المقاطعة إلى منظمة التجارة العالمية، وهو ما جاء مرارا على لسان المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون.
لكن عبد الحميد ممدوح الخبير القانوني والمدير بمنظمة التجارة العالمية قال للجزيرة نت إن ما قاله ماندلسون "يجب أن ينظر إليه في إطار القواعد القانونية، والتي تقضي بأنه إذا ما تقدم الاتحاد الأوروبي بشكوى إلى المنظمة، فيجب أن تكون ضد إجراء حكومي محدد اتخذته دولة وقررت بالفعل مقاطعة الدانمارك اقتصاديا أو فسخ تعاقداتها التجارية معها".
وأضاف أنه "في هذه الحالة تتحول الشكوى إلى جهاز حل المنازعات، الذي يقوم بتشكيل لجنة تحكيم لمعرفة ما إذا كانت إجراءات المقاطعة تتماشى مع الاتفاقيات الدولية أم لا، ولكن بصفة عامة لا يمكن للمنظمة إجبار دولة على إقامة علاقات تجارية مع دولة أخرى رغما عن إرادتها".
وأوضح الخبير القانوني بمنظمة التجارة أن هناك قواعد استثنائية في إطار المنظمة تسمح بفرض قيود تجارية في حالات خاصة، لحماية أهداف عليا مثل الأمن العام والنظام العام والأخلاق العامة، مشيرا إلى أنه لم يتم إلى اليوم اتخاذ أي إجراء حكومي في هذا الصدد من قبل أية دولة عربية أو إسلامية من أعضاء منظمة التجارة العالمية.
ويتخوف الاتحاد الأوروبي من امتداد تأثير هذا الحظر التجاري على منتجات دول أخرى داخله، لا سيما تلك التي تتعمد إعادة نشر الصور المسيئة للرسول مرة أخرى، ولذلك لجأ إلى التهديد باللجوء للمنظمة.
لكن يمكن القول بأن هذا التهديد يبدو أنه للاستهلاك المحلي والإعلامي فقط، فالدول الأوروبية تدرك تماما أن مصالحها التجارية والاقتصادية معرضة للخطر إذا تواصلت حملات المقاطعة الإسلامية بشكل واسع، لاسيما إذا طالت دولا مثل فرنسا وسويسرا وألمانيا وغيرها، إذ من الصعب في زمن العولمة والتجارة الحرة، أن تستعيد مشتريا ضاع منك.
_______________
مراسل الجزيرة نت
_______________
مراسل الجزيرة نت
<< Home