مظاهرة مناوئة للمسلمين في الدانمارك وتهديد بحرق المصحف
آلاف المسلمين تظاهروا ضد نشر الصور المسيئة للرسول عليه السلام (الفرنسية) |
شهدت الأزمة التي تسبب بها نشر صحيفة دانماركية لرسوم كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام شدا وجذبا اليوم، وسط تهديد آلاف اليمينيين الدانماركيين بتنظيم مظاهرة يحرقون خلالها المصحف الشريف.
وقال مراسل الجزيرة نت إن شرطة كوبنهاغن هددت الداعين للمظاهرة بالتدخل للحيلولة دون إحراق المصحف، كما دعا رئيس الوزراء الدانماركي أندير فوغ راسموسن مواطنيه إلى ضبط النفس والسيطرة على تنامي الكراهية ضد المسلمين.
وأوضح المراسل أن هناك معلومات تتردد عن اعتزام الصحيفة غيلاندز بوستن على التعهد بعدم نشر صور مشابهة في المستقبل، ويأتي هذا التطور بعد رفض الكثير من المسلمين الدانماركيين للاعتذار الذي تقدمت به الصحيفة، مؤكدين أن الصحيفة لم تعتذر عن نشر الصور المسيئة، وإنما اعتذرت عن ما سمته الإساءة لمشاعر المسلمين.
وفي سياق الغضب الإسلامي الواسع الذي تسبب به نشر الصور، دعت رابطة المستهلكين المسلمين في ماليزيا الحكومة في كوالالمبور إلى تقديم احتجاج إلى الدانمارك بسبب نشر هذه الرسوم.
ودعا رئيس الرابطة نور نيرواندي نور الدين التي تضم مائة ألف عضو، الدانمارك إلى الاعتذار من جميع البلاد المسلمة في العالم، محذرا إياها من مواجهة مقاطعة شرسة لسلعها في كل بلد عربي وإسلامي، إذا لم تتحرك بسرعة لتهدئة مشاعر المسلمين.
وفي إندونيسيا دان المجلس الإندونيسي لعلماء الدين الرسوم الكاريكاتورية التي "تظهر الغطرسة الغربية"، كما دعت وزارة الخارجية الصحيفة الدانماركية لعدم الاختباء وراء مبرر حرية التعبير في نشرها لهذه الصورة المسيئة لمشاعر المسلمين.
كما تظاهر مئات اليمنيات في العاصمة اليمنية صنعاء تنديدا بإقدام الصحيفة على نشر هذه الرسوم، وطالبن بمقاطعة المنتجات الدانماركية والنرويجية، كما دعين في رسالة تقدمن بها إلى مندوب الأمم المتحدة في اليمن إلى سن قوانين دولية رادعة لكل من يحاول المساس بالمعتقدات.
المسلمون هددوا بتوجيه صربة للاقتصاد الدانماركي (الفرنسية-ارشيف) |
تحدي فرنسي
ورغم أجواء الغضب التي سادت معظم الدول الإسلامية في العالم، تحدت صحيفة فرانس سوار الباريسية هذه المشاعر، ونشرت في عددها الصادر اليوم مجمل الصور الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة غيلاندز بوستن يوم 30 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وزعمت الصحيفة الفرنسية أنها اختارت نشر هذه الرسوم التي تثير جدلا متصاعدا ليس لهدف الاستفزاز المجاني بل لأنها تشكل "موضوع جدل على نطاق عالمي واسع محوره التوازن والحدود المتبادلة في مجال الديمقراطية واحترام المعتقدات الدينية وحرية التعبير".
واعتبرت فرانس سوار أنه لا يوجد في الرسوم الكاريكاتورية أي نية عنصرية أو رغبة في تحقير أي مجموعة، ووصفت بعض الرسوم بالطريف وبعضها بغير ذلك.
لكنها عمدت إلى مهاجمة ما وصفته بعدم التسامح من قبل الإخوان المسلمين وسوريا والجهاد الإسلامي ووزراء داخلية الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بسبب "دعوتهم لمواطني المجتمعات الديمقراطية والعلمانية إلى إدانة الرسوم الكاريكاتورية باعتبار أنها تندرج في إطار الإساءات التي تعرض لها الإسلام".
وشددت الصحيفة الفرنسية على أنها لن تعتذر عن إعادة نشرها هذه الرسوم "لأننا أحرار في التحدث والتفكير والاعتقاد، وبما أن هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم على أنهم أساتذة في الإيمان ويجعلون القضية مسألة مبدأ، علينا أن نكون حازمين".
ومضت فرانس سوار تقول "يحق لنا رسم صور كاريكاتورية لمحمد ويسوع المسيح وبوذا ويهودا وكل أشكال الإلوهية" زاعمة أن ذلك يندرج تحت بند حرية التعبير في بلد علمان
<< Home