Monday, February 20, 2006

حوار أميركي إسلامي وراء أبواب موصدة في منتدى الدوحة


جلسات مغلقة بلا تصوير إلا لمن يحمل شارة "الأمن" هو ما ميز اليوم الثاني من منتدى أميركا والعالم الإسلامي.
وكانت الجلسات التي حظيت بالاهتمام والتكتم جلسات المجموعة الأمنية التي تناولت بالنقاش تصورا للهيكل الأمني المثالي بعد خمس سنوات من الآن, وما إذا كانت هناك نماذج يمكن التطلع إليها، وناقشت فنيات التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
كما درست هذه المجموعة الأزمات المتعلقة بالقضايا غير الحدودية وما يمكن فعله لتفاديها وسبل الوصول إلى علاقة أمنية "تفضي إلى قوى التقدم بدلا عن قوى التطرف" على حد تعبير جدول الأعمال.
والتأمت جلسة عمل بعنوان "قوة عمل الشباب والتنمية"، إضافة إلى جلسة ثالثة بعنوان الحكم الراشد والإصلاح، كان من أبرز المشاركين فيها الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني ومروان المعشر رئيس وزراء الأردن السابق، وركزت على دور الحكومات والأطراف الخارجية في الإصلاح وخطوط التلاقي والاختلاف في النظرات إليه ودور الأحزاب الإسلامية في تفعيله.
وعن حدود التلاقي بين الدورين الخارجي والداخلي في تفعيل حركة الإصلاح قال الصادق المهدي إن أي تدخل خارجي لدعم الجوانب الإيجابية مرحب به إذا كان يخدم أهدافا "حميدة"، لكن كيف يمكن التصدي لهذا التدخل إذا كان خبيثا؟
بالنسبة للصادق المهدي فإن الأمر يحتاج حينها لحركة سياسية واعية وتعبئة شعبية فعالة للتصدي لكل أنواع التدخلات "الخبيثة"، معتبرا أن تدخل الإدارة الأميركية المتميزة باتباع السياسات الأحادية والاستباقية وتحالفها مع اليمين الإسرائيلي، لا يمكن أن يصب في مصلحة الشعوب الإسلامية.
حمد بن جاسم افتتح الملتقى (الفرنسية)
وقد خصصت "قوة عمل أخرى" إلى مسألة المرأة في العالم الإسلامي والتحديات التي تواجه النساء في السنوات الخمس القادمة وما إذا كانت القياديات النسوية تقوم بأي دور قيادي بشكل مختلف.
وكان من أبرز المتحدثين في هذه الجلسة رئيسة وزراء باكستان سابقا بينظير بوتو التي أشارت إلى أن الغرب ليس بالضرورة أسوة عندما يتعلق الأمر بحقوق المرأة، فالعالم الإسلامي عرف "امرأة الأعمال" منذ 14 قرنا ممثلة في خديجة زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أن دولا مثل الولايات المتحدة ما زالت أبعد ما تكون عن الوصول إلى هذه الحقوق كاملة، فعدد أعضاء النساء من الكونغرس لا يتعدى 15، والنساء ما زلن ينظر إليهن كلاعبات لدور مساعد للرجل فحسب.
ولعل الجلسة التي ارتبطت بشكل أكبر مع الأحداث المرتبطة بأزمة الرسوم هي تلك المخصصة لـ "جسر الهوة" بين العالم الإسلامي والغرب، شارك فيها ممثلو "الأقليات" المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة، وكان من أبرز المشاركين الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا إقبال سكراني.
ودرست الجلسة انشغالات الأقلية المسلمة في العالم الغربي ودورها في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي والقدرات التي يمكن استغلالها داخل أفرادها.
منتدى أميركا والعالم الإسلامي يتطرق إلى أهم القضايا حساسية وهي قضية الإصلاح، لكن مرة أخرى في غياب الرموز القوية للتيار الإسلامي.
وعندما سألت الجزيرة نت ألبرتو فرناندز مدير العلاقات في مكتب الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية عن سبب هذا الغياب الذي ظل يتكرر لسنوات ألقى باللائمة على المنظمين، قائلا إن الولايات المتحدة لا تعارض الحوار –بل حاورت- الأحزاب الإسلامية "التي تنبذ العنف".
الصادق المهدي دعا لحركة شعبية لتفعيل حركة الإصلاح (الجزيرة)
وعندما سألت الجزيرة نت الناطق الرسمي باسم مؤسسة سابان، أجاب بأن الدعوات وجهت فعلا لتيارات إسلامية في المغرب واليمن ومصر ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين، لكنهم لم يلبوا الدعوة، قائلا إن لكل طريقته في ذلك فبعضهم لا يجيب على الدعوة من الأساس وبعضهم يقول إنه يرفض الحضور "لأنه غاضب من أهداف المؤتمر"، وبعضهم "يقول إنه آت وتحجز له التذاكر، ثم لا يأتي".
ويولي المسؤولون الأميركيون أهمية بالغة لهذا المنتدى لأنه "جس للنبض"، بدليل حجم التمثيل الأميركي فيه هذا العام، ما جعل إحدى المشاركات تصف الملتقى بأنه تحول إلى "بنك للمعلومات حول من يقول ماذا في العالم العربي والإسلامي".
_______________