Thursday, February 16, 2006

لسلطة الرابعة: حمى الرسوم المسيئة تطال المنتجين الدنماركيي


اسم البرنامج: السلطة الرابعة
مقدم الحلقة: هدى ياسين
تاريخ الحلقة: السبت 11/2/2006

ضيف الحلقة: جورج ناصيف (كاتب في صحيفة النهار)

هدى ياسين: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج السلطة الرابعة والتي نستهلها بأبرز العناوين اليوم:
في النيوزويك: مقاتلو طالبان يعودون ولكن عبر الشاشة.
وفي الفايننشال تايمز: وجه آخر للاحتجاج الإسلامي والعربي المقاطعة.
نبدأ حلقتنا بجولة على أبرز ما جاء من عناوين في الصحف الغربية ونستهلها باستعراض الصحف الأميركية:
إنترناشيونال هيرالد تربيون: المحرر الدنماركي يأخذ إجازة مفتوحة.
واشنطن بوست: إضاءة الشعلة الألعاب الأولمبية الشتوية في تورينو.
واشنطن تايمز: الشيعة سيختارون مرشحهم لرئاسة الوزراء.
وبالنسبة إلى عناوين أبرز الصحف الفرنسية فجاءت على النحو التالي:
لوموند: منحى سيء للنمو والاقتصاد الفرنسيين في الخارج.
لوفيغارو: الألعاب الأولمبية الشتوية الفرنسيون يأملون في إحراز الميداليات.
ليبراسيون: إنفلونزا الطيور معاناة تتعمق في إفريقيا.
أوجوردوي: العدالة والسجون والشرطة وأوروبا أو أوروبا تتهم فرنسا.
وبالنسبة إلى عناوين الصحف البريطانية فجاءت على النحو الآتي:
ذا إندبندنت: قضية الاحتباس الحراري على المحك.
ذا غارديان:


إنشاء مركز معلومات للتعامل مع شبكات تمويل الإرهاب
ذا غارديان


إنشاء مركز معلومات للتعامل مع شبكات تمويل الإرهاب.
ذا تايمز: بريطانيا تتدهور سريعاً.
وسيرافقنا في حلقة اليوم الكاتب في صحيفة النهار اللبنانية الأستاذ جورج ناصيف أستاذ جورج أهلاً بك، سنستعرض بداية مواضيع اليوم ونعود إليك مجدداً.
نبدأ من الشؤون الدولية ومع صحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون التي رأت في شعار إستراتيجية الحرب الطويلة الأمد التي تبناها مؤخراً البنتاغون الأميركي رأت فيه عنواناً مضللاً، سيما وأن الحرب على الإرهاب أصبحت بعيدة عن تحقيق هدفها الرئيسي، المقال جاء تحت عنوان:

عودة للأعلى

حرب طويلة وُضعت لتدوم

التعليق الصوتي: "قرر البنتاغون الأميركي والبيت الأبيض أن الولايات المتحدة تخوض اليوم حرباً طويلة الأمد اندرجت سابقاً تحت اسم الحرب ضد الإرهاب، وقال الرئيس بوش في خطاب حالة الأمة إن هدف إدارته هو هزيمة المتطرفين الإسلاميين، ولكن هذا الخطاب هو طرح مستحيل، ذلك أنه بعد إلقاء الخطاب بأيام قام الإسلاميون المتطرفون بإحراق السفارات بدءاً من أفغانستان مروراً بأندونيسيا انتهاء بدمشق وبيروت، وهذا يدل على أن الولايات المتحدة لن تهزم الإرهاب".
هدى ياسين: وتوقعت الصحيفة أن الإدارة الأميركية أرادت للحرب الخاطفة التي شنتها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أرادت لها أن تتحول إلى حرب طويلة ومفتوحة زمنياً، تجيز لنفسها مصادرة الحريات المدنية وسائر القيم المدنية.
التعليق الصوتي: "ما كان من المفترض أن يكون في الأصل حرباً سريعة وخاطفة تحولت كما قيل لنا إلى حرب طويلة لا يمكن التكهن بنهايتها، وطُلب من المواطنين ضمنياً أن يتوقعوا استمرار تعليق المبادئ الدستورية وتجاهل العدالة وتبرير إخضاع الحريات المدنية للرقابة إضافة إلى تحدي المعاهدات والاتفاقات الدولية".
هدى ياسين: أيضاً مع ملف الحرب على الإرهاب حيث نشرت مجلة نيوزويك في عددها الذي سيصدر لهذا الأسبوع خبراً حصرياً عن عزم مقاتلي طالبان على توزيع أشرطة فيديو عبر أفغانستان وباكستان إضافة إلى الدول الخليجية يُعلّمون فيها أساليب القتال والتدريب، وذلك لحض المجاهدين في العالم الإسلامي على محاربة الولايات المتحدة وفق ما أوردت المجلة، والعنوان:
أفغانستان: المقاتلون على الشاشة
التعليق الصوتي: "بما يشبه أخذ المبادرة من النهج الإعلامي الذكي الذي يتبعه المتمردون في العراق، أنتج مقاتلو طالبان أول فيديو لهم عن كيفية التجنيد والقتال بعد أن جمعوا التبرعات لإنجازه وقبل أن يُصور بشكل كامل في أفغانستان، ونُقل عن الملا عمر أن الهدف من هذا التحرك هو توزيع مئات الآلاف من نسخات الفيديو في أفغانستان وباكستان إضافة إلى الدول الخليجية النفطية وذلك لإثارة مشاعر المسلمين هناك ولحضهم على الانضمام إلى لجهاد".
هدى ياسين: وقالت النيوزويك التي حصلت على نسخة منه إن الفيديو أُطلق عليه اسم أسود الإسلام، وهو فيلم على درجة عالية من الاحتراف.
التعليق الصوتي: "عنوان الفيديو هو أسود الإسلام، وتظهر لقطات منه مقاتلين مسلحين ببنادق AK وآر بي جيه ترافقهم موسيقى باشتونية تحثهم على الجهاد".
هدى ياسين: في الشأن الأميركي تطرقت افتتاحية صحيفة التايمز البريطانية إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية راصدة السباق المبكر للوصول إلى البيت الأبيض بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين، على الرغم من تبقي حوالي 1000 يوم على موعد الانتخابات، وعنونت الصحيفة:
نداء الرئيس المقبل
التعليق الصوتي: "يستقطب صراع خلافة جورج بوش اهتماماً كبيراً بين سياسيي واشنطن، وكأن الانتخابات ستجرى الشهر المقبل من دون النظر إلى 997 يوماً التي تفصلنا عن موعدها، وبالفعل بدأ العازمون على ترشيح أنفسهم في جمع الأموال لحملتهم الانتخابية وفي محاولة استرضاء الرموز السياسية، كما باشرت مؤسسات استطلاع الرأي عملها في نوفمبر الماضي أي قبل أربع سنوات على حلول موعد الانتخابات".
هدى ياسين: وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات الأميركية البرلمانية في شهر نوفمبر المقبل ستلعب دوراً كبير في الصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، متوقعة فرصة أكبر للمرشح الجمهوري.
التعليق الصوتي: "أظهرت الاستطلاعات عدم تحبيذ الأميركيين لهيلاري كلينتون الأمر الذي قد يترك الحزب الديمقراطي مع مرشح قوي داخل الحزب ولكن ضعيف على صعيد الانتخابات الرئاسية، وفي المرحلة الحالية تبقى الساحة مفتوحة أمام المرشح الجمهوري John Mccain الذي يتمتع باستقلال ومصداقية واسعين".
هدى ياسين: وننتقل الآن إلى ضيفنا في بيروت السيد جورج ناصيف الكاتب والصحفي بجريدة النهار، سيد جورج إنترناشيونال هيرالد تربيون قالت إن الحرب على الإرهاب أصبح له عنوان جديد تبناه البنتاغون الأميركي تحت شعار الحرب الطويلة، ما المقصود من وراء ذلك؟
جورج ناصيف: المقصود بأن الحرب في البداية خصوصاً عند انطلاق غزو العراق كانت تحت شعار أنها حرباً خاطفة وستحدث خلال بضعة أسابيع وينتهي النظام العراقي ويجري البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي اعتُبر أنها موجودة، لكن شيئاً فشيئاً تبين أن حرباً طويلة مكلفة جداً، وشيئاً فشيئاً تتحول إلى نقيضها، الحرب التي اعتُبر أنها ستكون ضد الإرهاب هي التي أشعلت مرجل الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي، بالتالي الإسلاميون والصاعدون اليوم سواء كانوا عنفيين أو غير عنفيين هم الذين يحتلون المقاعد الرئيسية، في مصر هناك صعود إسلامي لافت، في فلسطين حركة حماس باتت هي في السلطة، في لبنان هناك تزايد أيضاً لقوة حزب الله في مجمل العالم العربي والإسلامي، وهناك زياد إرهابي على المستوى العالمي سواء في العمليات التي ظهرت أخيراً أو في ازدياد موجة الكراهية للغرب، موجة الكراهية للغرب اليوم تعم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه هذه هي نتيجة حرب بوش، بالتالي لا يمكن ادعاء بعد اليوم بأن حرب كانت من أجل القضاء على الإرهاب، كانت حرباً تفتقد إلى الروية إلى الرؤية إلى التبصر وهي التي تقع في أساس هذا الإرهاب، كثيرة هي المواقف الدولية التي دعت الأميركيين إلى البحث عن أصول الإرهاب إذا شئنا استخدام التعبير في الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تتعلق بالفقر وبالتخلف وبالبطالة وبغياب العمل، وبالانحياز الأميركي المطلق إلى إسرائيل، لكن الولايات المتحدة لم تلتفت إلى الأسباب العميقة لهذا الصعود الإسلامي في العالم العربي أو الإسلامي، وفقط نظرت إلى الجانب العسكري المحض، هذا الجانب انقلب عليها أيضاً بحيث بات الإرهاب عوض أن يكون في منطقة واحدة تمت هناك عولمة للإرهاب.
هدى ياسين: نعم طيب سيد جورج نفس الصحيفة توقعت أن لا تكسب الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، على الرغم من الإمكانات الهائلة التي توظفها واشنطن، أين ترى العائق الرئيسي الذي يمنع فوز الولايات المتحدة بهذا السباق؟
جورج ناصيف: بالتأكيد لن تستطيع أن تفوز لأن الحرب ضد الإرهاب ليست حرباً تقنية، ليست حرباً تتعلق بعدد القاذفات وبالقوى العسكرية المحضة، هي حرب إذا أراد الواحد أن يشنها تتعلق بالجذور الاقتصادية والاجتماعية، الإرهاب ذو أسباب، هناك إحباط كبير في العالم العربي والإسلامي، هناك تخلف اقتصادي كبير، هناك موقف عدائي للغرب بسبب مواقفه خاصة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، بالتالي لا يمكن أن تنتصر هذه المعركة إن لم تتم العودة إلى جذورها العميقة وإلى معالجة هذه الجذور.
هدى ياسين: نعم، طيب سيد جورج مجلة النيوزويك بدورها حصلت على نسخة فيديو لمقاتلي طالبان تحث المسلمين على الجهاد ضد الولايات المتحدة، هل تعتقد أن الهجوم المعاكس على الحرب الأميركية في أفغانستان والعراق قد بدأ فعلاً؟ أم أنها مجرد مناورة إعلامية تهدف إلى إخراج نظام طالبان من حالة الحصار التي يعانيها؟
جورج ناصيف: لأ هذه الحرب في الواقع بدأت نعم، وما يهم في الأمر أن ثمة استخداماً متعاظماً ومتواتراً ومهماً جداً للتقنيات، تقنيات الانترنت وتقنيات التلفزيونات والفضائيات وما إلى ذلك، الإرهابيون اليوم باتوا الأشد استخداماً لهذه التقنيات، نعلم بأن العمليات التي تتم في فلسطين أو بعض العمليات في لبنان أيضاً يتم تصويرها تلفزيونياً، بن لادن والظواهري وما إلى ذلك يستخدمون الانترنت من أجل الترويج لدعاويهم الايدلوجية والسياسية، وأيضاً نلاحظ أن الانترنت نفسه بات مستخدماً بشكل حاذق جداً من قبل الأصوليين، هذا يعني بأن التكنولوجيا لم تعد في يد الولايات المتحدة.
هدى ياسين: سيد جورج أرجو أن تبقى معنا سنعود إليك لاحقاً في سياق حلقتنا، مشاهدينا تتابعون بعد الفاصل قاعدة مركزية أم مركز ترفيه ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
هدى ياسين: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم من جديد، نكمل مع موضوع التظاهرات الرافضة للرسوم المسيئة للإسلام التي وعبر صحيفة الفاينيشال تايمز أظهرت الوجه الآخر والمختلف للاحتجاج، وهو المقاطعة الواسعة والشعبية للمنتجات والسلع الدنماركية في الدول العربية، التفاصيل جاءت تحت عنوان:

عودة للأعلى

حمى الرسوم المسيئة تطال المنتجين الدنماركيين

التعليق الصوتي: "على مدى الأسبوع الفائت توجه معظم اهتمام العالم إلى الاحتجاجات العنيفة التي سادت العديد من الدول بينها كينيا وماليزيا وتركيا وذلك بسبب نشر الرسوم المسيئة للإسلام، وبالنسبة إلى العالم العربي وفي قسم كبير منه قام المستهلكون بمقاطعة المنتجات الدنماركية بما يشكّل أكثر المقاطعات انتشاراً شعبياً رداً على تلك الرسوم".
هدى ياسين: ورأت الصحيفة أن ضعف انتشار السلع الدنماركية في الشرق الأوسط جعل منها هدفاً سهلاً على عكس المقاطعة للمنتجات الأميركية بعد الحرب على الإرهاب والعراق، والتي لم تثبت قوتها نظراً إلى الصفة العالمية الطاغية على السلع الأميركية ودائماً حسب قول الصحيفة.
في الملف عينه نقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية صور شعارات الاحتجاج التي رفعها قسم من المسلمين الغاضبين على خلفية نشر الرسوم المسيئة للإسلام متسائلة عن دور المعتدلين في تطويق ذيول هذا الغضب العارم، العنوان:

عودة للأعلى

الإسلام يتحدى أوروبا العجوز

التعليق الصوتي: "في لندن قام بعض الإسلاميين بالتظاهر رافعين لافتات كتب عليها "أوروبا سيأتيك الحادي عشر من سبتمبر الخاص بك" و"اقتلوا أولئك الذين يهينون الإسلام" أما في الشرق الأوسط فقد أضرمت النيران في السفارات، وصدرت بعض الفتاوى التي تبيح قتل الصحفيين الدنماركيين، ولكن هل من يسمع أصوات المعتدلين؟".
هدى ياسين: الصحيفة تخوفت من احتمال أن يطغى أصوات المتطرفين في الشرق والغرب على الأصوات الداعية إلى التهدئة مما قد يقود بالعالم إلى صدام حتمي بين الحضارات.
نعود من جديد إلى ضيفنا في بيروت السيد جورج ناصيف، سيد جورج برز في صحيفة الفايننشال تايمز وجهاً حضارياً للمسلمين عامة وللعرب الخليجيين بشكل خاص عبر مقاطعة سلمية للسلع الدنماركية، في المقابل هناك الصورة التي رسمتها التظاهرات العنيفة التي حصلت في دمشق وبيروت وتركيا، هل تعتقد أن الدول التي حصلت فيها بعض مظاهر العنف كانت تظاهرات موجهة؟ أم مجرد تعبير عفوي عما جرى من إساءة؟
جورج ناصيف: بالتأكيد هناك تظاهرات موجهة، لا يمكن الحديث مثلاً في سورية عن تظاهرة شعبية بريئة هذا لم يحدث من عشرات السنوات، في الدول الأخرى أيضاًَ ولكن في مصر مثلاً التظاهرات تغتذي من مناخ شعبي معاد للولايات المتحدة لأسباب معلومة، يجب أن نؤكد هنا بأن هذه التظاهرات رغم أنها كانت تقدم وجهاً بشعاً ربما إلى العالم العربي والإسلامي لكن المسؤولية الأساسية تقع على هذا الانتهاك الفظيع لمشاعر المسلمين، المسؤولية تقع هناك، تقع في الخفة التي تميزت بها هذه الصحيفة الدنماركية، وأيضاً في الخفة التي تميز بها المسؤولون الذين رفضوا في البداية الاعتذار، لكنهم اضطروا إلى الاعتذار لاحقاً، ثم يجب أن لا ننسى أن ثمة عنصرية كاملة في هذا الموقف من قبل بعض الإعلام الأوروبي، وثمة جهل عميق بالنوابض الشعبية والتاريخية والنفسية والعقائدية التي تعم العالم الإسلامي هذا من جهة، بالتأكيد لا أعتبر بأن الأمر فقط يتعلق بالموقف العنصري هناك أخطاء عربية وإسلامية فاحشة جداً، المقاطعة مقاطعة جيدة وكان يتمنى الواحد أن تعم هذه المقاطعة وأن تكون هي السلاح الأمضى، لكن يجب ألا نعتبر أن سلاح التظاهرات كان سلاحاً تخريبياً فقط، هذه نظرة أيضاً غربية قاصرة عن فهم الدوافع العميقة لهذه التظاهرات.
هدى ياسين: نعم طيب الصحف الغربية ومن بينها لوفيغارو تتخوف من صدام حضارات وشيك لا يفوز فيه إلا المتطرفون، ما رأيك؟
جورج ناصيف: هذا صحيح بالتأكيد، لكن المسؤولية تقع على من أشعل هذا المناخ، نعم هناك من يستفيد منه كثيراً، هناك من يريد أن تتوجه الأمور نحو صدام للحضارات سيدفع المعتدلون ثمنه، والعقلانيون والمتنورون في كل الأديان، وسيكون الفائز فقط هم المتعصبون في كل دين، لكن السؤال من الذي أشعل هذا الأمر؟
هدى ياسين: نعم طيب سيد جورج هل تعتقد أن العالمين الشرقي والغربي مخيران ضمن ثنائية متطرفة لا ثالث لها إما الديمقراطية الأميركية أو حكم الإسلاميين المتطرفين كما يسوق البعض؟
جورج ناصيف: الكلام عن إسلاميين متطرفين هذا كلام سريع جداً، الإسلام ليس حزمة واحدة، الإسلام ثمة تيارات متنوعة جداً فيه، والإسلام عندما يصل إلى السلطة هناك تعديلات كثيرة تتم فيه، هناك إسلام معتدل غير عنفي مضاد للعنف، وبالتالي ليس يعني مجالاً ليس هناك من مجال للحديث عن خيارين فقط، لا هناك خيار ثالث هو خيار المزج ما بين الإسلام والديمقراطية، والإسلام ليس معارضاًَ للديمقراطية ولا هو رافض لها، شرط أن تكون ديمقراطية أيضاً بنوابض داخلية، الديمقراطية ليست سلعة أميركية ويجب ألا تكون معلبة على الطريقة الأميركية.
هدى ياسين: نعم، سيد جورج شكراً لك سنعود إليك لاحقاً.
نتحول إلى الشأن العراقي مع صحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون التي نشرت مقالاً لروبرت وورث تحدث فيه عن الظاهرة الجديدة للعراقيين، وهي استخدامهم للانترنت كوسيلة للاتصال لما يحمله من تأثير إيجابي على سوق الاتصالات في بغداد، وجاء العنوان:

عودة للأعلى

شبكة الانترنت متنفس للعراقيين

التعليق الصوتي:


لم يكن الانترنت معروفاً في العراق قبل ثلاث سنوات، ولكن شوارع بغداد اليوم تكتظ بعشرات المحلات التي توفر خدمة استخدام الانترنت وتوصيلها إلى المنازل كذلك، وأصبح الكمبيوتر والشبكات إحدى الجوانب المشرقة في اقتصاد العراق
إنترناشيونال هيرالد تربيون


"لم يكن الانترنت معروفاً في العراق قبل ثلاث سنوات، ولكن شوارع بغداد اليوم تكتظ بعشرات المحلات التي توفر خدمة استخدام الانترنت وتوصيلها إلى المنازل كذلك، وأصبح الكمبيوتر والشبكات إحدى الجوانب المشرقة في اقتصاد العراق، ويسهل رصد ذلك في شارع سيناء ببغداد الذي انتشرت فيه مقاهي الانترنت وشركات تقديم خدمات الشبكات".
هدى ياسين: واعتبرت الصحيفة أن العراقيين هم أكثر من لديهم حافز لاستخدام شبكة الانترنت لاتصالهم ببعضهم البعض، حيث وصل عدد مستخدمي خدمة الشبكة المنزلية إلى مائتين وخمسة عشر ألف مشترك.
التعليق الصوتي: "إن استخدام شبكات الدردشة والرسائل الإلكترونية والكاميرات الرقمية هو وسيلة جديدة للعراقيين، تتيح لهم الاطلاع على أخبار أقاربهم وأصحابهم، كما تجنبهم مخاطر التنقل بين المدن العراقية، وتشدد على أنهم وبعد عزلة طويلة قادرون على الخروج من الهوة التكنولوجية التي تفصلهم عن الغرب، فالعديد من مواقع الدردشة التي أنشأها العراقيون يتطرق إلى موضوعات متنوعة بين السياسة والبحث عن نصفهم الثاني".
هدى ياسين: وأخيراً معسكر للقوات الأميركية في العراق هو أقرب إلى حياة الضواحي الأميركية منه إلى جبهة عسكرية للقتال لاحتوائه على مطاعم ووسائل ترفيهية، جاءت التفاصيل في صحيفة الديلي تلغراف تحت العنوان:
كرة القدم والبيتزا يشيران إلى بقاء القوات الأميركية لمدة طويلة
التعليق الصوتي: "إن القاعدة الجوية للقوات الأميركية في مدينة الأسد هي من أكبر المعسكرات في محافظة الأنبار العراقية، وتحتوي على منطقة للمطاعم منها مطعم الsubway ومطعم للبيتزا ومقهى لتقديم المشروبات والوجبات الخفيفة، ويشمل المعسكر ملعباً كبيراً لكرة القدم وحماماً للسباحة، وللراغبين في الخروج في جولة بالمدينة يقدم المعسكر شركة لتأجير السيارات المصفحة، كما توجد قاعة سينما تعرض أحدث الأفلام، أما الوسيلة المفضلة لتسلية الجنود فهي الحفلات الموسيقية لأغاني الهيب هوب والسالسا والموسيقى الشعبية التي يقدمها المركز الترفيهي".
هدى ياسين: وأشارت الصحيفة أن هذا المعسكر قد يُصمم بناء على هندسة المعسكرات الأخرى التي ستمكث القوات الأميركية فيها لمدة طويلة، ولكن على الرغم من المخاطر اليومية التي تتعرض لها القوات الأميركية لربما مكوثهم في هذا المعسكر قد يخفف عليهم وطأة الحرب.
عودة أخيرة إلى ضيفنا في بيروت السيد جورج ناصيف، سيد جورج نقلت صحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون لجوء المواطنين العراقيين إلى شبكة الانترنت وغرف الدردشة لتجنب الانتقال بين المدن وما يحمل هذا الانتقال من خطر على أرواحهم، برأيك إلى متى ستبقى الحلول الظرفية والمؤقتة سيدة المواقف في العراق؟
جورج ناصيف: إلى فترة طويلة، إلى أن ينتج عن الوضع العراقي تسوية داخلية عميقة تتشكل من حكومة تلاقي قبولاً من جميع الأطراف، وإلى التوافق من على شرعة سياسية جديدة، وعلى بناء العراق الجديد ما بعد الخروج الأميركي، نعلم بأنه في هذا العام سيتم تخفيف للجنود الأميركيين وهذا ما أكده الأميركيون بأنفسهم، وبالتالي المسؤولية تتعاظم على العراقيين على القوى السياسية العراقية لكي تجد صيغة سياسية لحكم العراق الجديد، وألا تتحول الفيدرالية المرسومة على الأرض إلى احتراب داخلي وإلى تصديع الوحدة الداخلية للعراق نحو مالا تحمد عقباه هذا من جهة، من جهة أخرى يجب الإشارة بأن العراقيين لفترة طويلة كانوا محرومين من كل أشكال التكنولوجيا، وبالتالي أيضاً هناك شغف وجوع إلى هذا اللون بعد أن عاشوا طويلاً في حالة من الوسطى.
هدى ياسين: نعم سيد جورج الصحيفة تكلمت أيضاً عن هوة تكنولوجية تفصل العراق والعالم العربي على الهامش عن الدول المتقدمة، أليست الديمقراطية هي الخطوة الأولى على طريق التطور والرقي؟ وباختصار من فضلك.
جورج ناصيف: بالتأكيد نعم، الديمقراطية أساسية جداً إن على المستوى الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو التربوي، المدخل الأساسي الوحيد هو الديمقراطية عندما تتجلى في جميع الميادين الثقافية وما إلى ذلك، والميادين الإعلامية بالتأكيد.
هدى ياسين: نعم سيد جورج ناصيف شكراً لك على هذه المشاركة معنا اليوم، رافقنا سيد ناصيف الكاتب والصحفي بجريدة النهار مشاهدينا من بيروت، وصلنا بكم مشاهدينا إلى نهاية حلقتنا لهذا اليوم شكراً لحسن المتابعة وإلى اللقاء.

عودة للأعلى