سعوديون يجرون أول حوار مع رسامي الصور المسيئة للرسول
عصام مدير |
دبي - فراج اسماعيل
تعتزم دار نشر سعودية الإعداد لإجراء أول حوار مع رسامي الكاريكيتر الدنماركيين الذين أساؤوا للرسول صلى الله عليه وسلم عبر 12 رسما نشرتها صحيفة جيلاندز بوستن ونقلتها عنها صحيفة مجازين نت النرويجية وعدة صحف أوروبية بعد ردود الفعل العنيفة التي أثارتها في العالم الإسلامي.
وقال عصام أحمد مدير رئيس دار البينة للطبع والنشر والتوزيع في جدة إن هذا الحوار الذي يعدون له سيأتي تتويجا لحملة أطلقتها الدار وتهدف إلى طبع وتوزيع 25 ألف نسخة كمرحلة أولى من كتاب الداعية الجنوب أفريقي الراحل أحمد ديدات (القرآن معجزة محمد الخالدة) بحيث يحصل عليه الدنماركيون والنرويجيون غير المسلمين مجانا من خلال الجمعيات الإسلامية المعتمدة والرسمية في الدنمارك والنرويج، وستقوم الدار بعد ذلك بترجمة وتوزيع كتابين آخرين للشيخ ديدات.
وأوضح مدير في تصريحات لـ"العربية.نت" إن الهدف هو نقل الأزمة إلى خانة الحوار، الذي يشكل قاعدة إسلامية معروفة، فالإساءة التي وجهت للرسول صلى الله عليه وسلم لا تشكل أي ضرر لنا كمسلمين، ولا للإسلام، ولكنها فرصة سانحة لعرضه عليهم بصورته الصحيحة.
وأردف مدير "نتطلع لأن يتم هذا الحوار في شهر مارس القادم في كوبنهاجن، وأن يشارك فيها أيضا رئيس تحرير الصحيفة التي أثارت الأزمة "جيلاندز بوستن" وسنعطي لكل منهم نسخة هدية من كتاب الشيخ ديدات، وسنسألهم هل هذه الرسوم تمثل انطباعكم عن شخص تجهلونه، أم عن شخص تعلمون سيرته، وإذا كنتم تعلمون تلك السيرة فما هي مصادركم التي اعتمدتم عليها".
قال: هذه الحوارات هي المجدية والمفيدة للوصول إلى نتائج جيدة في تلك الأزمة وليس ذلك الأسلوب الانفعالي الذي نراه على الساحة الإسلامية، والذي يطالب بمجرد اعتذار الذي نعتبره مطلبا غير شرعي.
وأشار إلى أنه "ليس من المفيد أن يسئ أحد إلى الإسلام أو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فنطلب منه أن يتأسف ثم ينتهي الموضوع، بل ينبغي أن يكون ذلك فرصة سانحة لنا لنحاوره في أفكاره التي أوصلته إلى هذه النتيجة، ونبين له الصورة الصحيحة عن الإسلام، بل ونطلب منه إذا كان يمثل وسيلة إعلامية أن يبرز الرأي الآخر في إطار حرية التعبير التي يستندون إليها كمبرر لمثل تلك الرسوم".
الصحيفة الدنماركية رفضت إعطاءنا مساحة للرد
وكشف عصام مدير أنه أرسل لرئيس تحرير الصحيفة الدنماركية يطلب منه إعطاء نفس المساحة التي شغلتها الرسوم لنرد عليها بالصورة الصحيحة عن الإسلام وتعاليم رسوله الكريم، لكنه رفض متحججا بأن الاعتذار الذي سبق وان نشرته صحيفته باللغة العربية يكفي.
وقال: "توجهت بطلب مماثل إلى صحيفة ماجازين نت النرويجية، فردت ردا ايجابيا ورحبت بما طلبناه منها وننتظر تحقيق ذلك خلال الفترة القادمة".
وحول مشروع دار البينة لترجمة وطبع كتب ديدات حول الرسول صلى الله عليه وسلم وتوزيعها مجانا في الدنمارك والنرويج أوضح عصام مدير إنه يتطلع لأن تصل تلك النسخ إلى أكثر من مائة ألف نسخة لتعطي أثرها وتهتم بها وسائل الإعلام الدنماركية والنرويجية، حيث أننا سننشر إعلانات عنها في الصحف المحلية في كلتا الدولتين".
وأضاف "أنا أرى أن كل إساءة تلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم، لا تمثل أكثر من مناطحة جبل، ولا تضر بالإسلام بل تخدمه وتشكل فرصا سانحة، لا يجب إهدارها بالانفعالات العمياء وردود الفعل الطائشة. يجب أن توظف لصالح الدعوة وتعزيز مكانة الإسلام الذي يوالي انتشاره في الدنمارك، حتى أن وسائل إعلامهم اعترفت في أغسطس/آب الماضي بأن دنماركيا واحدا يعتنق الإسلام كل يوم".
ومضى عصام مدير قائلا "هذه فرصة لتعزيز مكانة الدعوة في الدنمارك، ولعرض بضاعتنا قبل التنادي إلى المقاطعة، ونحن لسنا ضدها، لكن علينا أن نقدم بضاعتنا الدعوية أيضا إليهم".
وعن الكتب المترجمة إلى اللغة الدنماركية التي يتحدث بها أيضا النرويجيون أشار مدير إلى أن الدار استعانت بفريق دعوي في تلك الترجمة وسيتم طباعتها. وقبل فتح باب المساهمات قمنا بالتنسيق مع الجمعيات الإسلامية في الدنمارك والنرويج للقيام بالتوزيع المجاني، وهذه الجمعيات معروفة ومعتمدة، وهي في قلب الحدث وفي الصف الأول وصاحبة منهج سليم وتوجه طيب، وحاليا منخرطة في الحوار على مستويات سياسية وإعلامية في الدنمارك حول الحدث.
وقال: "تم التنسيق لوضع إعلانات في الصحافة الدنماركية باسم دار البينة والجمعيات الإسلامية المتعاونة معها، وستكون هناك إشارة داخل الكتاب بأنه هدية لكل دنماركي أو نرويجي غير مسلم وليس للبيع، وكذلك إشارة أخرى تتضمن أنه ردا على الأزمة المثارة بشأن ما لحق بالإسلام".
وشرح مدير عملية التوزيع الخيري بقوله إنه نظام معمول به من قبل دور النشر المحلية في السعودية، والعالمية يتيح للجمهور والجمعيات المساهمة في نشر كمية من إصدارات ومطبوعات الدار لجهة مستفيدة أخرى بحيث تتولى دار النشر إيصالها بالنيابة إلى الجهات المستفيدة أو التي تقوم بتوزيعها، مشددا على أن الدار لا تقبل تبرعات.
ووصف مدير الشعب الدنماركي بالمناصر للقضايا العربية، وقال إنه خرج في مظاهرة في الساحات لم يلتفت إليها العالم العربي، وكان أغلب المتظاهرين من النساء، وقد جاءت هادئة ونشرت لها صورة واحدة في وسائل الإعلام، وفيها عبروا عن أسفهم بالنيابة عن كل الشعب الدنماركي وأنهم لم يقصدوا شيئا.
وأكد أن مواقف الدنمارك والنرويج والسويد كانت على طول الخط مواقف داعمة للقضايا العربية، ومشرفة، مشيرا إلى تصريح لوزيرة الاقتصاد والتجارة في النرويج في عام 2005 "طالبت فيه بمقاطعة البضائع الإسرائيلية، فهاجمها الصهاينة واضطروها للاعتذار، لكننا كعرب لم نوجه لها كلمة إحسان لأننا لم نتعود أن نقول للمحسن أحسنت، إنما إذا أساء المسئ فيا ويله من ألسنتنا. لم نبادر إلى تلك الوزيرة ونشكرها ولم يشر إعلامنا لتصريحها ولم نر صورتها، بل ولا نعرف اسمها".
<< Home