Monday, February 20, 2006

فتوى بقتل المتسببين بالإساءة ومطالبة دانماركية بالتحقيق

قاض بمحكمة شرعية هندية قال إن الموت هو عقوبة المسيئين للرسول عليه السلام (رويترز)

شهدت قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم منعطفا جديدا، مع إصدار عالم دين هندي فتوى بقتل الرسامين الدانماركيين الذين فجروا الأزمة.

وأصدر الفتوى رئيس المحكمة الشرعية المعروفة باسم دار الشريعة ودار القضاء الإسلامي بولاية أوتار براديش الشمالية نيابة عن المحكمة بعاصمة الولاية لوكناو.

وقال رئيس المحكمة المفتي عبد عرفان إن "الموت هو عقوبة رسامي الكاريكاتير الوحيدة لتدنيسهم الديانات". وأضاف أن القرآن ينص صراحة على أن أي شخص يهين الرسول -عليه الصلاة والسلام- يستحق العقاب, مشيرا إلى أن الفتوى تطبق في أي مكان يعيش فيه المسلمون.

واعتبرت وكالة برس تراست الهندية الفتوى مشابهة لفتوى الزعيم الإيراني الإمام الخميني عام 1989 التي أهدر فيها دم الكاتب البريطاني الجنسية الهندي الأصل سلمان رشدي، بعد تعرضه للنبي محمد عليه الصلاة والسلام في كتابه آيات شيطانية.

وتأتي فتوى الشيخ الهندي بعد أيام من عرض عالم دين مسلم في باكستان مكافأة قدرها مليون دولار وسيارة لمن يقتل أيا من رسامي الكاريكاتير.

تصعيد باكستاني
بموازاة ذلك دعا قاضي حسين أحمد زعيم التحالف الإسلامي المكون من ست أحزاب معارضة فور الإفراج عنه من إقامة جبرية احترازية، إلى إضراب عام في الثالث من مارس/آذار على الرسوم في باكستان التي تشهد منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات يومية على الرسوم.

باكستانيون يحتجون أمام البرلمان بعد إطلاق قاضي حسين دعوة الإضراب العام (الفرنسية)
ووجه أحمد -الذي حالت وزارة الداخلية دون مشاركته بمظاهرة سابقة- دعوة أيضا إلى تجمعات مماثلة في كراتشي وكويتا في الخامس والسابع من مارس على التوالي.

وكان خمسة أشخاص قتلوا برصاص الشرطة، في تظاهرات احتجاج على الرسوم المسيئة جرت في لاهور وبيشاور الأسبوع الماضي.

وفي مدينة جلال آباد الأفغانية ردد مئات الطلبة أمس الاثنين هتافات مؤيدة لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، وهددوا بالانضمام إلى التنظيم في مظاهرة للاحتجاج على الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وقبل أسبوعين قتل عشرة أشخاص على الأقل خلال عدة أيام من الاحتجاجات على الرسوم الساخرة بأفغانستان.

وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية هدد المدعي العام دري نجفي آبادي بتقديم شكاوى للمحاكم الوطنية والدولية في حال تكرار نشر الرسوم بالغرب.

وفي نيجيريا ارتفع عدد ضحايا الصدامات التي وقعت في البلاد خلال مظاهرات الاحتجاج على الرسوم.

وذكر شهود أن نحو عشرة أشخاص قتلوا وأصيب نحو أربعين آخرين جراء أعمال عنف وقعت بمدينة بوتشي شمال شرق نيجيريا، بعد أن أضرم محتجون النار في كنائس واشتبكوا مع الشرطة.

وأفاد سكان المدينة أن المواجهات بدأت بعد أن أخذ مدرس كتابا من إحدى التلميذات فاعتقد الطلاب أنه أساء إلى القرآن فهاجموه. وأضاف السكان أن الشائعة انتشرت فورا بالمدينة ما تسبب بغضب شبان مسلمين تعرضوا على الأثر للمسيحيين.

وجاءت حوادث العنف الجديدة في أعقاب أعمال شغب وقعت مطلع الأسبوع وقتل فيها نحو 50 شخصا بمدينتي ميدوغوري وكاتسينا اللتين تقطنهما غالبية من المسلمين شمالي نيجيريا، حسب معلومات للصليب الأحمر النيجيري.

تحقيق مستقل
وفي كوبنهاغن دعت المعارضة الدانماركية إلى تحقيق مستقل في دور الحكومة بقضية الرسوم المسيئة إلى الرسول عليه السلام، ملمحة إلى مسؤولية مباشرة لرئيس الوزراء أندرس فوغ راسموسن في تصعيدها.

ورأى المتحدث باسم لائحة الاتحاد (شيوعيون سابقون) -أحد أحزاب المعارضة الأربعة- أن راسموسن يؤكد أنه لم يقم بشيء يلام عليه ويلقي بالمسؤولية الكبرى في الأزمة على أئمة الدانمارك "وهو أمر بعيد عن الحقيقة".

إيرانيون يحتجون على الرسوم المسيئة أمام السفارة الدانماركية(رويترز)
وقال فرانك إين إن الحكومة تتحمل المسؤولية الكبرى إذ فسرت "بشكل خاطئ رسالة وجهها 11 سفيرا مسلما في أكتوبر/تشرين الأول الماضي للاحتجاج على الرسوم, وقللت من أهمية التحذيرات المصرية المتكررة منذ الخريف الماضي ولزمت الصمت بشأنها".

جاءت هذه الدعوة في ظل تصاعد أزمة الرسوم عالميا وتحميل وزير الخارجية الدانماركي بير ستيغ مولر من وصفهم بالمتطرفين المسؤولية عن المظاهرات العنيفة التي اجتاحت العالم الإسلامي احتجاجا, وتحذيره من أن يستغل تنظيم القاعدة هذا الوضع لتبرير أي هجمات جديدة على مصالح غربية.

وقال الوزير الدانماركي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النرويجي يوناس جار شتور إن حدة الاحتجاجات قد خفت في البلدان العربية، لكنها تصاعدت في تركيا وباكستان "بتحريض من هؤلاء المتطرفين".