توالي تداعيات الرسوم المسيئة للرسول وتعبئة أمنية بكوبنهاغن
أطفال عراقيون يدوسون على علم الدانمارك بالسماوة جنوب العراق (الفرنسية) |
أجل وزير خارجية الدانمارك بير ستيغ موللر جولة إلى أفريقيا بسبب الأزمة التي تسببت فيها رسوم كاريكاتير تلصق بالنبي محمد عليه السلام صفة الإرهاب، بعد أنباء عن خروج مظاهرة تؤيد نشر الرسوم دعا إليها أنصار اليمين وأخرى مناوئة دعا إليها ممثلو الجالية المسلمة.
ونقل مراسل الجزيرة نت هناك عن أحد المسلمين بساحة البلدية حيث يتوقع قيام المظاهرة، أن المسلمين الدانماركيين بدؤوا في التجمع بالمكان منذ اللحظة التي علموا فيها بنية بعض أنصار اليمين حرق المصحف الشريف.
وأوضح المصدر أن حضور اليمينيين كان قليلا جدا ورفع بعضهم لافتة كتب عليها "نحن آسفون". وقد تجمع عدد كبير من رجال الشرطة في الميدان تحسبا لأي مواجهات.
من جانبه أكد فادي عبد اللطيف أحد القيادات الإسلامية في الدانمارك في اتصال مع الجزيرة نت أن الإعلان عن المظاهرة كان هدفها استفزازيا لمشاعر المسلمين، إلا أنه يثق بأن حرق المصحف الشريف أمر وارد من "النازيين والمتطرفين".
وكان نائب مدير شرطة كوبنهاغن قد صرح بأن هناك دعوات على الإنترنت لتنظيم احتجاجات السبت المقبل يحرق فيها المصحف الشريف، لكنه أشار إلى أن الشرطة لم تتسلم طلب الحصول على تصريح.
غيلاندز بوستن أخلت مكاتبها أمس بعد تحذير بوجود قنبلة (الفرنسية) |
كما تحدث مراسل الجزيرة نت عن معلومات عن اعتزام صحيفة غيلاندز بوستن التعهد بعدم نشر صور مشابهة في المستقبل، بعد رفض الكثير من المسلمين لـ "الأسف" الذي أعربت عنه ولم يرق إلى اعتذار صريح.
وقد اضطرت الصحيفة لإخلاء مكاتبها أمس في كوبنهاغن بعد تلقي تهديدات بوجود قنبلة، كما وضعت حراس أمن أمام مكاتبها.
واعتبر رئيس تحريرها كارتسن جوست في حوار مع صحيفة بيرلينغسي تيدندي أن ما يحدث الآن انتصار لمن أسماهم أعداء حرية التعبير قائلا "أعتقد أنه لن يرسم أحد في الدانمارك من الجيل القادم النبي محمد, وعلي أن أقول وأنا أشعر بالعار: إنهم انتصروا".
إعادة نشر الرسوم
وقد أعادت العديد من الصحف في ألمانيا وهولندا وإسبانيا نشر رسوم الكاريكاتير، كما عرضتها صحيفة فرانس سوار الفرنسية بدعوى أن ذلك ليس بغرض الإساءة وإنما لأنها "موضوع جدل على نطاق عالمي واسع محوره التوازن والحدود المتبادلة في مجال الديمقراطية واحترام المعتقدات الدينية وحرية التعبير".
وفي دمشق -التي استدعت سفيرها في كوبنهاغن للتشاور- أخليت السفارة الدانماركية بعد تلقيها تحذيرا بوجود قنبلة, كما استدعت طهران السفير الدانماركي وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة.
استياء أرثوذكسي
وفي روسيا وصفت بطريركية المسيحيين الأرثوذكس نشر الرسوم بأنه خطير جدا لأنه "يسيء إلى المشاعر الدينية الضاربة بجذورها في الروح البشرية". كما أدانه مجلس الإفتاء دون الدعوة لمقاطعة البضائع الدانماركية بدعوى أن روسيا "ليست بلدا مسلما, وبالتالي لا يجب توقع قرارات استثنائية تخص الدانمارك". علما أنه يوجد بروسيا 23 مليون مسلم.
وقد أدانت الحملة العالمية لمقاومة العدوان التابعة للمركز العربي للدراسات والأبحاث بالدوحة تصريحات المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون التي حذر فيها من مقاطعة البضائع الدانماركية، ووصفت تصريحاته بأنها تصعيد مباشر "وإمعان في إهانة الإسلام وأهله".
وقالت الحملة في مؤتمر صحفي بالدوحة إن تصريحات ماندلسون "حرق لكل جذور التفاهم والتعاون وتنكر لمبادئ الحرية والديمقراطية وتغذية الفكر العنصري", كما دعت المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الدانماركية وغيرها إذا لزم الأمر "لفرض احترام ديننا وأمتنا".
<< Home