واصلت الصحف الخليجية اليوم الأحد اهتمامها بتفاعل مشكلة الرسوم المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، متسائلة عن من يشعل صراع الأديان. كما تناولت إحداها نقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.
" ما يجري يخشى أن يخرج على السيطرة بما يحقق لدعاة صراع الحضارات أهدافهم، وينسف كل جسور اللقاء والتواصل بين الأديان والمعتقدات " الخليج الإماراتية |
تحت عنوان "من يشعل صراع الأديان؟" قالت افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية إن إصرار بعض الإعلام الغربي على الصدام مع الدين الإسلامي، بالإساءة إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، يؤشر إلى نوايا خبيثة لا علاقة لها بحرية الرأي التي يستخدمها البعض للتغطية على تعمد الإساءة والسعي إلى تعميمها من دون أدنى وازع أخلاقي أو إنساني أو قيمي.
وأضافت أن امتداد الهجمة لتشمل صحفاً إيطالية ونرويجية وإسبانية ونيوزيلندية وفرنسية، يمثل قمة التحدي والاستفزاز، مما يوحي بأن هناك من يعمل لإطلاق شرارة صراع الأديان والحضارات التي بشر بها دهاقنة المحافظين الجدد ومفكروهم قبل سنوات من خلال صموئيل هنتنجتون وأترابه.
ونبهت الصحيفة إلى أن ما يجري يخشى أن يخرج عن السيطرة بما يحقق لدعاة صراع الحضارات أهدافهم، وينسف كل جسور اللقاء والتواصل بين الأديان والمعتقدات.
الرسومات مقياس لحجم التوتر
قالت صحيفة الرأي العام الكويتية إن بعض المحللين في الولايات المتحدة يرون أن الجدل الذي أثير حول نشر الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صحف أوروبية، يعتبر مقياسا لحجم التوتر وتفاوت المفاهيم بين العالمين الإسلامي والغربي.
ونسبت الصحيفة إلى المحلل غسان شبانة، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة مانهاتن في نيويورك، قوله إن ما يقع ليس صدام حضارات وشيكا لأن 80% من المسيحيين والمسلمين واليهود لا يريدون الوصول إلى هناك، مؤكدا أن أيا من الأديان الكبرى لا يسعى إلى المواجهة.
وقال محلل آخر إن الكثير من المسلمين يشعرون بأنهم في صفوف المتهمين في الغرب، مشيرا إلى الاضطرابات في فرنسا والحرب في العراق والإرهاب الدولي. مضيفا أنهم يشعرون بأنهم مستهدفون في هويتهم المسلمة، ومن هنا يفسر رد فعلهم القوي جدا.
وقال نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في واشنطن، إن هناك محاولة متعمدة لإهانة المسلمين وتشبيه دين أكثر من مليار مسلم بالإرهاب.
أما ستيفن هيس الخبير في معهد بروكينغز ومؤلف كتابين حول تاريخ الرسومات الكاريكاتيرية السياسية فقد اعتبر الأمر ربما يكون مهينا لكن في مجتمع حر، ليس هناك أي داع لعدم نشر هذه الرسومات الكاريكاتيرية.
حرية التعبير لا تعني إهانة المعتقدات
قالت صحيفة الرأي العام الكويتية إن الفاتيكان أعلن أن الحق في حرية التعبير لا يشمل الحق في إهانة المعتقدات الدينية، ودعا إلى توفير جو من الاحترام المتبادل، لأن التعايش بين البشر وتشجيع السلام بين الإنسان والدول يتطلب ذلك.
وأوردت الصحيفة قول الكاردينال الإيطالي أكيلي سيلفستريني إنه يمكن التهكم على عادات وتقاليد وسلوك المسلمين ولكن لا يجوز التهكم على "القرآن والله ونبيه"، مضيفا أنه "يمكن تفهم التهكم على الكهنة وليس على الله".
وقال سيلفستريني الذي كان رئيس جمعية الكنائس الشرقية في الفاتيكان إن "حرية التهكم التي تمس بمشاعر الآخرين تتحول إلى إهانة، وقال "إن الذي رسم الكاريكاتير المسيء هو رجل ليس عنده أي إحساس بالمقدسات، وقد مس الوتر العميق والحساس جدا لدى مئات ملايين المسلمين في العالم".
الدفاع عن الإسلام
قالت صحيفة الوطن القطرية إن دولة قطر بدعوتها الحكومات العربية إلى ضرورة العمل من خلال الأمم المتحدة لاستصدار قرار يجرم الإساءة أو التطاول على المعتقدات والمقدسات الدينية تترجم ما يعتمل في ضمائر الشعوب الإسلامية.
وقالت إن وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري قال في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام "إننا نثق في تجاوب الدول العربية مع دعوة قطر إلى استصدار قرار دولي يضع حدا فاصلا بين ذريعة حرية التعبير والرأي بالمفهوم الغربي والإساءة إلى الأديان خاصة الأديان السماوية.
وأوردت الصحيفة مطالبة الوزير للمجتمع الدولي بالبعد عن ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه الأعمال المشينة، مؤملة أن يدرك مجلس الأمن الدولي مسؤوليته في هذا الصدد قبل فوات الأوان.
" كان حرياً بالدول الكبرى أن تعمل قبل عشرات السنين على منع إسرائيل من امتلاك الأسلحة النووية، لأن شرقا أوسط خالياً من أسلحة الدمار الشامل يبدأ من هناك " الوطن السعودية |
قالت صحيفة الوطن السعودية إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية خطت أمس خطوة في المجهول بعد أن أحالت الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاشتباه في سعي طهران إلى امتلاك السلاح الفتاك.
ورأت الصحيفة أن هذه الإحالة انتصار لسياسة الضغط التي مارستها الولايات المتحدة على الأوروبيين وعلى وكالة الطاقة، واستنتجت أن تلك مؤشرات خطيرة من شأنها وضع المنطقة مرة أخرى في دائرة الخطر القادم من الغرب.
وقالت إن ما كان الأوروبيون يخشونه هو أن تتحول الأزمة النووية الإيرانية إلى ما سبق أن اتخذت منه الولايات المتحدة ذريعة لغزو العراق، وحذرت من أن يعيد مجلس الأمن مثل تلك المسرحية ويعرض منطقة الشرق الأوسط إلى حرب جديدة، ستكون هذه المرة أوسع وأشمل.
وخلصت إلى أنه كان حرياً بالدول الكبرى وفي طليعتها الولايات المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية العمل قبل عشرات السنين على منع إسرائيل من امتلاك الأسلحة النووية، مؤكدة أن شرقا أوسط خالياً من أسلحة الدمار الشامل يبدأ من هنا
<< Home