الاتحاد الأوروبي يكلف تركيا التوسط لإنهاء أزمة الرسوم المسيئ
كوبنهاغن- وكالات
دعا الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء 21-2-2006م تركيا إلى التوسط في نزاع الرسوم الهزلية مع العالم الإسلامي, معتبرا أن الحوار ضمن الثقافة الواحدة يمكن أن يساهم في رأب الصدع، وذلك في حين رأى رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فو راسموسن أن مشاعر الغضب الإسلامي بدأت تتجه إلى الهدوء.
وذكرت صحيفة بوليتيكن الدنماركية أن الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي طلبت من وزير الخارجية التركي عبد الله غول تقديم اقتراحات لحلول طويلة الأمد للنزاع الذي نشب بين الدول الأوروبية والمسلمين حيال الرسوم الهزلية للنبي محمد.
وأوضحت أن غول سيجتمع إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مارس/ آذار المقبل حيث يتوقع أن يطرح عليهم ما يرقى إلى "تحالف حضارات". وأشارت الصحيفة إلى أن الفكرة أساسا طرحها رئيسا الوزراء في تركيا وإسبانيا بالتعاون مع أمين عام الأمم المتحدة.
يذكر أن تركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى قال رئيس وزراء الدنمرك اليوم ان الخلاف على الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد اخذ يهدأ بعد اسابيع من الاحتجاجات العنيفة بينما رفض دعوة المعارضة لاجراء تحقيق في اسلوب معالجته للازمة.
وقال راسموسن "انطباعي هو ان التطورات في الايام الاخيرة سارت في اتجاه مظاهرات وبيانات اكثر هدوءا في اجزاء كبيرة من العالم الاسلامي".. لكن زعيم يمين الوسط قال في مؤتمر صحفي اسبوعي ان الازمة لم تنته بعد.
وقتل اكثر من 50 شخصا وجرح المئات في احتجاجات في شتى انحاء العالم وكانت نيجيريا احدث بؤرة لهذا العنف.
وقال راسموسن "من الواضح انه في عدة دول... يوجد كثير من الشغب واريد ان احذر من الاعتقاد بان حل هذه المشاكل سيكون سريعا او سهلا".
ونشرت صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية الرسوم في سبتمبر/ ايلول الماضي لكن مسلمو الدنمرك لفتوا الانظار اليها في الشرق الاوسط في ديسمبر كانون الاول ويناير/ كانون الثاني.
وفي علامة على ان الدنمرك تشعر بان التوتر مع العالم الاسلامي يتراجع اعلنت وزارة الحارجية الدنمركية ان سفيرها في اندونيسيا عاد الى جاكرتا اليوم بعد عشرة ايام من مغادرته البلاد بسبب تهديدات متعلقة بالرسوم.
ويواجه راسموسن انتقادات متزايدة في الداخل لانه لم يتحرك على وجه السرعة لنزع فتيل الازمة في العام الماضي ورفض طلبا لمقابلة 11 من سفراء الدول الاسلامية في اكتوبر/ تشرين الاول.
وحتى الان كان الانتقاد مخففا لان المعارضة التي يقودها الاشتراكيون الديمقراطيون حرصت على ابداء وحدة الموقف مع الحكومة في اسوأ ازمة تمر بها الدنمرك منذ الحرب العالمية الثانية. وتشير استطلاعات الرأي الى ان معظم الدنمركيين يعتقدون ان راسموسن عالج الازمة جيدا.
لكن المعارضة تطالب الان بتحقيق مستقل. وقال راسموسن "موضوع التحقيق يطرح لمجرد أن المعارضة تريد ان تلقي بيانا سياسيا حزبيا. الدبلوماسيون يعملون على مدار الساعة للبحث عن حل وينبغي ان نتركهم يعملون في سلام ولا نزيد اعباءهم بالتحقيق فيمن كان يعرف ماذا ومتى".
وقال راسموسن الذي اعرب عن اسفه للاساءة التي لحقت بالمسلمين لكنه رفض ان يعتذر بالنيابة عن الصحيفة ان مثل هذه الاسئلة ينبغي ان تطرح في البرلمان حيث يحظى ائتلاف الاقلية الذي يرأسه بتأييد حزب الشعب الدنمركي المعادي للمهاجري
<< Home