Wednesday, February 08, 2006

مسلمو النرويج يردون على الرسومات بمؤتمر عن الرسول

فعاليات سابقة للرابطة الإسلامية بالنرويج (الجزيرة نت-أرشيف)
تعتزم الرابطة الإسلامية في النرويج تخصيص مؤتمرها السنوي في مايو/أيار القادم للحديث عن شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك على خلفية الرسومات التي عرضتها صحيفة دانماركية وأعادت نشرها صحف نرويجية وأوروبية أخرى.

وأكد رئيس الرابطة إبراهيم الكيلاني في حديث خاص للجزيرة نت أن تناول هذا الموضوع بالمؤتمر يبدو ملحا بعد الإساءة التي تعرض لها الرسول محمد عليه السلام، مشيرا إلى أن المؤتمر سيخصص ندوات خاصة بالنرويجيين تحاضر فيها شخصيات مرموقة لكشف جوانب العظمة في شخصية الرسول الكريم.
وأوضح أن الإدارة الآن تتواصل مع بعض الجهات الإسلامية لإنجاح المؤتمر القادم من خلال توفير علماء يتقنون لغات أوروبية ليسهل عليهم مخاطبة المسلمين عامة والنشء الجديد الذي ولد بالغرب ولم يتلق معارفه الدينية بدول عربية أو إسلامية. كما سيتضمن المؤتمر معرضاً للفن الإسلامي، ونشر كتب وتوزيع مطويات بلغات عدة كلها تتعلق بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وسيشارك عدد من النرويجيين غير المسلمين في فعاليات المؤتمر لاسيما المثقفون منهم، ومن الأسماء المقترحة التي ستشارك في المؤتمر كاري فوكت الأستاذة المتخصصة في الدين الإسلامي بجامعة أوسلو، ورئيس الوزراء الأسبق كوره فيلوك المؤيد لقضايا العرب والمسلمين خاصة القضية الفلسطينية. وسيعقد المؤتمر بدعم من رابطة العالم الإسلامي وتحت رعاية أمينها العام الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.
خطوة حضارية
وأشاد رئيس المجلس الإسلامي النرويجي محمد حمدان بموقف الرابطة الإسلامية الذي وصفه بالمتزن، وبالخطوة الإيجابية التي اتخذها للتعبير بشكل حضاري عن موقفه من الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
وفي حديث مع الجزيرة نت قال حمدان الذي يترأس أكبر مرجع للمسلمين في النرويج, إن المجلس بدأ حملة واسعة تهدف إلى تعريف الشعب النرويجي بالرسول الكريم من خلال المشاركة في برامج حوارية عبر التلفزيون والكتابة في الصحف، ناهيك عن إغراق مواقع الإنترنت بمشاركات إيجابية تعريفية بشخصية النبي محمد عليه السلام.
المجابهة بالحكمة
وفي سياق متصل قال عبد السميع النصري أحد قيادات العمل الإسلامي بالنرويج إن على المسلمين النرويجيين التحلي بالحكمة والصبر في مجابهتهم أزمة الرسومات، مؤكداً أن الخروج عن نطاق الحكمة سيعود بالأذى على الأقلية المسلمة في الغرب عموما والنرويج خصوصا.
ودلل النصري في حديثه مع الجزيرة نت على الوضع المتفجر في العالم الإسلامي وانعاكاساته على الساحة النرويجية بتعرض أحد المسلمين مؤخرا لطعنة سكين كادت أن تودي بحياته، مؤكدا أن قاعدة التفاهم والحوار الذي يدعو إليها المسلمون لحل الأزمة لا تعني البتة التخلي عن مطالبة الصحيفة بالاعتذار الرسمي للمسلمين، واستنكار الحكومة للرسوم، ووضع قانون يحمي الدين الإسلامي الذي يتعرض بين الحين والآخر للهجوم في الغرب.
يُشار إلى أن عدد الأجانب في النرويج يبلغ نحو 300 ألف من مجمل عدد السكان البالغ 4.4 ملايين نسمة، ويشكل المسلمون بينهم نحو 90 ألفا.
ويعتبر الإسلام الديانة الثانية في النرويج بعد المسيحية، وقد بدأ وجود المسلمين في الظهور مع بداية الستينيات من القرن الماضى مع استقدام أيد عاملة من باكستان وعدد من الدول العربية، ثم لحق بهم مسلمو تركيا والبوسنة.
وتذكر بعض الدراسات التي نشرت مؤخراً أن الشاعر والأديب النرويجي -صاحب النشيد الوطني- هنريك فيرغيلاند كان قد دخل الإسلام بدايات القرن التاسع عشر (حوالي 1820) وأنه مات على الإسلام.
_______________