مسلمو اليونان يتظاهرون للتنديد بالرسوم المسيئة للرسول
الرسوم التي أججت الغضب نشرتها صحيفة يلاندس بوستن الدانماركية (الفرنسية) |
شارك آلاف المسلمين باليونان في مظاهرة كبرى للتنديد بالرسوم المسيئة لنبي الإسلام والتي نشرت في العديد من الصحف الأوروبية.
وتجمع حوالي أربعة آلاف شخص من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية أمام مبنى البرلمان اليوناني، حاملين عشرات اللافتات المنددة بالتعريض بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورددوا الكثير من الهتافات المنددة بهذه الاستفزازات الرخيصة.
وتنوعت جنسيات المتظاهرين ما بين مصريين وسوريين ومغاربة إلى جانب عشرات الآسيويين، وكان للجالية الباكستانية حضورها. كما شارك في المظاهرة العديد من أعضاء حركة "أوقفوا الحرب" اليونانيين، والذين أصروا كعادتهم على التضامن مع الجالية العربية في مواقفها واحتجاجاتها.
وقبل أن تنطلق المسيرة باتجاه السفارة الدانماركية القريبة من مقر البرلمان، تكلم العديد من ممثلي ومنظمي المظاهرة مطالبين باحترام الأديان كافة، وتحييد الأنبياء والرموز الدينية عن تعبيرات الاستهزاء والسخرية من أي جهة صدرت، كما طالبوا جميع المسلمين بالتعبير عمليا عن رفضهم لتلك الإساءات من خلال مقاطعة المنتجات الدانماركية.
وألقى ممثل الجالية الباكستانية جاويد أسلم كلمة باللغة الأردية طالب فيها باحترام الأديان والرموز الدينية للجميع.
سير التظاهرة
انطلقت المظاهرة إلى السفارة الدانماركية، عبر شارع فاسيليسيس سوفياس أحد أهم شوارع أثينا الرئيسية، مما اضطر الشرطة اليونانية إلى تحويل وجهة السير في الشارع ووسط المدينة.
انطلقت المظاهرة إلى السفارة الدانماركية، عبر شارع فاسيليسيس سوفياس أحد أهم شوارع أثينا الرئيسية، مما اضطر الشرطة اليونانية إلى تحويل وجهة السير في الشارع ووسط المدينة.
وأمام مبنى السفارة الدانماركية وقفت التظاهرة طويلا للتنديد بالموقف المستفز للصحيفة الدانماركية، واضطر المنظمون إلى أن يطلبوا من المتظاهرين الجلوس على الأرض، نظرا للأعداد الكبيرة المشاركة وصعوبة التحكم بها.
وأدى المتظاهرون صلاة المغرب أمام مقر السفارة في الشارع الرئيسي لمدينة أثينا وفي مكان تجمع رئيسي للمارة والعابرين، في مشهد هو الأول من نوعه ولم تعرفه العاصمة اليونانية منذ أكثر من مائة عام.
وبعد صلاة المغرب واصل المتظاهرون التنديد بالاستفزازات ثم انصرفوا بعد ذلك، لتنتهي المظاهرة التي لم تشهد أي أعمال عنف أو إحراق لأي علم أو المناداة بشعارات وهتافات استفزازية.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في رابطة المسلمين في اليونان نعيم الغندور إن الرابطة بتنظيمها المظاهرة تريد إرسال عدة رسائل للداخل والخارج، فهي أولا تشارك من واجب ديني للمطالبة باحترام النبي محمد عليه الصلاة والسلام والأديان بشكل عام، وتضامنا مع الجالية المسلمة في الدانمارك وسائر الجاليات والشعوب المسلمة.
وأضاف الغندور أن المظاهرة ليست ضد حرية التعبير ولا ضد حرية الصحافة، لكن تلك الحرية يجب أن لا تتعدى حدودها لتصل إلى مرحلة التشهير بالأشخاص والهيئات فضلا عن الأديان والمبادئ والشعوب.
رسالة للغرب
وعن تفسيره لظاهرة التمادي في نشر الرسوم في الجرائد الأوروبية، قال الغندور إن الرسالة التي يجب على المسلمين إيصالها للغرب هي أن تجربة المسلمين مع دينهم مختلفة تماما عن التجربة الغربية، وأن الإسلام كان سببا لنهضة المسلمين وجعلهم في الموقع الريادي عالميا، بينما لا تزال تجربة المؤسسة الدينية المريرة ماثلة أمام الغربيين إلى اليوم.
وعن تفسيره لظاهرة التمادي في نشر الرسوم في الجرائد الأوروبية، قال الغندور إن الرسالة التي يجب على المسلمين إيصالها للغرب هي أن تجربة المسلمين مع دينهم مختلفة تماما عن التجربة الغربية، وأن الإسلام كان سببا لنهضة المسلمين وجعلهم في الموقع الريادي عالميا، بينما لا تزال تجربة المؤسسة الدينية المريرة ماثلة أمام الغربيين إلى اليوم.
وتابع الغندور أن الغربيين تعرضوا لضغوط كبيرة جدا من المؤسسة الدينية، مما جعلهم يثورون عليها ويتخلصون من سلطتها إلى حد كبير، وهذا ما جعلهم إلى اليوم يصبون جام غضبهم عليها وعلى مؤسسيها، وهم لا يتورعون عن التعميم ومهاجمة جميع الأديان والمبادئ عن جهل مرات وعن عمد مرات أخرى.
وقالت السيدة اليونانية آنا ستامو المشاركة في تنظيم المظاهرة إننا كأوروبيين قد نكون أكثر وعيا بعقلية هؤلاء الذين يصرون على نشر تلك الصور المشينة، لكننا نعتقد أن هناك العديد من الطرق لإيصال رسالتنا لهم بأننا نرفض هذه الرسوم ونستطيع أن نفعل الكثير لجعلهم يتوقفون عنها.
وأضافت ستامو أننا لن نتوقف عند حدود التظاهر بل سنتابع احتجاجاتنا إلى السفارة الدانماركية عبر كل وسيلة ممكنة، حتى تصل الرسالة إليهم بأن هناك حدودا لكل حق وأن هناك سقفا لكل حرية.
______________
مراسل الجزيرة نت
مراسل الجزيرة نت
<< Home