Sunday, February 05, 2006

سفارة الدانمارك بدمشق تحترق وإيران تفسخ العقود


التعنت الأوروبي زاد من حنق المسلمين الغاضبين (الفرنسية)

بلغت حدة الغضب التي اجتاحت المسلمين في العالم من الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول عليه السلام التي نشرتها صحيفة غيلاندز بوستن الدانماركية، إلى الحد الذي دفع آلاف المتظاهرين اليوم إلى إحراق مبنى السفارة الدانماركية في دمشق.

وقال مراسل الجزيرة في دمشق إن آلاف السوريين تناقلوا منذ يوم أمس رسائل عبر الهواتف النقالة، أكدوا فيها عزمهم مهاجمة مقر السفارة، وأوضح المراسل أن شرطة مكافحة الشغب حالت في البداية دون وصول المتظاهرين إلى المبنى الذي توجد فيه السفارة، والذي يضم أيضا مقر السفارة السويدية والتشيلية والمجرية.

وأشار المراسل إلى أن المتظاهرين بدؤوا بإلقاء حزما مشتعلة وأعواد ثقاب على السفارة، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها، حتى أتت على المبنى كله، وقال شهود عيان إن بعض المتظاهرين تمكنوا من الوصول إلى المبنى وقاموا بإلقاء بعض محتوياته قبل أن تأتي النيران عليه بالكامل.

وفي تصعيد إسلامي آخر ردا على رفض الدانمارك الاعتذار للمسلمين من الإساءة للرسول الكريم، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه أصدر تعليمات بفسخ عقود اقتصادية أبرمتها إيران مع الدانمارك والدول التي أعادت نشر الرسوم مستخفة بمشاعر المسلمين.

المسلمون طالبوا بمواصلة المقاطعة وقطع العلاقات الدبلوماسية (الفرنسية)
وكان عشرات الفتية الفلسطينيين قد اقتحموا صباح اليوم مقر الاتحاد الأوروبي في غزة، ورشقوا المقر بالحجارة احتجاجا على الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة.

وفي مدينة الناصرة في أراضي 1948 تقدم رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح مظاهرة شارك فيها آلاف المسلمين للتنديد بنشر الرسوم المسيئة، وشهدت مدينة إسطنبول التركية مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المسلمين الأتراك.

كما ندد بطريرك القدس لطائفة اللاتين ميشال صباح بهذه الرسوم، واصفا إياها بأنها نقص لكل القيم والمعايير، وفي الأردن أصدر المدعي العام قرارا باعتقال رئيس تحرير صحيفة شيحان الأسبوعية، بسبب قيامه بإعادة نشر بعض الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة، كما أمر بفتح تحقيق مع المسؤولين في صحيفة "المحور" الأسبوعية لقيامها بنشر رسوم مشابهة الشهر الماضي.

وكان ملايين المسلمين في الدول العربية والإسلامية والعديد من الدول الأوروبية قد أحالوا يوم أمس يوم "غضب لله والرسول"، حيث تظاهر المسلمون في مصر والأردن وسوريا ولبنان وقطر والسعودية واليمن وموريتانيا والسودان وبنغلاديش وباكستان وفي غزة والضفة الغربية تعبيرا عن استيائهم من الرسوم الكاريكاتيرية.

وطالب المتظاهرون حكومات بلادهم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدانمارك والدول الأوروبية المعنية، ودعوا لمواصلة المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدانماركية.

المتظاهرون رفضوا مبررات أوروبا للإساءة لشخص الرسول الكريم (الفرنسية)
وفي لبنان دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر إلى تحويل يوم عاشوراء الموافق التاسع من الشهر الجاري إلى يوم غضب إسلامي عالمي، ودعا أوروبا إلى سن قوانين تمنع الإساءة للإسلام، ونوه إلى الازدواجية التي تعامل بها الأوروبيون مع الرسوم المسيئة بحجة حرية التعبير، مقارنة مع التشدد الذي يبدونه مع كل من يحاول أن يناقش مدى جدية المحارق اليهودية.

وفي إندونيسيا اقتحم المصلون أمس مقر السفارة الدانماركية وأحرقوا العلم الدانماركي، فيما أدان الرئيس الإندونيسي اليوم سوسيلو بامبانغ يوديونو الرسوم المسيئة، لكنه دعا الإندونيسيين للهدوء.

مظاهرة بالدانمارك
وفي الدانمارك تظاهر نحو مائة من اليسار احتجاجا على موقف اليمين المتطرف الذي أيد نشر الرسوم المسيئة.

وقال المتظاهرون إنهم جاءوا ليقولوا إنهم ضد المظاهرات العنصرية ضد مسلمي الدانمارك والعالم، وقالت إحدى المتظاهرات إنه لا مبرر لاستخدام حرية التعبير ذريعة لإزعاج أناس آخرين.

وفي أول رد له على الرسوم التي أثارت جدلا واسعا في العالم أعلن الفاتيكان اليوم أن الحق في حرية التعبير لا يشمل الحق في إهانة المعتقدات الدينية.

من جانبها واصلت العديد من الدول الأوروبية استخفافها بمشاعر المسلمين الغاضبة، وأصرت على رفضها الاعتذار لهم رغم إقرار العديد من حكومات هذه الدول بحجم الإساءة التي لحقت بالمسلمين جراء نشر الرسوم، وذهبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى حد الطلب من أوروبا عدم ترك الدانمارك تشعر بالعزلة في مواجهة المقاطعة ومشاعر الغضب التي تواجهها من قبل المسلمين.

كما عبرت عن رفضها لما أسمته الأعمال العنيفة للمسلمين الغاضبين من نشر الرسوم المسيئة.

وأعادت جريدة لوموند اليومية الفرنسية نشر اثنين من الصور المسيئة اليوم اقتداء ببعض الصحف الأوروبية