كوبنهاغن وأوسلو تدعوان مواطنيهما للمغادرة ودمشق تعتذ
لم تتمكن شرطة مكافحة الشغب من السيطرة على جموع الغاضبين ضد الدانمارك بدمشق (الفرنسية) |
بعد يوم من اقتحام المصلين الإندونيسيين السفارة الدانماركية في جاكرتا على خلفية الرسوم المسيئة للنبي محمد، بلغت حدة الغضب تطورا جديدا دفعت آلاف المتظاهرين اليوم إلى إحراق مبنى سفارتي الدانمارك والنرويج بالعاصمة السورية دمشق.
ودعت الحكومتان الدانماركية والنرويجية الليلة رعاياهما إلى مغادرة سوريا فورا بعد أن هاجم متظاهرون غاضبون على نشر صحيفة دانماركية رسوما كاريكاتيرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم, مبنيي السفارتين.
وقد وصف وزير الخارجية النرويجي يوناس غار ستور إحراق متظاهرين سوريين مقر سفارة بلاده في دمشق بأنه مرفوض بالكامل، وأشار في لقاء تلفزيوني إلى أن السلطات السورية قدمت اعتذارها.
وقال مراسل الجزيرة في دمشق إن آلاف السوريين تناقلوا منذ يوم أمس رسائل عبر الهواتف النقالة، أكدوا فيها عزمهم على مهاجمة مقر السفارة. وأوضح المراسل أن شرطة مكافحة الشغب حالت في البداية دون وصول المتظاهرين إلى المبنى الذي توجد فيه السفارة، والذي يضم أيضا مقر السفارة السويدية والتشيلية والمجرية.
كما أشار إلى أن المتظاهرين بدؤوا بإلقاء حزم مشتعلة وأعواد ثقاب على السفارة، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها حتى أتت على المبنى كله. وقال شهود عيان إن بعض المتظاهرين تمكنوا من الوصول إلى المبنى، وقاموا بإلقاء بعض محتوياته قبل أن تأتي النيران عليه بالكامل.
وكان عشرات الفتية الفلسطينيين قد اقتحموا صباح اليوم مقر الاتحاد الأوروبي في غزة، ورشقوا المقر بالحجارة احتجاجا على الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة.
من إندونيسيا إلى فلسطين وموريتانيا وأوروبا استمرار الغضب تجاه الإساءة للنبي(الفرنسية) |
وفي تصعيد إسلامي آخر ردا على رفض الدانمارك الاعتذار للمسلمين من الإساءة للرسول الكريم، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه أصدر تعليمات بفسخ عقود اقتصادية أبرمت مع الدانمارك والدول التي أعادت نشر الرسوم مستخفة بمشاعر المسلمين.
وشهدت تركيا مظاهرات منددة بحكومة الدانمارك، كما طالب الآلاف بمدينة إسطنبول بأن تتخذ حكومة بلادهم موقفا حازما وأن تكف عن الهرولة وراء الاتحاد الأوروبي على حساب الرموز الإسلامية المقدسة.
كما تظاهر المئات من البريطانيين المسلمين أمام السفارة الدانماركية بلندن للتعبير عن احتجاجهم على نشر الرسوم، وندد المتظاهرون بمن يقفون وراء الحملة ضد الإسلام والمسلمين.
وفي مدينة الناصرة في أراضي 1948، تقدم رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح مظاهرة شارك فيها آلاف المسلمين للتنديد بنشر الرسوم المسيئة.
وكان ملايين المسلمين بالدول العربية والإسلامية والعديد من الدول الأوروبية قد أحالوا أمس يوم "غضب لله والرسول"، حيث تظاهر المسلمون بمصر والأردن وسوريا ولبنان وقطر والسعودية واليمن وموريتانيا والسودان وبنغلاديش وباكستان وغزة والضفة الغربية تعبيرا عن استيائهم من الرسوم الكاريكاتيرية.
وطالب المتظاهرون حكومات بلادهم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدانمارك والدول الأوروبية المعنية، ودعوا لمواصلة المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدانماركية.
يسار الدانمارك
وفي الدانمارك تظاهر نحو مائة من اليسار احتجاجا على موقف اليمين المتطرف الذي أيد نشر الرسوم المسيئة.
وفي الدانمارك تظاهر نحو مائة من اليسار احتجاجا على موقف اليمين المتطرف الذي أيد نشر الرسوم المسيئة.
وأوضح المتظاهرون أنهم جاؤوا ليقولوا إنهم ضد المظاهرات العنصرية ضد مسلمي الدانمارك والعالم، وذكرت إحدى المتظاهرات أنه لا مبرر لاستخدام حرية التعبير ذريعة لإزعاج أناس آخرين.
وفي أول رد له على الرسوم التي أثارت جدلا واسعا في العالم، أعلن الفاتيكان اليوم أن الحق في حرية التعبير لا يشمل الحق في إهانة المعتقدات الدينية.
أنجيلا ميركل أظهرت موقفا متشددا من ردود فعل المسلمين (رويترز) |
وفي تطور واضح لنزع فتيل الغضب تجاه بولندا، وصف كازيميرز ماركينكوفيتش رئيس الوزراء مشاركة صحيفة رزيسبوسبوليتا اليومية التي نشرت الرسوم، بأنه عمل عدائي يستهدف تغذية العنصرية الدينية والعرقية. كما قدم وزير الخارجية ستيفان ميلر السبت اعتذار بلاده على نشر الصحيفة تلك الرسوم.
وقال ميلر في مؤتمر صحفي "باسم وزارة الخارجية وحكومة الجمهورية البولندية اعتذر للمسلمين".
من جانبها واصلت العديد من الدول الأوروبية تجاهل غضب المسلمين بل أبدت تصريحات لمسؤولين كبار استخفافها بمشاعر المسلمين الغاضبة، وأصر مسؤولوا عدد من الدول على رفضهم الاعتذار رغم إقرار العديد من حكومات هذه الدول بحجم الإساءة التي لحقت بالمسلمين جراء نشر الرسوم.
وأتى أكثر المواقف تجاهلا للمشاعر الإسلامية، على لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أظهرت موقفا متشددا من المسلمين إلى حد الطلب من أوروبا عدم ترك الدانمارك تشعر بالعزلة في مواجهة المقاطعة ومشاعر الغضب التي تواجهها من قبل المسلمين.
كما عبرت عن رفضها لما أسمته الأعمال العنيفة للمسلمين الغاضبين من نشر الرسوم المسيئة. وأعادت جريدة لوموند اليومية الفرنسية نشر اثنتين من الصور المسيئة اليوم اقتداء ببعض الصحف الأوروبية.
<< Home