مقاطعة منتجات الدانمارك تنتقل إلى الهند وتهدد عقود العراق
مقاطعة الهند لمنتجات الدانمارك تزيد احتمالية خسائرها الاقتصادية لكبر حجم السوق الاستهلاكية الهندية (الفرنسية-أرشيف)
سمير شطارة-أوسلو
يبدو أن الدانمارك بدأت تدرك مدى المأزق الذي أوقعت نفسها فيه بعد رفضها الاعتذار عن نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد تنامت مشاعر الغضب تجاهها وتزايدت معها الدعوات إلى مقاطعة منتجاتها وشركاتها.
وقد بدأت أوساط دانماركية تحذر من فعالية سلاح المقاطعة الاقتصادية بعد أن بات يتهدد العديد من الشركات الدانماركية في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
فبعد أفغانستان وباكستان انتقلت عدوى المقاطعة إلى الهند التي أفتى أحد علمائها المسلمين بحرمة التعاون أو التعامل مع الدانمارك، وهو ما يزيد من احتمالية الخسائر الاقتصادية نظرا للحجم الضخم الذي تتمتع به السوق الاستهلاكية الهندية.
عقود العراق
ولم يقتصر الأمر على هذا الحد بل تعداه ليهدد إمكانية إبرام عقود لإعادة إعمار العراق بحسب مجلة "بورسن" الدانماركية المهتمة بمتابعة الشؤون الاقتصادية وحركة الأسهم في البورصة العالمية.
" شركات دانماركية تواجه صعوبات حقيقية في إبرام عقود تجارية في العراق بسبب الرسوم المسيئة للرسول الكريم " |
وأشارت "بورسن" إلى أن مشاركة الشركات الدانماركية التي وقع الاختيار عليها للمساهمة في إعادة بناء العراق قد تتأخر سنة على الأقل بسبب الصعوبات التي تبعت الرسومات المسيئة، وذلك رغم أن الولايات المتحدة أوردت الدانمارك ضمن لائحتها الصادرة عام 2003 للدول المرشحة لإعادة إعمار العراق.
يذكر أن مجمل قيمة تلك العقود يبلغ 113 مليار دولار، وأن حصة الدانمارك منها تتراوح ما بين 2 و3 مليارات دولار بحسب مصادر وزارة الخارجية الدانماركية التي أعربت عن خشيتها من استحالة عمل الشركات الدانماركية في الوقت الراهن، خاصة بعد التطورات الأخيرة وانطلاق ما سمته "هستيريا المقاطعة"، مما سيحرم شركاتها المشاركة على الأقل خلال الأشهر المقبلة من إبرام أي صفقة بهذا الصدد.
مسألة وقت
ويرى الخبير الاقتصادي هانس فوكا أن تأخير إبرام العقود والبدء في العمل بإعمار العراق سيؤثر سلبيا على الحركة الاقتصادية الدانماركية لاسيما بالنسبة للقطاعات الخاصة والمؤسسات المحدودة.
ولكنه اعتبر أن هذه ما هي إلا مسألة وقت، لأن حصة الدانمارك الموثقة باتفاقيات تجارية بينها وبين الإدارة الأميركية تكفل لها ضمانا مستقبليا لتحقيق المكاسب والأرباح المبرمجة.
وأقر فوكا بالتأثير السلبي الذي أحدثته المقاطعة الإسلامية على الشركات الدانماركية، مؤكدا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي أكثر قطاعات السلع الاستهلاكية تأثرا بالمقاطعة، وأن أكثر الشركات العملاقة تأثرا هي شركة "آرلا فودز" التي تخسر بشكل يومي 1.6 مليون دولار وهو ما أجبرها على وقف ما يزيد على 125 عاملا لديها.
<< Home