Thursday, March 09, 2006

الخرطوم تدق طبول الحرب وتحذر من التدخل الغربي بدارفور

السودانيون أعربوا عن استعدادهم للموت لمنع القوات الأجنبية من دخول السودان (الفرنسية)

قال نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه إن الخرطوم قد تدرس السماح لبعثة دولية تابعة للأمم المتحدة بالانتشار في دارفور بمجرد التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في الإقليم الواقع غربي السودان.

ونقلت وكالة رويترز عن طه قوله "إذا كانت هناك تسوية سياسية من أجل توفير ضمانات تجعل التسوية مستمرة، فيمكننا أن نبحث دورا الأمم المتحدة".

ويأتي رد الفعل السوداني في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإقناع السودان بالموافقة على تحويل مهمات قوات الاتحاد الأفريقي إلى الأمم المتحدة لوقف الحرب الأهلية في دارفور.

وقد بحث طه مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عمليات حفظ السلام في دارفور. والتقى أيضا بروبرت زوليك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في اجتماع انضم إليه سولانا ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري.

تحذيرات السماني

الوسيلة (يمين) اعتبر أن نشر قوات دولية سيفاقم الأزمة (الفرنسية)
من جهته حذر وزير الشؤون الخارجية السوداني السماني الوسيلة الأربعاء من أن نشر القوات الأممية سيؤدي لتفاقم الأزمة، ويضر أيضا بقدرة الاتحاد الأفريقي على التدخل مستقبلا في بقية نقاط الصراع بالقارة السمراء.

وقال في تصريحات للصحفيين بنيروبي -عقب اجتماع مع الرئيس الكيني مواي كيباكي- إن الوقت اللازم لتجهيز ونشر القوة الأممية على الأرض في دارفور غربي السودان، يهدد بفقدان المكاسب التي حققتها القوة الأفريقية.

وأوضح أن قوات الاتحاد البالغ قوامها نحو 7800 جندي ومراقب حققت خبرة جديرة بالاحترام في التعامل مع مشكلات الإقليم. وأكد الوزير السوداني أن الحل الحقيقي لأزمة دارفور يتم بتسوية القضايا السياسية من خلال المحادثات بين الحكومة والمتمردين، وليس بنقل تفويض الاتحاد الأفريقي إلى الأمم المتحدة.

وطالب بضرورة حل المشكلات العالقة التي تعرقل محادثات أبوجا لتحقيق السلام في دارفور. وحذر الوزير من أن الاتحاد الأفريقي ليس من حقه نقل تفويضه للمنظمة الدولية أو القيام بأي تحرك آخر دون موافقة الحكومة السودانية.

الرفض القاطع

السودانيون توعدوا القوات الدولية بحرب ضروس (الفرنسية)
وقد جدد وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين رفض الحكومة القاطع لدخول أي قوات أممية إقليم دارفور غربي السودان، معتبرا توقف الحكومة وقوات الدفاع الشعبي عن القتال مؤخرا "استراحة محارب" ريثما يعود للحرب من جديد.

وقال مراسل الجزيرة نت إن هذا الرفض يتزامن مع إهدار مجموعات دينية دم من أسمتهم الغزاة الجدد، ووعدت بردعهم إذا ما حاولوا دخول السودان بحجة حماية دارفور, وأعلنت التعبئة العامة لكافة قواعدها بالسودان.

وقال الوزير السوداني أمام مظاهرة لمقاتلي الدفاع الشعبي بالخرطوم الأربعاء، إن الحكومة تعلن الجهاد لإعادة أمجاد الشهداء الذين سبقوا في مسيرة الإنقاذ السابقة, داعيا الدفاع الشعبي الذي وصفه بالعملاق المهيب إلى العودة لرفع راية الجهاد من جديد "وما أحلى العودة إذا ما كانت إلى الجنة".

وقال إن دارفور كما كانت مقبرة لجنرالات بريطانيا ستكون مقبرة للغزاة، وإن على الذين يريدون الهلاك أن يقدموا إلى السودان ولن نريهم إلا الموت والدم والدمار.

ودعا المجاهدين في الخرطوم إلى تكوين 21 كتيبة مقاتلة والتوجه بها إلى إقليم دارفور "لتطهر أرض القرآن والجهاد في غرب البلاد". وأقسم حسين بألا تطأ أرض دارفور أقدام من أسماهم بالأنجاس. وقال إن القوات المسلحة السودانية جاهزة تماما لردع أي عدوان خارجي.

رفض الشعب

السودانيون اختاروا الجهاد لمواجهة دخول القوات الدولية (الفرنسية)
من جهة أخرى أعلنت الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن رفض الشعب السوداني المطلق لأي قرار يصدر من مجلس الأمن بإرسال قوات دولية إلى دارفور، لأن قضية الإقليم تعتبر نزاعا داخليا مبدية الاستعداد التام لمواجهة أي قوات من أي جهة كانت باعتبارها قوات عدوان واحتلال أجنبية.

وقالت فى بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إن الشعب السودانى اختار طريق العزة والجهاد, مطالبة بطرد مبعوث الأمين العام في السودان يان برونك فورا من البلاد ووقف نشاطات البعثة الأممية التي أصبحت تعمل ضد السودان، بجانب مراجعة كافة الاتفاقيات المبرمة مع الأمم المتحدة، وحذرت الهيئة الأمين العام للأمم المتحدة مما أسمته غضبة الحليم.

وقالت إن التدخلات الأجنبية هي التي أججت نار الحرب في دارفور, داعية الحكومة إلى منع كافة ما يمس السيادة الوطنية السودانية