وفاة بطل قصة الرسوم المسيئة للنبي محمد في الدنمار
الإمام الفلسطيني أبو لبن توفي بسرطان الرئة
وفاة بطل قصة الرسوم المسيئة للنبي محمد في الدنماركالشيخ أبو لبن لم يطلب أبدا الجنسية الدنماركية ويحظى بقبول واسع بين المسلمين هناك |
كوبنهاغن- اف ب
توفي الامام الفلسطيني احمد ابو لبن الرجل صاحب الشخصية القوية والمثير للجدل بين مسلمي الدنمارك والذي اتهم بالمساهمة في اندلاع ازمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد, بسرطان في الرئة في الستين من عمره على ما افاد مقربون منه.وكانت الطبقة السياسية وقسم كبير من الراي العام الدنماركي يعتبر ان الداعية والواعظ الدين النافذ الذي توفي مساء الخميس يقف وراء الاستياء العارم ضد الدنمارك في العالم العربي والاسلامي في شباط/فبراير 2006 اثر نشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتورية تسيئ للنبي محمد.
واثارت الرسوم قبل سنة اعنف موجة احتجاجات ضد مصالح الدنمارك منذ الحرب العالمية الثانية فتعرضت بعثاتها الدبلوماسية للحرق والنهب في بيروت ودمشق وطهران واحرقت اعلامها وقوطعت منتوجاتها في الشرق الاوسط.
واعلن الامام عبد الواحد بدرسن صديق الامام الراحل لوكالة ريتزو الدنماركية ان "مسلمي الدنمارك خسروا صوتا قويا. كان ابو لبن قاطرة وقد كافح من اجل ان تكون للمسلمين مكانة في المجتمع الدنماركي ومن اجل اندماجهم مع صيانة دينهم".
وكان ابو لبن الذي ولد في حيفا قبل ان ينتقل الى مصر, مهندسا وقريبا من جماعة الاخوان المسلمين, ولجأ الى الدنمارك عام 1984 حيث لم يطلب ابدا الجنسية
الدنماركية.
وكان الامام الذي يراس المجموعة الاسلامية, وهي اكبر منظمة لمسلمي الدنمارك, يجلب مئات المصلين الى صلاة الجمعة في مسجد دورثيفج بكوبنهاغن.
وانحنى المئات من المسلمين الجمعة امام جثمانه في ذلك المسجد.
ودفن الامام وهو اب لسبعة ابناء عصر الجمعة في المقبرة الاسلامية الجديدة في برودبي (جنوب غرب كوبنهاغن).
واتهمته وسائل الاعلام ورجال السياسة بالخصوص "بازدواجية الخطاب" في الدنمارك وفي العالم العربي حتى ان نائب رئيس الوزراء الدنماركي بندت بندسن اقترح ترحيله لانه "اضر بمصالح البلد الذي منحه اللجوء".
وحذر تيم يانسن الخبير الدنماركي في الاسلام والذي ترحم على الراحل, الدنماركيين من مغبة الحكم على ابو لبن فقط من خلال نشاطاته في ازمة الرسوم
الكاريكاتورية.
وصرح يانسن لتلفزيون تي.في2 نيوز "يجب النظر الى ابو لبن على المدى البعيد. انه رجل شريف جدا وساهم في اعادة الاعتبار والكرامة للمسلمين مع العمل على
ادماجهم".
وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي خلال اول ذكرى لنشر الرسوم الكاريكاتورية اعلن لوكالة الأنباء الفرنسية انه "بذل اقصى جهده من اجل الحد من التوترات" وانه خلال السنوات ال25 التي قضاها في الدنمارك جعل من اندماج المسلمين "اكبر اولوياته".
وتعد الجالية الاسلامية في الدنمارك نحو 200 الف شخص اي نحو 3% من مجمل سكان البلاد وعددهم 5,4 مليون نسمة.