Tuesday, January 31, 2006

الصحيفة الدنماركية: الكاريكاتورات أهانت مشاعر كثير من المسلمين

الصحيفة الدنماركية: الكاريكاتورات أهانت مشاعر كثير من المسلمين
موقع الصحيفة الدنماركية على الانترنت (أرشيف)

كوبنهاغن - اف ب
جدد كارستن جاست رئيس تحرير الصحيفة المعنية "جيلاندز بوستن" اعتذاراته مساء الاثنين 30-1-2006 عن رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، في رسالة قال فيها إن "هذه الرسوم لا تنتهك التشريعات الدنماركية, لكنها أهانت بشكل لا يقبل الجدل مشاعر الكثير من المسلمين ونحن نعتذر على ذلك".
وأعلنت مجموعة "آرلا فودز" الدنماركية لانتاج مشتقات الحليب, انها اقفلت مصنعها في المملكة العربية السعودية مؤقتا. واوضحت الناطقة باسم المجموعة استريد غاد نيلسن "اقفلنا مصنعنا الكبير لمشتقات الحليب في الرياض لاننا نكاد لا نبيع شيئا في هذا البلد". وتعتبر "آرلا فودز" ثاني مجموعة اوروبية لانتاج مشتقات الحليب وهي اكبر شركة دنماركية مصدرة الى المملكة العربية السعودية حيث تبلغ قيمة مبيعاتها حوالى 328 مليون دولار سنويا (حوالى 268مليون يورو). واكدت المجموعة ان موظفيها في المصنع لم يسرحوا من عملهم ولم يتم استدعاء المدراء الى الدنمارك. وكان يفترض ان تبدأ المجموعة ببناء مصنع جديد الاسبوع المقبل لكن هذه الخطط ارجئت بسبب الوضع الحالي. وقد اثار نشر رسوم كاركياتورية في صحيفة دنماركية في سبتمبر/ايلول غضب العالم الاسلامي وقد تحولت القضية الى ازمة دبلوماسية تهدد العلاقات التجارية مع اوروبا. وامتدت مقاطعة المنتجات الدنماركية من السعودية الى الجزائر والبحرين والاردن والكويت والمغرب وقطر وتونس والامارات العربية المتحدة واليمن على ما افادت "آرلا فودز".
وكان جاست قد وجه سابقا رسالة اعتذار باللغة العربية لمواطني السعودية. ونشرت صحيفة الدنماركية في 30 سبتمبر/أيلول 2005 اثني عشر رسما كاريكاتوريا أثارت غضب المسلمين في الدنمارك والخارج تمثل إحداها النبي محمد معتمرا عمامة على شكل قنبلة.
وألمح رئيس الوزراء الدنماركي انديرس فوغ راسموسن إلى أنه يدين شخصيا نشر رسوم كاريكاتورية تتناول النبي محمد في صحيفة دنماركية قدمت اعتذارات بشأنها. وقال في مقابلة مع محطة "تي في 2" الوطنية "لدي شخصيا احترام كبير للمعتقدات الدينية للأفراد يمنعني من تقديم النبي محمد أو يسوع المسيح أو أي رموز دينية أخرى بطريقة قد تكون مهينة للآخرين".
لكنه شدد على أن الدنمارك تعتمد حرية الصحافة وأن وسائل الإعلام فيها حرة ومستقلة وتقرر وحدها الرسوم الكاريكاتورية التي تريد نشرها. وأوضح "لا يمكنني أن اتصل (بقسم التحرير) وأن إقرر ما يجب أن ينشر عبر وسائل الإعلام الدنماركية" مؤكدا أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لإيجاد حل "لهذه القضية المؤسفة".
وأشاد راسموسن بالاعتذارات التي قدمتها للمسلمين صحيفة "جيلاندز بوستن" التي كان عدد كبير من رجال الدين في العالم الإسلامي طالبوا بهذا الاعتذار الرسمي من قبل الصحيفة.
وقال راسموسن لمحطة التلفزيون العامة "دي ار 1" إن "ما قامت به جيلاندز بوستن مساء اليوم (الاثنين) أراحني كثيرا وهو خطوة مهمة جدا" معربا عن الأمل ومنتظرا أن "تساهم" هذه الخطوة في حل الأزمة التي اعتبرت الأخطر في التاريخ المعاصر في هذا البلد.
وأضاف "من الطبيعي في مجتمع تعتبر فيه الصحافة حرة ومستقلة أن يأتي حل (الأزمة) قبل كل شيء من وسائل الإعلام (بشكل اعتذارات) لأنه ليست الحكومة هي التي تنشر الصحف".
وأعرب عن دهشته لاتساع هذه القضية. وقال "يجب أن نلاحظ أنه جرى فعلا شيء ما أغاظ وجرح بالعمق أناسا شعروا بان دينهم قد أهين". من ناحيتها, نفت وزارة الخارجية النرويجية أن تكون طلبت من دبلوماسييها الاعتذار عن نشر هذه الرسوم.
وفي تصريح لوكالة الأنباء النرويجية "ان تي بي", قالت المتحدثة باسم الوزارة انيد لين دالي ساندستيد "لم نطلب من دبلوماسيينا الاعتذار عن نشر هذه الرسوم ولكن الاعتذار عن التحريض الذي تسببت به".
وأضافت أن النرويج لا يمكن أن تندد بنشر هذه الرسوم الكاريكاتورية لأن ذلك "مخالف لوجهة نظرنا حول حرية التعبير التي تشكل واقع مجتمعنا".
وجاء هذا التصريح بعد 3 أيام على كشف صحيفة "افتنبوستن" عن مضمون رسالة دبلوماسية سرية لوزارة الخارجية إلى دبلوماسييها في الدول العربية تطلب منهم فيها التعبير عن رفضهم لنشر هذه الرسوم الكاريكاتورية.

الصحيفة الدانماركية تعتذر واستجابة واسعة لحملة المقاطعة

السفارة الدانماركية بالرياض نشرت إعلانات صحفية تؤكد احترمها للإسلام (الفرنسية)اعتذرت صحيفة غيلاندز بوستن الدانماركية عن نشرها في سبتمبر/أيلول الماضي رسوما مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وقال رئيس تحرير الصحيفة كارستن يوست في رسالة الاعتذار الرسمية أمس إن "هذه الرسوم لا تنتهك التشريعات الدانماركية, لكنها أهانت بشكل لا يقبل الجدل مشاعر الكثير من المسلمين ونحن نعتذر عن ذلك".
لكن يوست دافع عن حق صحيفته في نشر الرسوم، معتبرا أن ذلك جاء في إطار حوار بشأن حرية التعبير. وقال إنه حدث سوء فهم أدى لتفسير ذلك على أنه حملة موجهة ضد الإسلام.
أما رئيس الوزراء الدانماركي أنديرس فوغ راسموسن فقال في تصريحات للتلفزيون الدانماركي إن لديه شخصيا احتراما كبيرا للمعتقدات الدينية للأفراد يمنعه من "تقديم النبي محمد أو يسوع المسيح أو اي رموز دينية أخرى بطريقة قد تكون مهينة للآخرين".
لكنه شدد على أن الدانمارك تعتمد حرية الصحافة وأن وسائل الإعلام فيها حرة ومستقلة وتقرر وحدها الرسوم الكاريكاتيرية التي تريد نشرها. وأوضح أنه لا يمكنه التدخل لتحديد ما يجب أن ينشر عبر وسائل الإعلام، مؤكدا أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لإيجاد حل "لهذه القضية المؤسفة".
ويجمع المحللون على أن موقف رئيس الوزراء ورفضه استقبال ممثلي الجالية الإسلامية أو السفراء أدى لتفاقم الأزمة. كما عسكت الأزمة انقساما في الرأي العام الدانماركي بصفة خاصة والأوروبي عامة بين رافضين لإهانة الأديان ومدافعين بشدة عن حرية الصحافة والتعبير.
أوروبا هددت بالشكوى لمنظمة التجارة (الفرنسية)تحذير أوروبيموقف كوبنهاغن تزامن مع تحذير كانت المفوضية الأوروبية قد أطلقته وفحواه أنها قد ترفع شكوى إلى منظمة التجارة العالمية إذا شجعت بعض الحكومات على مقاطعة المنتجات الدانماركية. واعتبر مفوض التجارة فى الاتحاد الأوروبى بيتر ماندلسون هكذا إجراء مقاطعة للاتحاد الأوروبي، وقال إن المسألة خطيرة للغاية
وأكدت النمسا -التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي- على تمسك الاتحاد بحرية الصحافة والتعبير مع تشديدها في الوقت نفسه على "وجوب احترام المعتقد الديني".
ومع اتساع الحملة الاحتجاجية, أعلنت الدول الإسكندنافية وفي مقدمتها الدانمارك إجراءات لحماية مواطنيها في الشرق الأوسط.
من جانبه اعتبر الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أن الرسوم مرتبطة بمدى الشعور بالمسؤولية. وأعرب كلينتون في تصريحات بالدوحة عن استيائه من تناقض نشر هذا الرسم مع المحاولات لتوحيد العالم باختلاف دياناتهم ومعتقداتهم.
مسلحون في غزة احتجوا أمام المقر الأوروبي (الفرنسية)غضب رسمي وشعبيفي هذه الأثناء تواصلت موجة الغضب الرسمي والشعبي في الشارع الإسلامي منددة بالرسومات ومطالبة الدانمارك بالاعتذار. فأسواق دول الخليج بصفة خاصة تشهد استجابة واسعة لدعوة مقاطعة المنتجات الدانماركية ومعظمها من المنتجات الغذائية الضرورية.
ففي الدوحة سادت مشاعر الارتياح لقرار عدد من المؤسسات التجارية رفع البضائع الدانماركية من الأسواق، وقال عدد من المستهلكين إنهم بدؤوا بالفعل إيجاد بدائل لبضائع مثل منتجات الألبان.
ودعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف المسلمين في العالم إلى المقاطعة، وقرر مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية مقاطعة البضائع الدانماركية. وفي الإمارات أعلنت سلسلة تعاونيات إطلاق حملة لوقف التعامل مع البضائع الدانماركية.
أما في غزة فقد تجمع مسلحون أمام مقر الاتحاد الأوروبي مطالبين حكومتي الدانمارك والنرويج باعتذارات، وبمنع دخول رعايا الدولتين إلى غزة. كما دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصرف حكومة كوبنهاغن معتبرة أنه يعكس "استهتارا بمشاعر الآخرين".
على الصعيد الرسمي جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تصريحات بتونس إدانته لنشر الرسوم. واعتبر -في تصريحات على هامش اجتماع وزراء الداخلية العرب- أن الصحافة الغربية تعتمد "سياسة الكيل بمكيالين تجاه الإسلام واليهودية".
وقال "هناك مواضيع لا تجرؤ الصحف الأوروبية على تجاهلها مثل معاداة السامية مثلا في حين يثار موضوع حرية الصحافة حينما يتعلق الأمر بالمساس بالإسلام". ودعا وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز الدول العربية الأخرى إلى استدعاء سفرائها في كوبنهاغن للتشاور مثلما فعلت السعودية الأسبوع الماضي
وقررت ليبيا إغلاق بعثتها الدبلوماسية في كوبنهاغن، وفي نواكشوط تظاهر المئات وصدرت إدانات مماثلة من الرئيس اللبناني إميل لحود والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ومفتي سوريا أحمد بدر حسون والمرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني والبرلمان اليمني.

Sunday, January 29, 2006

غضب إسلامي ضد إساءة صحيفة دانماركية للرسول الكريم

غضب إسلامي ضد إساءة صحيفة دانماركية للرسول الكريم
مظاهرات عارمة بالعواصم العربية والإسلامية تنديدا بالإساءة للرسول الكريم (الفرنسية)تواصلت ردود الأفعال الغاضبة في العالمين العربي والإسلامي المنددة بالدانمارك عقب نشر إحدى صحفها رسوما كاريكاتيرية تسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, في وقت رفضت فيه كوبنهاغن الاعتذار للمسلمين عن تلك الإساءة.

وعقب موقف السعودية المتمثل في سحب سفيرها من كوبنهاغن، أقدمت ليبيا على إغلاق سفارتها في العاصمة الدانماركية احتجاجا على السخرية بالرسول الكريم.

وقال رئيس الوزراء الليبي شكري غانم إن بلاده تعتبر أن تلك الرسوم المسيئة "إهانة شديدة واستفزازا للمشاعر المقدسة للمسلمين تجاه رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام".

وفي الأردن استدعى وزير الخارجية عبد الإله الخطيب سفير الدانمارك غير المقيم والمعتمد لدى بلاده وأعرب له عن "رفض الأردن الإساءة المتعمدة للإسلام ورسوله من جانب صحيفة دانماركية".

المنتجات الدانماركية شهدت مقاطعة إسلامية واسعة (الفرنسية)من جانبها دعت وزارة الخارجية السورية الدانمارك إلى "معاقبة المسيئين" للأديان، وعدم تكرار مثل تلك الإساءات. وقال مصدر بالوزارة إن دمشق صدمت بالرسم الكاريكاتيري الذي طال الرمز الأعلى للأمتين العربية والإسلامية.

وفي البحرين شجبت الحكومة في اجتماعها الاعتيادي مثل "تلك الممارسات التي تتنافى مع كافة القيم والمثل والمبادئ", مؤكدة على أهمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقافها, وعلى أهمية تقديم الاعتذار الفوري عنها.

قمع مظاهرة
وخرج مئات الموريتانيين عقب صلاة العصر من الجامع الكبير بنواكشوط في مظاهرة ضد حكومتي الدانمارك والنرويج لرفضها الاعتذار عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم.

ومنعت شرطة مكافحة الشغب الموريتانية المتظاهرين من إكمال مسيرتهم، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع واشترطت بقاءهم في باحة المسجد والحصول على ترخيص مسبق.

أما وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتي محمد بن نخيرة الظاهري فاعتبر الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام تمثل "تطرفا ثقافيا" وليست حرية تعبير كما وصفتها كوبنهاغن.

وحذر المسؤول الإماراتي من أن نشر الصحف الدانماركية ثم النرويجية لرسوم مسيئة للإسلام "يؤشر إلى صدام حضاري".
" المحرر الثقافي بالصحيفة الدنماركية تهرب من الإجابة على سؤوال وجهته له الجزيرة عما إذا كان يمكن أن تنشر الصحيفة نقدا للهولوكست اليهودية
" أما منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية فأعلنتا أنهما ستلجأن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار ملزم يحظر الإساءة للأديان.

وفي الأراضي الفلسطينية أحرق ناشطون فلسطينيون وسط مدينة نابلس بالضفة الغربية العلم الدانماركي وجابوا الشوارع منددين بالإساءة التي تعرض لها الرسول الكريم, مطالبين باعتذار رسمي لتلك الإساءات.

كما استنكر ديوان الوقف السني في العراق بشدة سخرية الإعلام الدانماركي من المقدسات الإسلامية ومن شخص الرسول محمد عليه الصلاة والسلام, مطالبا الحكومة العراقية باتخاذ موقف إزاء ذلك.

من ناحيته دعا المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قادة الدول الإسلامية إلى تقديم "النصح" للدانمارك بشأن هذه الإساءة, ناصحا القادة بأن "يلتئموا جميعا ليناصحوا أولئك ليكفوا عن شرورهم".

ويأتي هذا التصعيد بعد مواقف شهدتها بلدان أخرى في كل من إيران والكويت واليمن منددة بتلك الإساءات ومطالبة بتقديم اعتذار عن تلك الإهانة التي جرحت مشاعر أكثر من مليار مسلم.
كرزاي عبر عن رضاه بتفسيرات كوبنهاغن للإساءة للرسول الكريم (الفرنسية-أرشيف)موقف مغايرووسط تلك المشاعر والمواقف الغاضبة والمنددة بالإساءة للرسول الكريم خرج الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن الإجماع وعبر خلال زيارته للدانمارك عن "رضاه كرجل مسلم" عن التفسيرات التي قدمتها كوبنهاغن حول نشر تلك الرسوم الكاريكاتورية.

وقال كرزاي إن رئيس الوزراء الدانماركي أندرز فوغ راسموسن شرح له موقف كوبنهاغن الذي قال كرزاي عنه "إنه مرض لي كرجل مسلم, والواقع أن الصحافة حرة في الدانمارك كما في أفغانستان اليوم ولا نستطيع مراقبة ما تقوم به".

من جانبه وصف فيلنيغ روس محرر الصفحة الثقافية بصحيفة جيلاند بوست التي نشرت الرسوم المسيئة في تصريحات للجزيرة تلك الرسوم "اختبارا لحرية التعبير" في بلاده.

وتهرب روس من سؤال وجهته له الجزيرة عما إذا كان يمكن أن تنشر الصحيفة مثلا نقدا عما يُزعم أنه محرقة الهولوكست اليهودية، معتبرا عوضا عن ذلك بأن المسلمين في الدانمارك يعبرون عن معتقداتهم بحرية دون تمييز.
وإزاء المطالب العربية والإسلامية بالاعتذار قال رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوغ راسموسن إنه "لا يقدر ولا يرغب في التدخل في شؤون وسائل الإعلام" وإرغام الصحيفة على تقديم اعتذارات إلى المسلمين لأنها أساءت إلى دينهم. وأكد على "احترام مبدأ حرية التعبير" و"قواعد الديمقراطية الدانماركية". يأتي هذا فيما أظهر استطلاع للرأي نشر الأحد أن غالبية الدانماركيين لا يشعرون بأن على حكومتهم ووسائل إعلامهم أن تعتذر للمسلمين. وقال 79% ممن شملهم الاستطلاع إن رئيس الوزراء يجب ألا يعتذر نيابة عن الدانمارك بينما قال 18% إن عليه الاعتذار. ومن ناحية أخرى قال 62% إنه لا يتعين على الصحيفة تقديم اعتذار بينما قال 31% إن عليها أن تعتذر.

بعد حملة شعبية واسعة في السعودية لمقاطعة المنتجات الدنماركي


موقع الصحيفة على الانترنت و قد نشرت الاعتذار باللغة العربية على رأس الموقع

دبي - العربية.نت

بعد أقل من أسبوع على استدعاء الرياض سفيرها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن محمد بن إبراهيم الحجيلان، وقيام حملة شعبية ضخمة لمقاطعة البضائع الدنماركية في السعودية احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) قامت الصحيفة الدنماركية التي نشرت تلك الرسوم بالاعتذار إلى مواطني المملكة في رسالة باللغة العربية

دبي - العربية.نت

بعد أقل من أسبوع على استدعاء الرياض سفيرها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن محمد بن إبراهيم الحجيلان، وقيام حملة شعبية ضخمة لمقاطعة البضائع الدنماركية في السعودية احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) قامت الصحيفة الدنماركية التي نشرت تلك الرسوم بالاعتذار إلى مواطني المملكة في رسالة باللغة العربية نشرتها عبر مواقعها الإلكتروني.

وكانت الحملة الشعبية الواسعة لمقاطعة البضائع الدنماركية قد استخدمت فيها شبكة الانترنت والهواتف النقالة وتجاوبت معها شركات سعودية ورجال أعمال كبار في البلاد الأمر الذي هدد المصالح الاقتصادية الدنماركية بخسارة ملايين الدولارات من اكبر الأسواق العربية.

وقد وجه كارستن يوستي رئيس تحرير صحيفة "يولانس بوستن" الدنماركية اعتذارا لـ"مواطني المملكة العربية السعودية" في مقال نشر بالعربية على موقع الصحيفة على الإنترنت، مشيرا إلى أن ثمة "سوء تفاهم" حصل حول "الرسومات للنبي محمد والتي أدت إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية في بلدكم". وأشار إلى أن هذه الرسومات نشرت قبل 4 أشهر ضمن حوار دنماركي حول حرية التعبير وهو "حق نعتبره مهم جدا في الدنمارك".
وأضاف بأن هذه النشرة "صورت وكأنها حملة ضد المسلمين في الدنمارك والعالم الإسلامي، وهذا "ما أريد تصحيحه". وأكد بأنه "لم يكن بقصد الصحيفة أن تسيء لأحد في معتقداته الدينية ولكن للأسف هذا ما حدث فعلا. ولكن بدون قصد".
ونحن - يمضي كارستن يوستي - قد تأسفنا عدة مرات في الأشهر الماضية في صحيفتنا، في الصحف الأخرى، في التلفزيون، في الراديو، ووسائل الاعلام العالمية.وختم بأنهم في "يولانس بوستن" يشعرون "بالأسف لأن الموضوع قد وصل إلى هذا الحد ولذلك عيد ونقول إنه لم بقصدنا أن نسيء لأحد، ونحن نعتقد مثل باقي المجتمع الدنماركي باحترام حرية الأديان".

وكانت صحيفة "كارستن بوستن" الدنماركية نشرت في 30 سبتمبر/ايلول 12 رسما كاريكاتوريا أثار غضب المسلمين في الدنمارك والخارج خصوصا وان النبي محمد يظهر في واحدة منها معتمرا عمامة على شكل قنبلة. وقامت صحيفة "مغازينات" النروجية في 10 يناير/كانون الثاني الماضي باعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية الـ12 للرسول, بدعوى "حرية التعبير".

وأعرب مجلس الوزراء السعودي في جلسته الاثنين الماضي عن استنكار المملكة لما نشر من رسوم كاريكاتورية مست ذات الرسول صلى الله عليه وسلم، مستاءً في بيان له من عدم ملاءمة ردود الفعل في الدنمارك مع الاحتجاجات الصادرة من العالم الإسلامي. وأعلنت عدة شركات لتوزيع وبيع المواد الغذائية في السعودية انها قررت سحب المنتجات الدنماركية من مراكز التسوق التي تمتلكها ووقف بيعها او استيرادها, ومن هذه الشركات "بنده" و"السدحان" و"العثيم" و"التميمي" و"باسمح" وتمتلك هذه الشركات المئات من مراكز البيع الكبيرة (اسواق مركزية) في معظم المدن السعودية.

عودة للأعلى

إلا محمدا

ودخلت بعض الصحف السعودية على خط دعم الحملة. وجاء العنوان الرئيس لصحيفة "شمس" السعودية السبت 28-1-2006 في صيغة "إلا محمدا"، فيما أحتلت الصفحة الأولى بكاملها صور وأسماء المنتجات الدنماركية التي ينبغي مقاطعتها. وفي تصريحات خاصة بصحيفة "شمس"، دعم رجال دين سعوديون حملة المقاطعات، فيما قال عضو مجلس الشورى السعودي محمد آل زلفة إن "مقاطعة المنتجات الدنماركية أسلوب عاطفي، لذا ينبغي على المسلمين أن يسعوا إلى إيصال صورتهم بملامحها الحقيقية، لا كما يصورهم الخطاب الإسلامي المتطرف".
وأضاف بأن ذلك يتم عبر "ارسال وفود إلى الجامعات الدنماركية تشرح مدى الخطأ في تصور الإسلام ونبيه". لكن رجلي دين استطلعت الصحيفة رأيهما، ذهبا في اتجاه نقيض. وقال ناصر العمر إنه يعجب من "دول يعتذر حكماؤها لسفهائها بحجة اتاحة الحريات، مع أن شأنهم مع من عادى السامية أو تنقصها يختلف".
ودعا عبدالمحسن العبيكان "قادة المسلمين إلى العمل الجاد في الدفاع عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأداء الأمانة والواجب من ردع للمجرمين المتطاولين على شخص حبيبنا صلى الله عليه وسلم خصوصا مع عدم تعرضنا نحن المسلمين لأديانهم ومعتقداتهم وهذا يدل على نبل أخلاق المسلم".

عودة للأعلى

تدمير موقع مجلة دنماركية

وتمكن مستخدم للانترنت يطلق على نفسه اسم (030 مقاطعة) بحسب صحيفة "شمس" من تدمير موقع مجلة "يوري بوستن" الدنماركية على الانترنت، ووضع الشهادتين احتجاجا على نشر صحيفة دنماركية رسوما مسيئة للرسول.

واتسع نطاق حملة المقاطعة في السعودية، خصوصا بعد أن تناول عدد كبير من آئمة المساجد الأمر في خطبة الجمعة، داعين المسلمين لمقاطعة البضائع الدنماركية. وتبادل عشرات الآلاف رسائل عبر البريد الالكتروني، تدعو لمقاطعة منتجات بعينها، أبرزها حليب نيدو، منتجات كي دي دي، زبدة لوبارك، منتجات سدافكو، منتجات بوك، حليب دانو، جبنة البقرات الثلاث، جبنة موزاريلا، وعشرات المنتجات الأخرى.
وقال مدير التسويق في شركة اسواق "بنده" العزيزية - شركة سعودية - طلال العميد لوكالة الأنباء الفرنسية ان الشركة بدأت منذ امس (الجمعة) بسحب المنتجات الدنماركية التي تبيعها في اسواقها المركزية وما زالت مستمرة في سحب المتبقي. من جانبه ذكر خالد بن عبدالعزيز السدحان مدير عام شركة "السدحان" التي تمتلك ايضا العشرات من الاسواق المركزية في موقع الشركة على الانترنت, ان ادارة الشركة قررت منذ ايام وقف بيع المنتجات الدنماركية في اسواقها ووقف توزيعها.
كما أكد مسؤول في شركة "مجموعة العثيم التجارية" وهي تمتلك ايضا العشرات من الاسواق المركزية, أن رئيس المجموعة عبدالله صالح العثيم اصدر قرارا بمنع التعامل مع المنتجات الدنماركية بيعا او شراء احتجاجا على ما حدث في الدنمارك من اساءة للرسول محمد. واعلنت مراكز تجارية عدة في السعودية ايضا مقاطعتها للمنتجات الدنماركية تجاوبا مع الدعوة التي وجهها رجال دين واسلاميون عبر الانترنت والهاتف الجوال. وذكر يونس سكيني مدير في مجموعة شركات التميمي السعودية التي تملك 10 اسواق مركزية في الرياض والدمام, ان رئيس الشركة طارق التميمي اصدر اوامره بعدم بيع او شراء المنتجات الدنماركية في اسواق الشركة احتجاجا على الاساءة للرسول.
ونشرت شركة "باسمح" التجارية اعلانا في الصحف المحلية يؤكد انها "تشارك الشعب السعودي والعالم الاسلامي في الاعراب عن بالغ الاستياء والاستنكار من التطاولات التي يتعرض لها رسولنا الكريم" وتؤكد بسبب ذلك انها "ومنذ فترة لم تستورد حليب نيدو من الدنمارك او النروج".
ونشر رجل اعمال سعودي كبير اعلانا على صفحة كاملة في احدى الصحف السعودية يدعو فيه جميع الشركات والمؤسسات في العالم الاسلامي الى مقاطعة المنتجات الدنماركية "للوقوف ضد من يحاول الاساءة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم". ويتلقى حاملو الهواتف الجوالة في السعودية منذ فترة رسائل قصيرة مجهولة المصدر تطالب بمقاطعة المنتجات الدنماركية واغلبها منتجات غذائية واجبان كما تنشر مواقع على شبكة الانترنت العديد من المقالات التي تدعو لهذه المقاطعة.
وكانت الرياض استدعت الخميس الماضي سفيرها في كوبنهاغن محمد الحجيلان "للتشاور" بسبب "ردود فعل" الشعب السعودي الذي بدأ بمقاطعة المنتجات الدنماركية احتجاجا على هذه الرسوم الكاريكاتورية. وجاء القرار السعودي بعد يومين من صدور بيان لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ شدد فيه على وجوب معاقبة الصحيفة الدنماركية التي نشرت الاساءة للنبي محمد ومطالبته الحكومة الدنماركية بالتدخل والاعتذار عن هذه "الفعلة الشنعاء".
واشار وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر الجمعة الى ان "الحكومة السعودية لا تقف وراء مقاطعة (الشعب السعودي) منتجات دنماركية". وكان خطيبا الجمعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة تناولا الجمعة في خطبتيهما ما اعتبراه تطاولا على الرسول محمد وشددا على وجوب الدفاع عنه من قبل المسلمين والتصدي لكل ما يمس شخصه.

عودة للأعلى

استنكار واسع في العالم الإسلامي

وأبدت عدة دول إسلامية استنكارها لنشر الصحيفة الدنماركية رسوما مسيئة للرسول. وأعربت منظمة المؤتمر الاسلامي عن "خيبة الامل" من رد فعل الحكومة الدنماركية, معتبرة ان شتم الانبياء يتناقض مع حرية التعبير وان على من قام بالاساءة "تقديم اعتذار واضح جلي" لـ1,3 مليار مسلم. كما ادانت دولة الكويت ومجلس النواب اليمني بشدة لهذه الاساءة من قبل صحيفة دنماركية.
وأعلن وزير الخارجية الايراني السبت انه كتب الى نظيريه الدنماركي والنروجي معترضا على نشر رسوم كاريكاتورية "سخيفة وتثير الغضب", تعتبر
اهانة للمسلمين. وقال منوشهر متقي للصحافيين "وجهت رسالة الى كل من وزيري خارجية الدنمارك والنروج واعترضت على هذه الاهانة باسم الامة الاسلامية الايرانية والجمهورية الاسلامية".
واضاف "نامل الا نتعرض لاهانات مماثلة سخيفة وتثير الغضب من جانب رسامين مرتزقة, لقد جرحوا اكثر من مليار مسلم". ودانت الكويت بشدة "الاساءة البالغة" التي قامت بها صحيفة دنماركية بنشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد باعتبارها من اشكال "العنصرية البغيضة", كما دان مجلس النواب اليمني ما قامت به الصحيفة.
واثار نشر هذه الرسوم للمرة الاولى في الدنمارك في 30 سبتمبر/ايلول موجة اعتراضات في العالم الاسلامي وتهديدات بقتل راسميها. واعلنت الخارجية النروجية الخميس ان النروج طلبت من دبلوماسييها المعتمدين في دول اسلامية الاعراب عن اسفهم لنشر هذه الرسوم.

Saturday, January 21, 2006

Bin laden and publöic diplomacy

خطاب بن لادن يقفز بمبيعات كتاب "الدولة المارقة"
أسامه بن لادن نصح الأميركيين بقراءة كتاب بلوم (أرشيف)













تسببت إشارة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى "كتاب الدولة المارقة" في خطابه المسجل الذي بثته الجزيرة مساء الخميس، في قفزة هائلة لمبيعات الكتاب الذي ألفه وليام بلوم.
وصعد كتاب بلوم إلى قمة قائمة موقع "أمازون دوت كوم" لبيع الكتب على الإنترنت، ليحتل المرتبة رقم 30 بعدما كان بالمرتبة (209000) قبل بث الخطاب.
ونصح زعيم تنظيم القاعدة في التسجيل المنسوب إليه، الأميركيين بقراءة كتاب الدولة المارقة الذي أصدره بلوم -الدبلوماسي الأميركي السابق- وأدان فيه التدخلات الأميركية في مناطق عدة بالعالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وأعرب بلوم عن دهشته من إشارة بن لادن إلى كتابه، بيد أنه أكد أنه سعد بذلك "لأنه سيؤدي إلى ارتفاع مبيعات كتابي".

Ben Laden and Public Diplomacy

خطاب بن لادن يقفز بمبيعات كتاب "الدولة المارقة"


أسامه بن لادن نصح الأميركيين بقراءة كتاب بلوم (أرشيف)














تسببت إشارة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى "كتاب الدولة المارقة" في خطابه المسجل
الذي



بثته الجزيرة مساء الخميس، في قفزة هائلة لمبيعات الكتاب الذي ألفه وليام بلوم.
وصعد كتاب بلوم إلى قمة قائمة موقع "أمازون دوت كوم" لبيع الكتب على الإنترنت، ليحتل المرتبة رقم 30 بعدما كان بالمرتبة (209000) قبل بث الخطاب.
ونصح زعيم تنظيم القاعدة في التسجيل المنسوب إليه، الأميركيين بقراءة كتاب الدولة المارقة الذي أصدره بلوم -الدبلوماسي الأميركي السابق- وأدان فيه التدخلات الأميركية في مناطق عدة بالعالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وأعرب بلوم عن دهشته من إشارة بن لادن إلى كتابه، بيد أنه أكد أنه سعد بذلك "لأنه سيؤدي إلى ارتفاع مبيعات كتابي"

Friday, January 20, 2006

مظاهرات بعدة مدن باكستانية احتجاجا على القصف الأميركي




متظاهرون في بيشاور يعربون عن تأييدهم للجهاد ويحتجون على القصف الأميركي (رويترز)


شهدت عدة مدن باكستانية اليوم مظاهرات حاشدة احتجاجا على القصف الأميركي لقبائل باكستانية تقع على الحدود مع أفغانستان الذي أسفر عن مقتل 18 مدنيا بينهم نساء وأطفال.

وقد شهدت مدينة بيشاور (شمال البلاد) مظاهرة حاشدة شارك فيها نحو الآلاف رددوا شعارات معادية للولايات المتحدة وأحرقوا صورا للرئيسين الأميركي جورج بوش والباكستاني برويز مشرف.

كما نظمت مظاهرات متفرقة في مدينة لاهور (شمال شرق البلاد) وفي مدينة وانا الواقعة على الحدود مع أفغانستان شارك في الآلاف. وقد انطلقت تلك المظاهرات بعد صلاة الجمعة.

وقد نظمت تلك المظاهرات بمبادرة من مجلس العمل المتحد -وهو تحالف الأحزاب الإسلامية المعارضة- الذي يعارض بقوة دعم باكستان لواشنطن في حربها على ما تسميه الإرهاب.

وقال الناطق باسم المجلس شهيد شمسي إن المتظاهرين طالبوا بسحب القوات الأميركية التي تشترك في أعمال الإغاثة في المناطق التي ضربها الزلزال في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كما تظاهر مئات المحامين في عدة مدن من البلاد احتجاجا على القصف الأميركي لمنطقة باجور القبلية شمال غربي البلاد الجمعة الماضي.

وكان مجلس العمل المتحد تعهد بتصعيد الاحتجاجات على الغارة الأميركية التي زعم الأميركيون أنها استهدفت الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في الأراضي الباكستانية. كما تعهد المجلس بطرح الموضوع للمناقشة في البرلمان.

وقال المجلس إنه يخطط لتنظيم مزيد من الاحتجاجات بعد التشاور مع أحزاب المعارضة الأخرى وإن الاحتجاجات ستتواصل إلى أن "تنسحب القوات الأميركية من أفغانستان".

وشهدت عدة مدن باكستانية تظاهرات احتجاج حاشدة، وتقود أحزاب المعارضة الإسلامية حملة ضد استمرار العمليات العسكرية الأميركية على أراضي باكستان. وترفض المعارضة استمرار تعاون الحكومة مع واشنطن فيما يسمى الحرب على الإرهاب.

وكانت الحكومة الباكستانية أدانت من جانبها الغارة واستدعت السفير الأميركي في إسلام آباد رايان كروكر للاحتجاج، لكن الولايات المتحدة رفضت الاعتذار عن الغارة.

لماذا فشلت قناة الحرة؟

لماذا فشلت قناة الحرة؟. مجدي خليل GMT 16:45:00 2006 الإثنين 16 يناير
في مارس 2004 أطلقت الولايات المتحدة قناة الحرة باللغة العربية، ويعد هذا المشروع أكبر مشروع إعلامي موجه للمنطقة العربية منذ إطلاق إذاعة “صوت أمريكا” عام 1942. وقال نورمان باتيرز رئيس إدارة الشرق الأوسط في مجلس الأمناء للبث الذى يشرف على المحطة التليفزيونية: “إن الحرة ستقدم آفاقاً جديدة للمشاهدين في الشرق الأوسط، ونعتقد أنها ستوجد درجة أكبر من الفهم الحضاري والاحترام”. وأضاف “أن جزءأ هاماً من رسالتنا هو أن نكون مثالا على الصحافة الحرة على الطريقة الأمريكية، ونكون مميزين مثل عمود نور في سوق إعلامي تهيمن عليه الإثارة والتشويه”. وقال موفق حرب مدير الأخبار: “نحن نعمل لنصنع معايير ذهبية يعجز عنها الآخرون … أحسن تقنيات … وأفضل المهنيين، والبرامج المبتكرة، والخلفيات التي تخطف الأبصار”، وأضاف “شعارنا الحرية والديمقراطية” وكان يصرخ بعنترية “نحن قادمون”.
ولكن بعد مرور ما يقرب من العامين على بدء القناة هل قدمت إعلاماً أمريكياً مميزاً باللغة العربية؟ وهل ساعدت على تعميق التفاهم العربي الأمريكي؟ وهل استطاعت الرد على التشويه والدعاية السلبية ضد أمريكا والمتشرة في الإعلام العربي؟ وهل ساعدت على دعم الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط؟ وهل ظهرت كوسيلة إعلام قوية ومنافسة للإعلام العربي كالجزيرة العربية؟ والحد الأدنى المطلوب من قناة أمريكية،هل عملت بمنأى عن الأنظمة العربية وأجهزتها الأمنية والمخابراتية؟ الإجابة على هذه الأسئلة للأسف بكلمة لا. لم تنجح “الحرة” في إنجاز أي من الأهداف السابقة. وفشلت في تحقيق الصورة الوردية التي تحدث عنها مستر باتيز والسبب أساساً يعود إلى الفريق العربي الذي يدير الحرة تحت إشراف موفق حرب. لقد سلم الأمريكيون الفريق العربي صلاحيات واسعة ومنحوهم ثقة غير جديرين بها، وللأسف أساءوا استخدامها مما أثر سلباً على صورة أمريكا وقدرتها على إنتاج إعلام عربي منافس وفعال. الحرة في تصوري لا تعتبر قناة أمريكية، هي قناة عربية تعكس رداءة الإعلام العربي وقضاياه.

وكما يقول مأمون فندي الباحث بمعهد بيكر “تبدو الحرة وكأنها متآمرة مع الإعلام العربي . الحرة قدمت الوطن العربي للعرب ولم تقدم لهم أمريكا وهى لا تعكس زخم الإعلام الأمريكي والثقافة الأمريكية والقيم الأمريكية، وإنما صورة بائسة وباهتة للإعلام العربي”.عندما تسأل المتابعين لقناة الحرة في الشرق الأوسط من المتخصصين عن رأيهم فيها تكون الإجابات: مملة، بطيئة الإيقاع، ثقيلة الظل، جافة، بلا جاذبية، بلا روح، صورة باهتة لقناة الجزيرة، تفتقد الرشاقة والاحتراف، عجزت عن إثبات هويتها كقناة أمريكية، غير قادرة على إشباع حاجات المواطن العربي من المعرفة، لم تنفرد بشىء جديد ولم تحقق أي سبق صحفي، العاملون بها من صحفي الدرجة الثالثة، تبدو قناة محلية لبنانية أكثر من كونها قناة أمريكية ويسيطر عليها شلة من بقايا الحرب الأهلية وبنفس التوجه والايدولوجيات مع مجموعة من تليفزيون صفوت الشريف المصرى الرسمى الأمنى الراكد، حتى أن طارق الحميد رئيس تحرير الشرق الأوسط اعتبرها “خطيئة واشنطن”. ويعزو طارق الحميد فشل الحرة بدوره إلى الفريق العربي حيث كتب “قرار تسليم الحرة للفريق العربي يشبه خطأ بول بريمر بتسريح الجيش العراقي بعد سقوط صدام. وجود تلك المؤسسات الإعلامية الضخمة في أيد عرب على هذه الشاكلة يشبه وجود طائرة عصرية بيد محمد عطا. فمن عرف الإعلام الأمريكي، وعمل في واشنطن، يشعر بالصدمة وهو يشاهد فضائية تخرج بهذا المستوى، فآخر ما توقعناه هو أن تبيع لنا واشنطن بضاعتنا الرديئة”(1).يقول المعلق السياسي بجريدة الأهرام سلامة أحمد سلامة لرويترز إنه يجد قناة الحرة “مملة”، مضيفاً أنه لم يلتق بعد بمن أبدى رضاه عن هذه القناة.
يقول السفير الأمريكي السابق وخبير الدبلوماسية العامة وليم روغ لصحيفة الفايننشال تايمز ” إن المشاهدين يصفون الحرة على أنها محطة لبنانية باهتة متوسطة الجودة مصبوغة بصبغة لبنانية تعكس الأصل الاثني للعاملين فيها”(2).
ويقول سعد الدين إبراهيم مدير مركز بن خلدون ” الذين كان لهم موقف مبدئي ضد القناة استراحوا وتنفسوا الصعداء، لأنها لم تجذبالاهتمام واولئك الذين كان يتوقعون منها خيراً كقناة أمريكية حرة ليبرالية أصيبوا بشيء من الإحباط وخيبة لأمل. المجموعة العربية التي قادت الحرة لم تنجح. كنت أتوقع أن تكون في مستوى س.إن.إن عربياً لأن كل من يعملون في سي.إن.إن أغلبيتهم من حيث القيادة والتخطيط أمريكيون وتستعين بخبرات غير أمريكية إذا احتاج الأمر. فكنت أتوقع أن يحدث نفس الشيء في الحرة وخاصة أنها ممولة تمويلاً جيداً وتبث من واشنطن مقر السياسة الأمريكية وحيث تكون هناك قصص إخبارية كل لحظة بل كل دقيقة بل كل ثانية فيما يستحق أن يراه العالم ويتطلع العرب لمعرفته. فمثلاً رغم توفر كل شيء للحرة فإن قناة الجزيرة و قناة العربية غطتا الانتخابات الأمريكية أفضل عدة مرات من الحرة. وعندما سألت حتى أهل قريتي في ريف مصر عن الحرة قالوا أن دمها ثقيل وجافة وبلا روح “(3)ويمكن تحديد أسباب تعثر القناة فيما يلي:
أسباب تتعلق بالعاملين في القناة:
أولاً – الكفاءة المتدنية للعاملين العرب بالمحطة
العاملون في قناة الحرة معظمهم كفاءتهم المهنية متدنية بالنسبة لنظرائهم في القنوات العربية الإخبارية ا لناجحة، ومعظمهم ليس لديه لا الخبرة ولا الدراية السياسية وخاصة بالشؤون الأمريكية، وأيضاً لا يتحدث أغلبهم اللغة الإنجليزية. كيف يستطيع إعلامي لا يعرف شيء عن أمريكا أن يقدمها للعرب، وبالطبع ليس هناك مقارنة بينهم وبين مستوى الإعلاميين الأمريكيين. ويرجع ذلك إلى طريقة اختيار العاملين فقد عهد بكل شيء إلى مدير الأخبار العربي موفق حرب وكما يقول هشام ملحم الأعلامى اللبنانى في واشنطن “لم تكن هناك رقابة، وكان هذا الرجل (حرب) يتولى وحده تعيين العاملين ويحدد مرتباتهم ويفصلهم متمتعاً بحماية نورمان باتيز وكينيث توميلنسون”(4). وهذه السلطات الواسعة التي منحت لحرب بالإضافة إلى كفاءته المهنية المتدنية أدت إلى بناء المؤسسة بأكملها على أسس غير صحيحة وبكفاءات لا تستطيع المنافسة في فضاء مفتوح، وكما يقول المحلل السياسي سلامة نعمات ” موفق حرب صحفي من الدرجة الثالثة يستخدم صحفيين من الدرجة الرابعة معظمهم لا يتقن الانجليزية، ولا يعرفون الكثير عن الشرق الأوسط فضلا ً عن أمريكا، ولا تجد صحفياً ذا شأن من الشرق الأوسط يعمل هناك”(5).
يقول مأمون فندي “لا لم تكن هناك أهمية للقواعد التي تحكم الشبكات، وأن هيئة إذاعة الشرق الأوسط تدير محطات لا ضابط لها وكان ينبغي وضعها تحت الرقابة، لقد بدت الحرة مثل دول الشرق الأوسط التي نريد تغييرها، ويديرها ديكتاتور صغير وفاسد تماماً”(6).
ويقول سمير الدومليحي مدير الأخبار السابق في راديو سوا والذي ساعد حرب في إنشاء الحرة “إن حرب لا تعنيه المؤهلات المهنية الحقيقية”.
والحقيقة التي لمستها بنفسي أن حرب يكره أن يعين أي كفاءات أو شخصيات معروفة لانه يشعر إنها تهدد مركزه فى القناة، وقد قدمت برنامج سياسي لمدة سنة في هذه القناة، وأدركت منذ اللحظة الأولى مدى تدني الكفاءات وقلت ذلك بعد شهرلمسؤول فى هيئة البث ،أن هذه القناة ستفشل إذا استمرت بالاعتماد على هؤلاء وبهذا الاسلوب فى الأدارة. وقد رفض موفق حرب الموافقة على تقديمي البرنامج وقال لي عندما قابلته في الشهر الأول لبدء إرسال القناة أنت شخصية معروفة في واشنطن ومحلل سياسي بارز وستكون إضافة لقناة الحرة ولكنه تركني ستة أشهر يماطلني في كل مرة أتصل به قبل أن يأمره مسؤول أمريكي أن يعطيني برنامج. ولتدنى الكفاءات فشلت القناة كما يقول سعد الدين ابراهيم في “تقديم سجالات وحوارات عربية - أمريكية متميزة أو تغطية من الطراز الأولى للأحداث الأمريكية”.
ويقول سلامة نعمات “كنت أتوقع أن تفتح الحرة أبوابها لجدل وحوار حقيقي حول انتهاكات حقوق الإنسان العربي، حول الممارسات القمعية في الدول العربية، حول الفساد ونهب الحكومات لثروات شعوبها. كنت أتوقع أن تقتحم الحرة المحرمات والتابوات. إلا أنني أصيبت بخيبة أمل عندما أثبتت قناة الحرة أنها ليست أكثر من قناة تخضع لمفهوم العلاقات العامة لاسترضاء الأنظمة العربية المتخلفة”(7).
كل ما فعلته الحرة أنها قدمت برامج باهتة لما تقدمه الجزيرة والعربية، وبنفس الضيوف، فالحرة نسخة ممسوخة من القنوات الفضائية العربية.
ثانياً – الشللية
عندما تغيب الكفاءة، وتغيب الرؤية، وتغيب المساءلة، وتغيب الإدارة المنضبطة تكون الشللية والمصالح والعلاقات الشخصية هي التي تحكم العمل، وهو ما ذكره تقرير المفتش العام لوزارة الخارجية عن السنة الأولى حيث ذكر “الافتقار إلى رقابة موحدة جيدة في معايير تعيين العاملين وتقديم التقارير عنهم.”. في قناة من المفترض أنها تروج للديمقراطية في الشرق الأوسط يديرها شخص واحد ديكتاتور يتحكم في كل شيء، وقد قام بتعيين شلة من أصحابه في المواقع الهامة وبمرتبات كبيرة وبدون النظر إلى كفاءاتهم المتدنية، ويتحكم في كل شيء، في نوعية البرامج والضيوف وتحديد المرتبات السنوية، وهو وحده الذي يقوم بالتعيين بدون أي معايير مهنية أو قانونية، وفي غياب كامل للدور الأمريكي، ويدير القناة وكأنها ملكية خاصة له ولشلته مثل أي دكتاتور عربي فاشي، وتنعكس عداءاته ومواقفه على كل شيء في القناة. هل يتصور أن مدير البرامج لا يعرف شيئاً عن السياسة وكل خبرته إنه كان مخرجا في المحطة اللبنانية التي أغلقت MTV، وترك القناة ليذهب إلى شركة كوانتم اللبنانية المتهمة بعلاقات فساد مع مسؤولي الحرة. هل يتصور أن يتم تعيين صديق لحرب، محلل سياسي بمبلغ حوالي 000ر80 دولار سنوياً ليتحدث حوالي عشر دقائق أسبوعياً ينتقد فيها كل ما هو أمريكى بتحليلاته السطحية الركيكة . هل يتصور أحد أن يدفع مرتبات خرافية لمذيعين ومذيعات في بيروت ودبي لم يظهروا منذ فترة تزيد عن ستة شهور على القناة ويحصلون على مرتباتهم بانتظام.
ناهيك عن السياسة التمييزية الواضحة والتي قال عنها المحامي ستيفن بيتنر لأمريكان بروسبكت “نحن نعلم أن حرب كان يتبع سياسة تمييزية في التعيينات والترقيات ومعاملة المذيعين العرب ذوي الخبرة، وجميعهم حاصلون على الجنسية الأمريكية لصالح موظفين صغيري السن تنقصهم الخبرة وكثير منهم لبنانيون”. وفي الوقت الذي لا يستطيع الرئيس الأمريكي أن يقول لموظفة صغيرة أن ساقيها جميلتان، فإن ما سمعت عن التحرشات والعلاقات الجنسية واستغلال السلطة لو صح هذا الذي يتردد، لكنا أمام وضع لا يقبله أحد.
إذا قدر لك أن تزور تليفزيون الحرة فآخر شيء ممكن أن تفكر فيه إنك في أمريكا، إنه قطعة من دولة عربية فاسدة في كل شيء. حتى الضيوف تسمع، موفق لا يريد مأمون فندي ولا فؤاد عجمي ولا شبلي تلحمي ولا وليد فارس ولا دانييل بايبس ولا … الخ وقد أنضم اإلى هؤلاء مجدى خليل وسلامة نعمات.وقد بذلت جهودا حتى وافقوا على استضافة وليد فارس عدة مرات واستضافة دانييل بابيبس لمدة دقائق في أحد برامجي عن الجماعات الإسلامية وفشلت في مشاركة فندي. وياللعجب هناك مثقف مصري تم استضافته لمدة خمس ساعات في برنامج حواري واحد في اقل من سنة لأنه تم التوصية عليه من عربي يعمل في مكتب ليز تشيني بدون النظر إلى احتياجات القناة!!، ما هذا العبث؟ إنه لا يحدث في إعلام أمراء الخليج.
ثالثا : هل تسللت المخابرات العربية للقناة؟
في مقالة لي بالإنجليزية عقب افتتاح القناة (8) ، حذرت من السيطرة المستترة للانظمة العربية على برامجها وأهدافها من خلال بعض العاملين في القناة ومؤخرا كتبت الباحثة المعروفة هالة مصطفي في الواشنطن بوست ما نصه “وتخضع وسائل الإعلام في مصر لسيطرة الأجهزة الأمنية، ويصدق هذا على محطات التليفزيون بما فيها قناة الحرة، وهي القناة الفضائية التي ترعاها الولايات المتحدة، والمفروض أنها تقدم أخبارا لا تخضع للرقابة من وجهة النظر الأمريكية. ومنذ البداية خضع عمل الحرة في مصر لسيطرة مستترة من قبل أجهزة الأمن، وهذه حقيقة ليست ظاهرة أمام المشرفين على المحطة في واشنطن. ولأجهزة الأمن صلات وثيقة ببعض مديري المحطة واختارت بنفسها الكثير من مراسلي المحطة، بل حتى لها الكلمة الأخيرة حول اختيار الضيوف الذين يظهرون في البرامج، نتيجة لهذا فإن إي شخص ينتبه بعناية إلى لهجة البرامج الاعتيادية والآراء المطروحة سوف يلاحظ أن الآراء الليبرالية والتقدمية والصريحة، تقدم دائما على إستحياء. وإن كان من المفروض أن تكون الحرة منبرا ينبض بالحياة والحرية فقد أخفقت في توفير ساحة حقيقية للآراء المتوازنة ولذلك عجزت عن منافسة قناة الجزيرة الإسلامية والعربية لسان حال العروبة”. (9)
وكتب أرت ليفين “أن العلاقات الودية بين موفق حرب وأنظمة عربية معينة صبغت الأخبار التي تذيعها الحرة ، مع تغطية ناعمة بوجه خاص مخصصة لقطر وتونس، لأن بولا يعقوبيان، زوجة حرب كانت تؤدي عملا كخبيرة عامة لخدمات الإعلام لحكومة تونس”. (10) والغريب بعد هذا كما يقول ليفين أن حرب يلفق أمام الكونجرس قصص نجاح ويسحر كبار الشخصيات في الحزبين الجمهوري والديموقراطي ويقدم إنتاجا يبدو ممتازا مهنيا أمام الأمريكيين الذين لا يعرفون اللغة العربية.
والأكثر غرابة أن مسئولة التواصل في قناة “الحرة” داري كلاين ترد على الصحفيين وتسهب في مدح القناة وبرامجها وهي لا تعرف شيئا عما يدور ولا تفهم اللغة العربية.
والعجيب بعد الاختراق التي تحدثت عنه هالة مصطفي أن يدعي موفق حرب أمام لجنة الاستماع في الكونجرس مؤخرا أن الحرة فوق الخلافات العربية وتؤدي مهمتها بعيدا عن هذه الخلافات ولهذا تفوقت في أدائها على “العربية” و”الجزيرة” في تغطية الانتخابات المصرية.تخيلوا مذيع في قناة الحرة فى واشنطن أرسل لجريدة الأهرام المصرية من واشنطن رسالة ينتقد فيها بشدة مقالة سعد الدين إبراهيم الذى أنتقد فيها مبارك لانه لم يسمح للمقيمن خارج مصر بالانتخاب ،وقال هذا المذيع “كان في نيتي تأجير عدد لا بأس به من الاتوبيسات والتوجه إلى مقر السفارة المصرية لنقول كلمة واحدة لمن أفني عمره في خدمة مصر، نعم لمبارك من آجل مصر.. نعم للرجل الذي جعل مكانة مصر خارجيا عالية خفاقة.. نشارك في مستقبل بلدنا بدلا من أن ننهش فيه بأسم مطالب الإصلاح والتغيير خاصة ونحن في الخارج نعلم ماذا يريده البعض من مصر”(11).فهل مثل هذا الشخص يمكن أن يدافع عن خطة أمريكا لإصلاح ودمقرطة الشرق الأوسط؟؟!! إن أغلبية العاملين في القناة جئ بهم من منطقة الشرق الأوسط وهم مرتبطون بالعرب والمنطقة العربية أكثر من إيمانهم بالقيم الأمريكية ورسالة أمريكا التي أنشئت القناة من اجلها. ففي أحدي النشرات قالت مذيعة من قناة الحرة ” ما تسميه أمريكا بالإرهاب،” ولم تقل الإرهاب وهو نفس المتبع في قناة الجزيرة، وقد قام المعلق السياسي سلامة نعمات بتسجيل نشرة تصف الانتحاريين في حركة حماس الذين يفجرون أنفسهم في المدنيين بناشطي حماس. ويقول مأمون فندى “هناك ناس في الحرة وسوا بكوا على سقوط صدام حسين”.(12). فإذا أضفنا إلى ذلك أن أكثر من نصف البرامج السياسية تقدم من منطقة الشرق الأوسط ، فهل يستطيع أن يدافع عن أهداف قناة الحرة ورسالة أمريكا لإصلاح الشرق الأوسط أعلامي عربي يعيش هناك؟
ولكن الأخطر من كل ذلك الأجندة الخاصة للمدير العربي موفق حرب والتي انعكست على كل شيء في القناة وعلى سبيل المثال وليس الحصر (13)
● فى أول يوم بث لقناة الحرة وصف موفق حرب رئيس ليبيا القذافي بأنه إرهابي على الهواء مباشرة، ورفض إجراء مقابلة معه كنت قد رتبتها واخذت موافقة الرئيس القذافي عليها، لأنه في حالة عداوة مع القذافي الذي يعتقد أنه اختطف الأمام الشيعي موسي الصدر. أيضا رفض لي طلب إجراء مقابلة من الرئيس بشار الأسد، وعلمت أنه لا يريد إحراج بشار الأسد حليف حزب الله. ومؤخرا اجرى مذيع هناك حوار مع القذافى كنوع من التقية بعد أن عرف المسؤولون الامريكيون القصة من مقالة لى بالانجليزية.
●في برنامج لي عن الحركات الإسلامية في العالم العربي، رفض موفق حرب وصف حزب الله بأنه منظمة إرهابية حسب التصنيف الأمريكى، ورفض وصف الثورة الإيرانية بأنها ساعدت على ظهور الإرهاب في الشرق الأوسط.
●رفض تكملة برنامج لي عن “توريث الحكم في الجمهوريات العربية” رغم أنني قمت بتسجيل لقاءات مع تسع خبراء عالميين من بينهم عرب ضمن أكثر من 25 خبيرا كانوا سيتحدثون في الموضوع وأعتقد أن ذلك خوفا من إحراج أصدقاءه في “الأنظمة العربية المستدة”.
● هناك أربعة منتجين للبرامج السياسية مسئولين عن إعداد الأسئلة وأستقدام الضيوف العرب ثلاثة منهم من جنوب لبنان يرفضون وصف حزب الله بأنه منظمة إرهابية مخالفين بذلك القوانيين الأمريكية ويعملون وفقا لأجندة رئيس القناة الخاصة.
●قال لي موفق حرب، إنه لا يستطيع أن ينتقد الأنظمة العربية بوضوح لأنه لو حدث ذلك مثلا وانتقد مصر مثلا سيتصل مبارك بوزير الخارجية الأمريكية ويشتكي، ووقتها سوف يقيلوني من منصبي ولن ينفعني أحد. هل سمعتم عن القبض على مراسل قناة الحرة في أي دولة عربية أو احتجاج أي نظام عربي على ما تقدمه الحرة؟ الأجابة طبعا لا، لأن القناة تقدم أعلام باهت ولم تتناول القضايا المسكوت عنها مثل كشف الفساد ومحاربة الاستبداد ودعم الحريات والديموقراطية.. بل أن أغلب وسائل الإعلام العربية والصحف العربية الكبري ترفض نشر أي نقد لقناة الحرة لأن القناة ضعيفة وغير مؤثرة من ناحية ولأنها لا تنتقد الأنظمة العربية التي تسيطر على وسائل الإعلام هذه من ناحية أخرى، وهناك ما يشبه التأمر مع الأنظمة والإعلام العربي على هذه الحالة البائسة.
●يتحدث موفق حرب لغة مزدوجة وعندما يتحدث مع المسئولين الأمريكيين يتظاهر بأنه حامي القيم الأمريكية والمصالح الأمريكية ولكنه ينفذ عكس ذلك في الواقع، بل أنه يطلب حماية خاصة من السفارات الأمريكية أثناء زيارته للشرق الأوسط ليوهم الجميع بإنه مستهدف وهناك خطر على حياته وهو جزء من التقية التي يمارسها. منذ اليوم الأول لم يهتم السيد حرب بتطوير القناة حيث انه لا يملك رؤية لذلك، ولكن كل دوره أنحسر في تسويق نفسه لدي الإدارة والكونجرس بأنه الشخص المناسب لإدارة القناة.
●أستطاع رؤساء حرب في واشنطن كينث توملينسون وصديقه كارل روف ، ونورمان باتيز وصديقه السيناتور بايدن، تكوين لوبي يدافع عن القناة وعن أخطاءها ويحاولون منع أي تحقيق جاد أو تقييم لهذه القناة، وكأنها خارج السيطرة وممنوع محاسبة أو مساءلة من يقوم بإدارتها. بل كالوا المديح لموفق حرب ضاربين عرض الحائط بكل ما يقال عنه.
أسباب تتعلق بسوء الإدارة
أولا :الفساد
في التقرير البحثي المطول الذي قدمه الصحفي أرت ليفين في مجلة أمريكان بروسبكت بعد شهور من التحريات كشف من خلاله جوانب عديدة من الفساد والتبذير وسوء الإدارة في قناة الحرة والتي أنفق عليهما حتى الآن حوالي 200 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكي والذي من المفترض أن يحصلوا على 80 مليون دولار للسنة المالية القادمة.
يقول أرت “النفقات التي تحيط بها الشكوك متورط فيها عدد من الشركات والموظفين والمقاولين من مرتبات ومنح ضخمة أعطيت للمحاسب من بينهم بعض الشيعة الأصوليين الذين لا يملكون خبرة أذاعية كافية ومهارات لغوية إنجليزية، إلى ملايين الدولارات على عقود مشتريات أعطيت لأصدقاء حرب في واشنطن وبيروت وفوق كل هذا انفقت الحرة عند إنشائها 10 ملايين دولار على مشاريع كمبيوتر نفذ من غير اتفاق مخالف ممارسات المشتروات المتبعة مما أدي إلى إنهيار المشروع، كما تشكك المنتقدون في المرتبات السنوية للمديرين التنفيذيين فى الشبكة والتى وصلت إلى 250 الف دولار أي أكثر مما يتقاضاه نائب الرئيس تشيني”(14).
في تقرير أرت ليفين تذهلك الأرقام 80 ألف دولار مرتب سنوي لحنان عاملة المكياج وصديقة زوجة حرب، أيلي الخوري أحد أصدقاء حرب وشريك في شركة كوانتوم للاتصالات حصل على إعلانات عن الحرة بواقع 125 ألف دولار للأعلان الواحد، 250ألف دولار لإنشاء الموقع البائس عديم الجدوي لقناة الحرة على موقع الانترنيت، ونصف مليون دولار عن عمل غير محدد أسمه تنسيق البرامج، وهي برامج جاهزة أصلا ولا تحتاج إلى تنسيق كما منح موفق حرب عقد ترجمة بمليون دولار ونصف إلى مجموعة كابيتال كومينكشن والتي يديرها أمريكي من أصل لبناني أسمه كرم الياس،وقد لاحظت من أول أسبوع لي في قناة الحرة أن الضيف يوقع على ورقة باللغة العربية بالمكافأة التي حصل عليها مقابل ظهوره بأسم هذه الشركة في لبنان وليس بإسم قناة الحرة، وقال لي أحد المنتجين أنها شركتنا في لبنان، ولا نعرف ما هو مصير هذه الورقة المكتوبة بالعربية وكيف ستتم المحاسبة عنها. تقرأ أيضا تقرير ليفين عن المتزمت الشيعي الذي يشرف على العراقية ويحصل على 110 ألف دولار سنويا وخبرته محدودة ولا يتحدث الإنجليزية، ويستشهد في أحاديثه بالإمام على والنبي محمد، وأرغم مذيعة على ترك المحطة ،وهي نهار رمضان، لأنها كانت تعيش مع صديق قبل أن تتزوجه.
خلاصة التقرير الذي كتبه أرت ليفيين أن الحرة غارقة في الفساد، وسوء الإدارة، والشللية، وتدني الكفاءة المهنية، والعمل لصالح الأنظمة العربية وليس أمريكا. ويعزي ذلك وليام روغ السفير السابق وخبير الدبلوماسية العامة ” أن مسائل المخالفات المالية والتحيز في برامجها تعود إلى الإفتقار إلى المحاسبة المناسبة من جانب مجلس حكام الإذاعة وهو وكالة فيدرالية مسئولة عن الإذاعات الأمريكي فيما وراء البحار”(15).
ولم يقتصر الانحراف في قناة الحرة على الفساد المالي والانحراف السياسي لبرامجها بل وصل كذلك إلى استطلاعات الرأي العام، وهناك شركة خاصة تقوم باستطلاعات رأي تفصيل للقناة حتى تظهر للإدارة الأمريكية اكتساح الحرة للمشاهدين في الشرق الأوسط.
وهناك كما يقول اليفن سيندر تلاعب بطريقة استطلاعات الرأي لصالح إظهار صورة متفائلة عن مشاهديها في الشرق الأوسط فاستطلاع الرأي التي قدمتها الحرة عن مشاهديها في العراق تقول إنهم 44% في حين أن استطلاع مستقل يقول أن النسبة 14% فقط والفرق في طريقة السؤال هل رأيت الحرة خلال الأسبوع الماضي، والآخر عن مشاهد الحرة اليوم السابق (16).
وأيضا مشاهدة القناة لمدة دقائق لا تعني الاعتماد عليها كمصدر للأخبار والتحليلات، ولا تعني ما هو ترتيبها بين القنوات، ولا تعني ما مدي مصداقيتها عند المشاهد، ولا تعني درجة تنافستها مع القنوات الإخبارية الأخري.
ففي حين أدعت الحرة مثلا أن برامجها يشاهدها 35 مليون مشاهد عربي فإن دراسة خاصة لسلطة التحالف المؤقتة وجدت أن الحرة احتلت المرتبة الرابعة عشر بين الشبكات ومفضلة من 1% فقط من المشاهدين.
ويقول شبلي تلحمي بمعهد بروكنجز والذي أجرى بحثا لصالح مؤسسة زغبي ” أن الشبكة العربية الأمريكية لا تثير اهتمام الجماهير. واظهر البحث الذي قام به أن 2ر% فقط من المشاهدين العرب كانت الحرة هي اختيارهم الأول كمصدر للأخبار وقال تلحمي ” قلة قليلة من الناس يشاهدون الحرة ويدهشني أن أسمع أنها تترك آثرا” (17)وعلق سعد الدين إبراهيم، الذي أرسلت إدارة القناة له نسخة تفصيلية عن أستطلاعات الرآى هذه وعن آراء المشاهدين في الحرة، بقوله”أنا شفت بعض الدراسات التي عملت لتقييم أداء الحرة ووجدت أن المنهجية التي استخدمت ليست منهجية صارمة وليست منهجية موضوعية تماما، وإنما هي منهجية يمكن أن يقال عنها إنها منهجية رخوة وليس فيها الأسئلة المهمة لمتابعة أي قضية.. تسأل أسئلة أولية ولكن يجب متابعة السؤال للدخول إلى العمق.. إنها دراسة تفصيل”.(18)
ثانيا: غياب التخطيطلعل الكلمة المعبرة عن ما يجري في قناة الحرة هي كلمة “الفوضي” فلا يوجد تخطيط ولا تقييم دوري لأداء القناة ولا تنسيق بين البرامج، وإنما الكل يعمل في جزر منعزلة، ولا تجد خطة أسبوعية أو شهرية أو سنوية، وبالطبع غياب الرؤية عن دور القناة أساسا.كل ما يحدث أن يذهب مقدم البرنامج أو منتجه إلى موفق حرب ويستشيره في موضوع الحلقة وفي الضيوف ويأخذ تعليماته الإمبراطورية وفقا لأجندته الخاصة ورؤيته القاصرة الضحلة. وقد ضغطت عليه ليجلس معى ومع بعض مقدمي البرامج للتناقش في أمور القناة وقد قال لي أثنان من مقدمي البرامج الأسبوعية هذه أول مرة نجلس معه منذ سنة، ولولاك لما جلس معنا، هو يهرب من العمل المنظم حتى يكون كل شيء في قبضة يديه. وأتمني على مسئول أمريكي أن يفاجئه ويقول له ما هي خطتك الشهرية أو السنوية. كل ما يفعله موفق حرب هو الاستعانة بشركة علاقات عامة لتحضير الأسئلة والأجوبة المتوقعة عندما يقابل مسئولين أمريكيين أو خلال لجان الاستماع بالكونجرس ومعي نسخة كاملة معدة له، وبها عدد من الأسئلة المتوقعة واجابات تذكرني بما يقوله المتحدث باسم البيت الأبيض، حتى لا يخرج عن النص أو يرتبك أمام سائليه وخاصة وهو لا يملك رؤية واضحة وعميقة لدوره ودور القناة.
ثالثا: غياب التوزيع الجغرافييمكن تقسيم المنطقة العربية في هذه اللحظة التاريخية وحسب الاهتمامات الامريكية إلى خمسة مناطق، سوريا ولبنان، العراق، منطقة الخليج، منطقة الشمال الأفريقي من ليبيا إلى المغرب، مصر والسودان وفلسطين وإسرائيل.المفروض أن يكون هناك توزيع متوازن بين هذه الكتلة فيما يتعلق بالتغطيات الأخبارية والموضوعات، والضيوف، والعاملين مع التركيز بالطبع على القضايا الساخنة والمواضيع الآنية، وبالطبع علاقة كل هذه الكتل الخمس بالولايات المتحدة باعتبارها طرفا رئيسيا شريكا للمجموعات الخمسة.
إذا حدث ذلك نكون إزاء قناة تعبر عن التيار الرئيسي The Main Streem في الشرق الأوسط، وعن الولايات المتحدة كممول للقناة. ولكن الاختلال هو السمة الرئيسية فهناك تركيز واضح على لبنان وشيعة العراق أكثر من 30% من الضيوف من لبنان وست برامج تبث من لبنان وأغلب مقدمي البرامج من لبنان أو شيعة العراق بالإضافة طبعا إلى الاختلال الواضح في التوزيع الجغرافي للعاملين.باختصار يمكن القول أن قناة الحرة تحولت إلى بيزنس لبناني، وإلى تركيز صناعة السياسات في أيدي الشيعة.
رابعا: غياب الطرف الأمريكيالشيء الواضح أيضا في الحرة وسوا، هو غياب الطرف الأمريكي سواء فيما يتعلق بالرقابة المالية أو تنسيق الموضوعات والبرامج أو تحديد الرؤية ورسالة القناة. أن الموظفين الأمريكيين هناك في خدمة العرب، هم لا يدرون شيئا عما يحدث لأنهم لا يعرفون العربية، ولا يعرفون أحابيل العرب. وما يقوله المسئولون العرب للأمريكان ليس هو الحقيقة ،وبالطبع الأمريكيون يصدقون لأنه من المفروض أن الشخص يقول الحقيقة.بالطبع هناك العديد من الأمريكيين الذين يتحدثون العربية وخاصة السفراء السابقين بوزارة الخارجية، ولا أعرف لماذا لا تستعين بهم هيئة محافظي البث لتقييم القناة ومراقبة البرامج وإدارة القناة. لا أعرف كيف يتعامل محاسب أمريكي مع قصاصات ورق مكتوبة بالعربية لمبالغ كبيرة من الصعب مراقبتها إلا من خلال مكتب محاسبة عربي موثوق به. أنت تحس أن الموظفين الأمريكيين بما في ذلك المديرين تائهون وسط سيطرة عربية على كل شيء تقريبا.وبالطبع من السمات العربية البارزة هو غياب الشفافية وهو ما نقلوه بجداره إلى قناة الحرة حيث تغيب الشفافية عن كل شيء هناك.إن إستقالة السيد موفق حرب لا تكفي بل يجب المساءلة عن كل دولار يقدمه دافع الضرائب الأمريكي وأين أنفق هذا الدولار والمساءلة عن ما يحدث في بيروت ودبي والقاهرة، وعنه لماذا لم تنجح القناة في تحقيق رسالتها.أن هناك إجماع من المتخصصين أن الحرة لم تنجح بل هناك من يقول أنها فشلت فقد ذكرت الفايننشال تايمز “يبدو أن قناة الحرة الممولة أمريكيا والتي أطلقت لتحويل أنظار المشاهدين عن الجزيرة قد فشلت نوعا ما في مسعاها”(19)
ما هو الحل؟
يقول سعد الدين إبراهيم ” أقترح أن يطلب من سي أن أن أنها تعمل اوت سورسينح كحل سريع، أما الحلول الأكثر قابلية والأكثر أكاديمية هو أن يكون هناك بورد مستقل لإدار الحرة كما هو شأن ال بي بي سي على أن يكون هذا المجلس فيه إعلاميين وفيه مفكريين وسفراء متقاعدين من الذين عملوا في المنطقة العربية.. هذه الخلطة من الإعلاميين والاكاديميين والدبلوماسيين وربما رجال الأعمال هي الخلطة المناسبة لمجلس إدارة الحرة، ويراقب ويقوم المجلس بأبحاث الرأي العام دوريا بحيث يمكنه التغيير في كل فصل وفي كل نصف سنة بإعادة الهيكلة وإعادة تغيير البرامج والوجوه وما إلى ذلك”(20)وبقول سلامة نعمات ” اقترح إعادة النظر في مشروع قناة الحرة برمته لإعادة صياغة الاستراتيجية الاعلامية والسياسية التي يتوجب أن تحكمها لضمان نجاحها في العالم العربي. ولابد أن يكون القائمون على القناة مؤمنون بمبادئ الحرية والديموقراطية بعيدون عن استقطاب الانظمة العربية وفسادها، ومستعدون لخوض معركة ضد الاستبداد والفساد مهما كان الثمن”(21).إن قرار إنشاء قناة الحرة قرار صائب فهي تعد أهم أداة أمريكية للدبلوماسية العامة، ولكن لكي تحقق القناة أهدافها تحتاج إلى إعادة هيكلة للعالملين فيها، ولاهدافها ، ولبرامجها، ولإدارتها ويتم ذلك عبر:
أولا : تقييم هذه القناة من فريق متخصص من الاعلاميين والخبراء العرب مثل سعد الدين ابراهيم وسلامة نعمات وهالة مصطفى وعبدالرحمن الراشد وعثمان العمير واحمد الربعى والأمريكيين من المهنيين المتخصصين فى القنوات الامريكية الكبرى، وبشكل علمي مهني لتوضيح أهم الأسباب التي جعلتها تخفق في تحقيق رسالتها، وكيف يمكن تطوير القناة في المرحلة القادمة. وتعد هذه الدراسة جهد تطوعي في إطار هذا التقييم أقدمها هنا لمن يهمه أمر هذه القناة.
ثانيا: الإسراع بالتحقيقات الخاصة سواء التي تقوم بها الخارجية أو الكونجرس، في كيفية صرف الأموال التي خصصت لها، والتدقيق في إدعاءات الفساد، ومعاقبة من قاموا به إن وجد، ويجب أن يساعد مكتب متخصص في المحاسبة من الشرق الأوسط ذو سمعة طيبة حتى يستطيع كشف الالاعيب المكتوبة باللغة العربية والتي تحتاج إلى خبير عربي لكشفها.
ثالثا: لا يكفي جلسة استماع واحدة في الكونجرس وإنما عدة جلسات حول القناة لدراسة وضع القناة ووضع الحلول العاجلة واستراتيجية مستقبلية لتطويرها، على أن يستمع إلى خبراء عرب، وهم الأكثر دراية بأوضاع القناة .إن أدعاءات الفريق العربي أن كراهية قناة الحرة يعود إلى كراهية أمريكا ذاتها في العالم العربي في تصوري إدعاء غير صحيح، فألد أعداء أمريكا لا يستطيعون إنكار قيمة صحفها مثل النيويورك تايمز ، وواشنطن بوست، وول ستريت جورنال ونيويوركر.. الخ وتليفزيونتها مثل CNN, MSNBCنجاح الحرة كما كتبت في أبريل 2004 وأعود أذكر به يتوقف على التزامها بالمعايير الاتية (22).
المعيار الأول : الالتزام بالقيم الاعلامية الرفيعة في أدائها مثل الصدق، والتوزان، التنوع، الانصاف، الدقة ، وضوح الرؤية، الحفاظ على سرية المصادر وحمايتها، المصداقية ، الاستقلالية ، احترام المشاهد، غرس قيم الاستقامة والشجاعة والعدالة والتسامح وقبول الآخر والعمل الايجابي، والتدقيق والتحقيق من الاخبار.
المعيار الثاني : كونها وسيلة أعلام أمريكية فهي لابد أن تهتم بنشر القيم الأمريكية للمساعدة في تغيير هذه المنطقة المضطربة من العالم مثل الحريات والديموقراطية والشفافية، والأسواق الحرة واحترام قيمة الإنسان والحريات الدينية واحترام التنوع والتعدد الثقافي والديني والاثني واللغوي.
المعيار الثالث: تملك القناة ميزة أنها تنطلق من أمريكا ولهذا يجب أن تنقل أمريكا للعالم العربي سياسيا وثقافيا واجتماعيا عبر استضافة مسئوليين أمريكيين وباحثين من مراكز الفكر وصحفيين وكتاب وتنقل الاحداث الثرية التي تحدث كل دقيقة في المجتمع الأمريكي وفي واشنطن، وكذلك الثقافة الأمريكية والمنوعات والفن. ويمكن أن يتم ذلك عبر استضافة نجوم الفن والتمثيل والغناء ونقل صورة للحياة الأمريكية والمتاحف الأمريكية ورجل الشارع الأمريكي.
أقتراح بسيط يمكن أن ينقل قناة الحرة لتكون القناة الأولى فى العالم العربى بعرض فيلم امريكى يومى حديث لم يعرض بعد فى الشرق الاوسط ، وتتخلل الفيلم نشرة اخبارية قصيرة مدتها ربع ساعة. وبعد انتهاء الفيلم يعرض برنامج سياسى على أن يتم الأعلان خلال الفيلم أن هناك لقاء مع ابطال الفيلم بعد هذا البرنامج،هذا الاقتراح البسيط وغيره الكثير من هذه الاقتراحات سيجعل القناة شديدة الجاذبية للمشاهد العربى عندها يمكن بث برامج سياسية تتخلل هذه المواد المشوقة.
الحرة يجب أن تنقل أمريكا للعرب، ولا تقدم العرب للعرب كما تفعل حاليا، وكما تفعل الفضائيات العريبة، ولهذا يجب نقل أغلب البرامج لتبث من منطقة واشنطن حيث المركز الرئيسي للقناة، ولتبعد كذلك عن استقطابات الأنظمة واختراقات أجهزتها المخابراتية.
المراجع
1- الشرق الأوسط 12 يوليو 2004 (الحرة.. خطيئة واشنطن).2- Financial Times, Nov.7 20053- مقابلة مع سعد الدين إبراهيم حول قناة الحرة.4- Art Levine, The American Prospect, Nov.7 20055- Bad Reception, The American Prospect, Nov.7 20056- The American Prospect, Ibid7- مقابلة مع سلامة نعمات حول قناة الحرة.8- Mgdi Khalil: What Do We want from Alhurra Watani April 049- Ending the Silent War in Egypt, Washington Post, Dec.24,200510- Art Levine, Ibid11- جريدة الأهرام، رسالة إلى بريد الأهرام، 2 أكتوبر 2005.12- مقابلة مع مأمون فندي حول قناة الحرة13- Magdi Khalil: Why didn’t Al-hurra Succeed, Watani Oct.30, 200514- Art Levine, Ibid15- Financial Times Ibid16- Alvin Sayder, Middle East Times,Dec.9,200517- Bad Reception Ibid18- سعد الدين إبراهيم مرجع سابق19- Financial Times Oct. 30,200520- سعد الدين إبراهيم مرجع سابق21- سلامة نعمات مرجع سابق22- Magdi Khalil Ibidملاحظة:هذه الدراسة تمت بناء على طلب بعض أعضاء الكونجرس وعدد من المسؤولين المهتمين باصلاح هذه القناة.مجدي خليل كاتب ومحلل سياسى مصري يقيم في واشنطن

Sunday, January 15, 2006

Public Diplomacy

الظواهري غاب عن حضور عشاء بباكستان فنجا من الغارة الأمريكية
رجال القبائل في باكستان يتظاهرون ضد الغارة الأمريكية التي استهدفت القرية- رويترز

إسلام أباد- رويترز
قال مسؤولون بالمخابرات الباكستانية الاحد 15-1-2006م ان القوات الامريكية استهدفت أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة خلال عشاء كان قد دعي اليه لكنه لم يحضره.
وادانت باكستان الضربة التي وجهت يوم الجمعة واودت بحياة 18 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال واستدعت السفير الامريكي رايان كروكر للاحتجاج.
ونظمت مظاهرات معادية للولايات المتحدة في عدة بلدات ومدن الاحد كما حشد مؤيدو الاحزاب الاسلامية والعلمانية ما يقارب عشرة الاف لاحتجاج في مدينة كراتشي في جنوب البلاد.
وقالت وزارة الخارجية امس السبت ان اجانب كانوا بالقرب من قرية دامادولا في منطقة باجور المتاخمة لافغانستان وانهم كانوا الهدف المرجح للهجوم.
وقال مسؤولون بالمخابرات الباكستانية انهم يدرسون تقارير بان ما يصل الى سبعة من المتشددين الاجانب قتلوا وان انصارهم المحليين نقلوا جثثهم.
ولكنهم اكدوا انه لا يوجد ما يشير الى ان الظواهري الساعد الايمن لزعيم القاعدة اسامة بن لادن كان هناك.
وقال مسؤول بارز بالمخابرات لرويترز ان الظواهري "دعي الى العشاء ولكن ليس هناك ما يدل على انه حضر".
ونقلت قناة العربية التلفزيونية عن مصدر ذكرت انه على اتصال بالقاعدة قوله ان الظواهري حي.
ولم تعلق حكومة الولايات المتحدة. لكن مصادر امريكية مطلعة على العملية قالت ان من السابق لاوانه تحديد مصيره وانه يتعين فحص رفات القتلى لمعرفة ما اذا كان الظواهري بينهم.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم الافصاح عن هويتها ان الغارة الجوية نفذت استنادا لمعلومات مخابرات "جيدة جدا" اشارت الى ان الظواهري كان موجودا في الموقع المستهدف.
وقال مسؤول مخابرات باكستاني اخر ان رجلي دين من اهل المنطقة معروفين بايواء متشددي القاعدة حضرا العشاء ولكنهما غادرا المكان قبل ساعات من الضربة الجوية التي وقعت الساعة الثالثة صباحا (22.00 بتوقيت غرينتش).
ولكن هناك الكثير من التشكك في باكستان فيما يتعلق بما تقوله الولايات المتحدة وما تفعله.
وقال معراج الهدى زعيم مجلس العمل المتحد وهو تحالف الاحزاب الاسلامية الرئيسي في باكستان والذي حضر الاحتجاج في كراتشي "امريكا اثارت شبح الظواهري كي تبرر هذا الهجوم".
ورصدت واشنطن مكافأة قيمتها 25 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي لاعتقال كل من الظواهري وابن لادن الهاربين منذ أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان في افغانستان عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر/ ايلول.
ويعتقد ان الاثنين يختبئان في المناطق الحدودية الافغانية الباكستانية تحت حماية قبائل البشتون.
وذكرت مجلة تايم ان مصادر عسكرية ومنفذة للقانون قالت ان الحكومة المصرية قدمت عينة الحمض النووي من شقيق الظواهري الموجود في سجن مصري وذلك للمساعدة في التعرف على الجثة في حال مقتل الظواهري.
ويأتي رد الفعل الغاضب للضربة بعد أيام من احتجاج شديد وجهته باكستان للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان قائلة ان اطلاق النار عبر الحدود في منطقة وزيرستان القريبة قبل عدة ايام أدى الى مقتل ثمانية.
وينظر الى الظواهري على انه العقل المدبر للقاعدة كما انه واجهتها العامة حيث ادان الولايات المتحدة في رسائل فيديو عديدة بثت احدثها هذا الشهر.
ولا شك ان قتله كان سيمثل انتصارا كبيرا لواشنطن في معركتها ضد القاعدة التي فقدت الجانب الاكبر من قدرتها على شن هجمات في العالم بعد سلسلة من الاعتقالات المهمة في باكستان وفي اماكن اخرى كما يقول محللون.

Friday, January 13, 2006

معنا أم ضدنا


- الكتاب: معنا أم ضدنا: دراسات في ظاهرة معاداة أميركا عالميا
- المحرران: توني جدت ودنيس لاكورن
- عدد الصفحات: 256
- الناشر: بالغريف ماك

















تكمن أهمية كتاب "معنا أم ضدنا: دراسات في ظاهرة معاداة أميركا عالميا" في أن محرريه, البريطاني توني جودت أستاذ التاريخ والدراسات الأوروبية ومدير معهد راماكو بجامعة نيويورك والفرنسي دينس لاكورن الباحث في العلوم السياسية قد عالجا مسألة انتشار ظاهرة العداء للولايات

المتحدة الأميركية على المستوى العالمي وفي مناطق مختلفة ومتباعدة ومن زوايا عدة, ولم يختصرا أو يربطا ظاهرة العداء لأميركا بالشرق الأوسط أو العالم العربي والإسلامي كما حاول غيرهما فعل ذلك "لغاية في نفس يعقوب".

والكتاب هو عبارة عن مجموعة من الدراسات التي تعكس فهما شاملا للتصورات والمواقف الغربية وغير الغربية من الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وقد قام الباحثون ببلورة هذه الآراء البالغة التعقيد والمتعلقة بمشاعر العداء للولايات المتحدة الأميركية في ستة أجزاء من العالم وهي: أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية وروسيا والشرق الأوسط وسط وجنوب شرق آسيا.

معاداة أميركا هي نتيجة لسياسات بوش
يشير المحرران في مقدمة الكتاب إلى أن ظاهرة العداء المتزايد للولايات المتحدة الأميركية في العالم إنما تعود إلى التناقض الكامن في سياسات الولايات المتحدة نفسها, فهي تدعو إلى احترام القانون وفي نفس الوقت تقوم بانتهاكه, وتدعو إلى احترام الديمقراطية ثم تقوم بانتهاكها.

ومن هنا, فإن انتشار المشاعر المعادية للولايات المتحدة لا يعد إلا رد فعل على سياساتها المتضاربة التي تعتمد على التحدي الفردي والقوة العسكرية بشكل مبالغ فيه, وهو الأمر الذي من شأنه أن يولد شعورا لدى الجماعات الوطنية والدينية المختلفة بخطورة الولايات المتحدة وبكونها عدوا تشكل "رسالته العالمية" تهديدا لها.

ويضيف المحرران أن سياسات جورج بوش كانت سببا أساسيا في انتشار مظاهر العداء للولايات المتحدة الأميركية وإن هذا العداء هو عداء "لسياسات بوش" بالدرجة الأولى وإدارته التي عكست للآخرين مدى الانفراد الأميركي بإدارة شؤون العالم الأمر الذي قاد العديدين للقول بعجرفة وغطرسة الولايات المتحدة الأميركية خاصة اثر تصرفاتها الأحادية.

"
انتشار المشاعر المعادية للولايات المتحدة لا يعد إلا رد فعل على سياساتها المتضاربة التي تعتمد على التحدي الفردي والقوة العسكرية بشكل مبالغ فيه
"
ويقول المؤلفان إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ظاهرة معاداة الولايات المتحدة ليست نتيجة دافع واحد وهي ليست بسيطة بل معقدة ومتعددة الجوانب، فهناك من يريد تدمير الولايات المتحدة بالكامل نتيجة عدائه الشديد لها، وهناك من يكتفي بمجرد توجيه الانتقادات الخفيفة لبعض النواحي الاجتماعية والسياسية للإدارة الأميركية, وبين هذين الموقفين مواقف عديدة.

وعبر عدد من الدراسات التي أعدها عدد من الكتاب والباحثين، ويختص كل منها بدولة بعينها تغطي في مجموعها مناطق واسعة من العالم يدرس الكتاب ظاهرة معاداة الولايات المتحدة.

ظاهرة العداء لأميركا في الشرق الأوسط
يذكر الكتاب أنه ورغم حرص الحكومة والمؤسسة الدينية الرسمية في المملكة العربية السعودية على انتقاد مرتكبي تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 و محاربتهم، فإن كثيرا ممن سمحت لهم الحكومة السعودية بالتعبير عن وجهة نظرهم لم يترددوا أيضا في انتقاد الولايات المتحدة وإدانة سياساتها المساندة لإسرائيل.

كما أن القاعدة الشعبية في المملكة العربية السعودية تكتنز ظاهرة معاداة الولايات المتحدة الأميركية قبل وبعد هجمات 11سبتمبر/ أيلول, وأنه رغم محاولات النظام السعودي تقليص إمكانيات التعبير عن معاداة الولايات المتحدة بكافة الوسائل، فإن هذا النظام لا يستطيع أن يتجاهل تماما توجهات الرأي العام, خاصة أن وتيرة الانتقادات الموجهة إلى التحالف السعودي-الأميركي من داخل المملكة ستزداد, إذا ازدادت مساحة الحرية المتاحة للتعبير عن الرأي داخلها.

أما في فلسطين فيقول الكتاب إنه رغم أن انحياز الولايات المتحدة إلى إسرائيل يمثل شعورا مشتركا لدى الفلسطينيين, فإن ظاهرة العداء لأميركا ليست واحدة, وهي تختلف باختلاف الفئات المتنوعة داخل الشعب الفلسطيني بين الإسلاميين واليساريين والعلمانيين والليبراليين.

وبشكل عام تميز أغلبية الشعب الفلسطيني بين سياسة الحكومة الأميركية من جهة والثقافة والمجتمع الأميركيين من جهة أخرى.

"
رغم أن انحياز الولايات المتحدة إلى إسرائيل يمثل شعورا مشتركا لدى الفلسطينيين, فإن ظاهرة العداء لأميركا ليست واحدة, وهي تختلف باختلاف الفئات المتنوعة داخل الشعب الفلسطيني
"
ففي حين تظهر إدارة بوش بصورة سلبية للغاية، فإن هناك إعجابا، وانبهارا في بعض الأحيان بالحياة اليومية في الولايات المتحدة.

وحتى الجماعات السياسية الإسلامية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، لا تختلف كثيرا في رؤيتها للولايات المتحدة عن رؤية مجمل الشارع الفلسطيني، وهما تظهران شيئا من الاعتدال فيما يخص الإعجاب بنمط الحياة فيها.

فيما يخص الموقف الإيراني, ينقل الكتاب أن العداء للولايات المتحدة الأميركية هو عداء سياسي محض وهو بخلاف المواقف الأخرى المعادية للولايات المتحدة لا يعبر عن نفسه في شكل ثقافي أو إنثروبولوجي.

فقد كانت صورة الولايات المتحدة جيدة في إيران إلى حين الإطاحة بحكومة مصدق في العام 1953. في حين بلغت هذه المعاداة ذروتها في الثورة الإيرانية عام 1979, وبقيت مستمرة باستمرار ربط النظام وقطاعات واسعة من الشعب المشكلات الداخلية بقوى خارجية.

أما فيما يتعلق بباكستان فينقل الكتاب أن المشاعر المعادية للهند وإسرائيل فيها تعد ركنا أساسيا في تشكيل الرأي العام الباكستاني.

وفي حين كانت النظرة إلى الولايات المتحدة حتى الثمانينيات محايدة نتيجة غياب الدور الاستعماري أو الأميركي السلبي عنها, تختلف النظرة الحالية باختلاف مفهوم النخب الباكستانية والقطاعات الشعبية ذات التوجه الإسلامي.

ففي حين تعتبر النخب الباكستانية أن العلاقة مع الولايات المتحدة تتراوح بين الصادقة والخداع وذلك حسب المواضيع التي يتم تناولها وتكون الولايات المتحدة فيها طرفا تعتبر النخب الإسلامية والقطاعات الشعبية ذات التوجه الإسلامي أن السياسات الأميركية تجاه الإسلام والمسلمين والعديد من القضايا تثير الغضب والشعور بالإهانة.

وكما توقع الكتاب بشأن زيادة ظاهرة العداء لأميركا في السعودية فإنه يشير إلى ذات الأمر في باكستان.

مؤشرات سلبية عن صورة أميركا في أوروبا
"
معارضة الأغلبية الشعبية في أوروبا الحرب التي خاضتها أميركا على العراق كانت بمثابة الاختبار، لكن أميركا فشلت في اجتيازه, وهو الأمر الذي عزز المؤشرات السلبية تجاه أميركا في أوروبا
"
أما في أوروبا فيذكر الكتاب أن هناك العديد من المؤشرات السلبية ووجهات النظر التي تسند ذلك فيما يتعلق بظاهرة العداء لأميركا.

ويذكر أن معارضة الأغلبية الشعبية في أوروبا الحرب التي خاضتها أميركا وبريطانيا ضد العراق كانت الاختبار اللازم للولايات المتحدة الأميركية, لكنها فشلت في اجتياز هذا الاختبار عندما اجتاحت العراق غير مبالية بالمعارضة العالمية لعملها هذا, وهو الأمر الذي أكد وعزز المؤشرات السلبية تجاه أميركا في أوروبا.

ففي فرنسا تضامن الشعب الفرنسي والحكومة مع خسائر الولايات المتحدة في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول, لكن الولايات المتحدة خسرت هذا التعاطف تجاهها عندما قررت غزو العراق دون الاكتراث لموقف "أوروبا العجوز" -على حد تعبير وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد- وقتئذ.

ففي مارس/ آذار 2003 ساند 68% من الفرنسيين سياسة رئيسهم جاك شيراك المعارضة بقوة للولايات المتحدة، ما يشير إلى حالة من التوافق بين الشعب الفرنسي والحكومة تجاه السياسة الأميركية. وقد شمل العداء لأميركا في فرنسا المنحى الثقافي والسياسي للولايات المتحدة الأميركية.

وفي ألمانيا ينقل الكتاب عدم تخوف الألمان من تنظيم القاعدة, لكن ظاهرة العداء لأميركا تولدت نتيجة عوامل عديدة أبرزها العوامل التاريخية مثل الماضي النازي وذكريات الحرب الباردة.

وقد عززت الحرب الأميركية على العراق وإمطاره بالقنابل والقذائف والصواريخ المخاوف الشعبية الألمانية وأحيت ذاكرته المرتبطة بذكريات مشابهة عن قصف مماثل تعرضت له المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية، وطرد الألمان من شرق أوروبا.

في حين لا يقتصر العداء على الجانب السياسي, إذ تعارض قطاعات واسعة في ألمانيا نموذج حرية السوق الأميركية. ويندرج في هذا اهتمام الأجيال الشابة في ألمانيا، كما هي الحال في أوروبا عموما، بقضايا مثل العولمة وتدهور البيئة، والدور السلبي للولايات المتحدة تجاهها.

مشاعر العداء لأميركا في روسيا
"
عارض الروس بشدة الحرب الأميركية على العراق عام 2003, ولكن سرعان ما تراجعوا عن ذلك نتيجة الضغوط المتزايدة عليهم والحملات الإعلامية التي شنت آنذاك
"
يقول الكتاب إن المشاعر القومية والدينية في روسيا "الأرثوذكسية" تلعب دورا في تغذية العداء للولايات المتحدة، وإن انهيار الاتحاد السوفياتي كقوة عظمى خلق لدى البعض امتعاضا ومشاعر كبيرة من العداء لأميركا خاصة عندما يقوم القوميون الروس مقارنة بين التدخلات الانتهازية والاستعمارية للولايات المتحدة في العالم من جهة، ومساندة الاتحاد السوفياتي لشعوب العالم المقهورة ودعم حركات الاستقلال سابقا, بهدف المساعدة وليس المصلحة من جهة ثانية, كما يقول هؤلاء.

ومن هذا المنطلق فالروس لا ينظرون بعين الرضا إزاء تدخل الولايات المتحدة بشؤونهم الداخلية لا سيما في المجال السياسي والاقتصادي.

ورغم وجود تحسن في النظرة تجاه الولايات المتحدة الأميركية, إلا أنه وكما يذكر الكتاب, فإن تصورات الروس عن الولايات المتحدة متعددة, فقد احتفظ الروس خلال المرحلة الشيوعية بتصور معقد مختلف عن تصور قيادتهم للولايات المتحدة، ويختلط فيه الإعجاب بالدينامية الاقتصادية بالحقد والشعور بالتفوق المعنوي والثقافي السوفياتي مقابل انحطاط النظام الغربي.

وهم كما الألمان والفرنسيين عارضوا بشدة الحرب الأميركية على العراق عام 2003, ولكن سرعان ما تراجعوا عن ذلك نتيجة الضغوط المتزايدة عليهم والحملات الإعلامية التي شنّت آنذاك.

وفي جميع الأحوال يبقى الكتاب مرجعا مهما يسلط الضوء على ظاهرة انتشار العداء للولايات المتحدة الأميركية وعدم اقتصارها على منطقتنا العربية والإسلامية كما يحاول البعض أن يروج لذلك.

OIC's Public Diplomacy and Danish Freedom of Press

Vie Sabbah:

Last december, responding to a complaint by the Organization of Islamic Conferences (OIC) over the twelve caricatures of the prophet Mohammad published in the Danish newspaper Jyllands-Posten last September, Louise Arbour - United Nations High Commissioner for Human Rights - has appointed two UN experts on racism to carry out a detailed investigation into what Arbour characterizes as a “disrespect for belief.”

Why did Jyllands-Posten publish the cartoons? The Copenhagen Post explains: “Jyllands-Posten called for and printed the cartoons by various Danish illustrators, after reports that artists were refusing to illustrate works about Islam, out of fear of fundamendalist retribution. The newspaper said it printed the cartoons as a test of whether Muslim fundamentalists had begun affecting the freedom of expression in Denmark.”

You see, when the Danish newspaper published these cartoons, they claimed they did that as a ‘test of whether Muslim fundamentalists had begun affecting the freedom of expression in Denmark.’ So, now I guess Norway wants to conduct the same test.

Just like someone ‘finger your ass‘ (excuse my French) and you are not suppose to react or even say ‘ouch’. It’s ‘freedom of expression’, and they express that the way they see it fit. But if you do the same, you will be called all names. So, don’t dare calling them racist!!

In case you never saw the Prophet Mohammad’s drawings:

Mohammad drawing - Jyllands-Posten Racism

Thursday, January 12, 2006

Norway magazine courts controversy



Rasmussen has refused to take action against Jyllands-Posten


A Norwegian Christian magazine has published a set of controversial caricatures of the prophet Mohammed after months of uproar in the Muslim world over a Danish paper's decision to print the same cartoons.

Repeating a move by conservative Danish paper Jyllands-Posten last September, Magazinet published the controversial drawings in the name of "freedom of expression" on Tuesday.

The same caricatures have been blasted by Muslims in Denmark and abroad, since images of the prophet are considered blasphemous under Islam.

"Just like Jyllands-Posten, I have become sick of the ongoing hidden erosion of the freedom of expression," Magazinet editor Vebjoern Selbekk wrote.

The murder of Dutch filmmaker Theo van Gogh in 2004 revealed "that we are not facing empty threats. We know that the freedom of expression in our part of the world is being threatened by religion that is not afraid of using violence", he added.

Death threats

The editor said he was not afraid of the prospect of facing the same indignation and even death threats that faced the Danish paper after it published the cartoons.

Meanwhile, Denmark's prime minister on Tuesday accused a group of local Muslims of smearing the country's reputation in the Middle East as they sought support against a newspaper that published caricatures of Islam's Prophet Muhammad.

Anders Fogh Rasmussen said he was "stunned" that leaders of the Islamic Faith Community had travelled to Egypt, Syria and Lebanon "to stir up attitudes against Denmark and Danes".

The group's leader, Ahmed Abu Laban, a cleric, has defended the December trip, saying the Muslim community was feeling marginalised in Denmark in its protests against the paper.

Drawings condemned

Muslim leaders in Denmark and abroad have condemned the drawings, one of which shows Muhammad wearing a turban shaped as a bomb with a burning fuse.

Islamic tradition bars any depiction of the prophet, even respectful ones, out of concern that such images could lead to idolatry.

"Just like Jyllands-Posten [Danish newspaper], I have become sick of the ongoing hidden erosion of the freedom of expression"

Vebjoern Selbekk,
Editor, Magazinet

Danish Muslims groups have called on authorities to prosecute Jyllands-Posten, but a regional prosecutor said last week he would not file charges.

On Tuesday, the prime minister directed his criticism towards the Muslim group, saying "misinformation" about Denmark had appeared in the Arab media after their tour of the Middle East.

Kasem Ahmad, a spokesman for the Islamic Faith Community, denied the group had spread false information about Denmark.

"The Islamic Faith Community has not said anything wrong," he said. "We did nothing wrong by seeking help abroad and making use of our freedom of speech."

Agencies

صحيفة نرويجية تسيء للرسول والإسلام بدعوى حرية التعبير





لم تكد العاصفة التي أحدثتها رسوم كاريكاتيرية دانماركية -تسيء لرسول الإسلام محمد عليه السلام- تهدأ, حتى انبرت مجلة نرويجية هذه المرة لإعادة نفس الإساءة بدعوى ما أسمته حرية التعبير.
إذ اختارت المجلة المسيحية "ماغازينت" إعادة نشر12 رسما كاريكاتيريا للنبي محمد عليه السلام في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في توقيت واضح لتعمد الإساءة وإلحاق الأذى بمشاعر المسلمين الذين يحتفلون بهذه المناسبة العظيمة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ اتهم رئيس تحرير المجلة فيبيورن سلبيك أتباع الدين الإسلامي باللجوء للعنف من أجل حل أي أزمة أو مشكلة فكرية. واعتبر أن حرية التعبير في الدول الأوروبية أصبحت منوطة بمن سماهم "المحمديين" الذين لا يحسنون غير أسلوب التهديد والعنف لتمرير أفكارهم, حسب زعمه.
"إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول من قبل مجلة مسيحية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، توقيت واضح لتعمد الإساءة وإلحاق الأذى بمشاعر المسلمين الذين يحتفلون بهذه المناسبة العظيمة"سلبيك لم يستثن الدين الإسلامي نفسه وذلك باتهامه بأنه وراء ما سماها تآكل حرية التعبير في الغرب تدريجياً. وبرر إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية الاستفزازية إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حرية التعبير.
اعتداء المجلة المسيحية هذا وجد دعما من أمين عام رابطة الصحفيين النرويجيين بيرادغار كوكفولد, الذي رأى أن إعادة نشر الرسومات يعد مؤشرا صحيا على مبدأ حرية التعبير في البلاد ويرفع من سقف الحريات العامة.
إلا أن أصواتا أخرى في النرويج كالمستشار الخاص لـ"كنسية المساعدات العاجلة" آرنا سافروس, الذي اعتبر أن إعادة عرض الرسومات يمثل تحريضاً وإثارة لمشاعر المسلمين.
كما اعتبر فين غراف الرسام الكاريكاتيري في صحيفة "داق بلاده" النرويجية أن منطق الإساءة للأديان وعرض الرسومات باعتبارها حرية تعبير "أمر مرفوض" وأكد أن حدود الحريات تتوقف عند الإساءة للأديان فضلا عن وقوفها عند حريات الآخرين.
الهدف الشهرةورأت شريحة من مسلمي النرويج أن تصرف الصحيفة ينطوي على محاولة للحصول على السمعة والشهرة وأنهم (المسلمون) بالتالي فضلوا إهمال ما جاء فيها وعدم الاكتراث له, سيما وأن عدداً كبيراً من النرويجيين يعتبر إعادة عرض الرسومات تجاوزا لحرية التعبير وتحريضا على المسلمين في الغرب.
"الإساءة المباشرة للإسلام ورسوله تعد حرية تعبير فيما اعتبرت دعوة وزيرة الاقتصاد النرويجي لمقاطعة السلع الإسرائيلية, معاداة للسامية "رئيس العلاقات الخارجية بالرابطة الإسلامية في النرويج باسم غزلان أكد أن هدف الصحيفة هو الشهرة لأنها غير معروفة وتوزع أعداداً ضئيلة جداً في العاصمة أوسلو وتفتقر إلى القراء والمشتركين.
وأبلغ غزلان الجزيرة نت أن تلك الصحيفة لا يهمها أن تدخل التاريخ من أسوأ أبوابه من أجل تحقيق شهوة الشهرة الإعلامية، ومن أجل تحقيق هذه الغاية لن تجد طريقة أسرع من الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي الحنيف، خاصة بعدما تصدرت الصحيفة الدانماركية الأخبار الرئيسة للوكالات الدولية وأحدثت ردود أفعال زادت من شهرتها, بعد إساءتها تلك.
وبدوره تساءل رئيس المجلس الإسلامي النرويجي محمد حمدان عن المبررات التي تقف خلف تكرار هذه الإساءة خصوصا وأنها صدرت عن مجلة محسوبة على الدين المسيحي. وعبر عن أسفه بالقول إن الإساءة المباشرة للإسلام ورسوله تعد لدى هؤلاء حرية تعبير, فيما تتهم وزيرة الاقتصاد كريستين هالفرشن بمعاداة السامية لمجرد تأييدها مقاطعة السلع الإسرائيلية دون اعتبار ذلك لونا من ألوان حرية التعبير.
حمدان الذي يترأس مجلسا يضم 36 منظمة إسلامية, طالب الصحيفة التي تمثل المسيحيين في النرويج بالاعتذار للمسلمين لأن من شأن عرض تلك الرسومات زيادة الهوة بين المسلمين والمجتمع النرويجي، كما أنها تحرض عامة المسلمين على الكراهية.ـــــــــــمراسل الجزيرة نت

Monday, January 02, 2006

Diplomacy and Cooperation


Prince Turki al-Faisal, Saudi Arabian Ambassador to the United States (Photo: SaudiEmbassy.net)


Editor's Note

Prince Turki Al-Faisal presented his diplomatic credentials to U.S. President George W. Bush today in Washington, DC, marking his acceptance as Ambassador Extraordinary and Plenipotentiary of the Kingdom of Saudi Arabia to the United States of America. Prince Turki, the last son of King Faisal, was educated at Georgetown University, Class of 1968 and went on to serve Saudi Arabia as the Director General of the General Intelligence Directorate from 1977 through 2001. He most recently completed a posting as Saudi Arabia's Ambassador to the United Kingdom from 2003-2005 before replacing Prince Bandar bin Sultan as the Kingdom's top diplomat in the United States. Prince Bandar was appointed Secretary-General of the National Security Council on October 16, 2005.

Yesterday Prince Turki delivered a wide-ranging speech at the US Army War College in Pennsylvania. He discussed the issues confronting the United States and Saudi Arabia including the situation in Iraq, Afghanistan, and Israel and Palestine. He also spoke about the US-Saudi partnership in the war on terror and the recently inaugurated Saudi-US Dialogue, a byproduct of the April 2005 Bush-Abdullah Summit. We are pleased to present Prince Turki's remarks at the Army War College here for your consideration.


Roots of the U.S. image problem in Arab world

Viewpoint: Roots of the U.S. image problem in Arab world

By Ramzy Baroud
World Peace Herald Contributor
Published December 22, 2005


SARAWAK, Malaysia -- US President George W. Bush yet once again blamed Arab media for his country's image problem.

"I recognize we got an image issue, particularly when you have television stations, Arabic television stations that are constantly just pounding America -- saying America is fighting Islam, Americans can't stand Muslims, this is a war against a religion," Bush commented following a speech in Philadelphia on Monday, December 12.


bring about. Before offering his impulsive remarks, President Bush should have consulted the history of the Middle East -- of which his clique often claims mastery -- a region whose past has been marred with utter contempt for foreign occupiers and unyielding struggle to force them out.

Indeed, the US image problem has little to do with newspapers and 24-hour news channels, and more to do with the dangerous insistence on ignoring the roots of the West's fallout with Muslims, not always as a religious group, but as colonized and exploited nations.

Indeed, for centuries, the Muslim-dominated Middle East has captured the West's imagination in a myriad of ways. Yet, as is often the case, the disparity of power and wealth dictated the course of Western action -- and reaction -- then concentrated mostly in Europe. Up until the second half of the twentieth century, much of the Middle East -- not to mention other regions that were viewed as lands of equally 'inferior' races -- fell victim to untold exploitation, degradation, and often, brutal violence.

Little has been done since most Middle Eastern nations attained their independence in recent decades to redeem the roots of hatred; to the contrary, much was done to exacerbate the animosity.

In the second half of the past century, colonialism was brought to an end in its conventional ways, perhaps, with Palestine remaining the most practical and tragic example; but its dialectics -- those of political and economic hegemony -- were hardly altered. The Arabs, after all, still had plenty to offer and the West, now US-dominated, persistently saw Arab offerings purely through colonialist-colored lenses: spoils, plain and simple.

Evidently, European imperialism -- despite constant attempts to delineate the differences between French colonial experiences and those of Britain, for example -- had devastated Middle Eastern cultures. Even the positive contributions to local cultures during those years were mostly unintentional and often cosmetic.

The conventional colonialist experience was forced to yield in the years following the end of World War II to alternative methods that would still allow Western countries to safeguard their economic interests in the region. Militarily weakened and unable to tame the fractious colonies, yet reluctant to treat former subjects as equal partners, Western nations were compelled to devise new colonial stratagem. Arab nations for example were subjugated through Western-sponsored local elites, corruptible and coercive. Many Arab intellectuals have rightly argued that a decided halt of Western imperialism never truly actualized. Direct and indirect intervention in Arab affairs -- with the same arrogant expectations -- continued to mar the relationship between the West and Arabs.

The United States in particular, joining the colonial club at a later stage, was not always viewed as a colonial menace. The US government's strong stance against the trio British-French-Israeli aggression against Egypt in 1956 placed it in a somewhat different category from the rest. However, the US colonial status, bashful and reluctant at first, was forcefully shaped during the Arab-Israel war of 1967. Only then did the United States' devout and resolved support of Israel -- a colonial protégé itself -- fully actualize.

Since then, the US political, financial and military commitment to Israel has further damaged the perception of the Arab and Muslim peoples of the United States. Thus being anti-Israel -- a common feeling among most Arabs and Muslims, for obvious reasons -- was tantamount to being anti-American. The failure of Arab regimes to take a strong stand against both also added to the tension. The fury and bitterness espoused by early colonial experiences lingered, unscathed. To pretend that extremism and terrorism, plaguing many spots in the Arab and Muslim world are irrelevant to this debate, is to ignore the roots of the violence at the expense of innocent lives everywhere.

As if its despised involvement in helping shape a miserable reality throughout the Middle East was not enough, the US occupation of Iraq, the heart of the Arab world, in March 2003 earned it the designation of colonial master. Moreover, because the war on Iraq took place largely as a result of neo-conservative plotting -- a dedicated pro-Israeli camp -- and amid the cheers of Israeli leaders, Arabs were left -- as reflected in their media -- with no other option but to view the US as an official enemy of the Arab people, as belligerent as former European colonialists and twice as lethal.

It appears too late for President Bush to appreciate this attempt at explaining the roots of his country's image problem. Indeed, in his Philadelphia speech, he seemed heedless of history, its complexities and its many good lessons. It was the media that should be blamed for his problem with Arabs and Muslims, he insisted. With such a misconstrued perception, one's hope for a serious change of course in US foreign policy would have to be shelved, long enough for reason to prevail, or for history to repeat itself.

Sunday, January 01, 2006

Engaging the Arab & Islamic Worlds through Public Diplomacy A Report and Action Recommendations



Book Description
Engaging the Arab & Islamic Worlds through Public Diplomacy A Report and Action Recommendations

Edited by William A. Rugh

As the U.S.-led war on terror presses on, many Americans wonder why foreign public opinion has grown measurably hostile to the United States and what can be done about it.... Read more